السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

Al Raya sahafa

 

2019-06-26

 

جريدة الراية:

استهداف الحوثيين لمطار أبها تسريع للحل السياسي الأمريكي الذي يرفضه الإنجليز

 

 

تسارعت في الآونة الأخيرة أعمال الحوثيين الكبيرة التي يراد منها أن تبرزهم عملاقا لا يقهر، فمن بسط نفوذهم على منطقة قبائل حجور في محافظة حجة المحاذية لحدود مملكة آل سعود التي تركتهم فريسة للحوثيين ولم تعمل لهم شيئا، إلى سيطرة الحوثيين على قعطبة كلها وأجزاء كبيرة من الضالع بدون مشقة وحصولهم على أسلحة كبيرة بدون جهد يذكر، بسبب اختراق أمريكا للمقاومة فيها وتقدم الحوثيين في جبهة نجران، وأخيرا إمطار مملكة آل سعود بوابل من الصواريخ البالستية في فترات زمنية متقطعة.

 

فقد تعرض مطار أبها السعودي لهجوم بصاروخ كروز أطلقته مليشيات الحوثيين صباح يوم الأربعاء الموافق 12/6/2019م وقد أدى الهجوم إلى إصابة 26 مدنيا منهم 3 نساء وطفلان، قال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف العربي يوم الأربعاء 12/6/2019م (إن مقذوفا حوثيا سقط في صالة القدوم بمطار أبها الدولي: موضحا عند الساعة (2:20) من صباح اليوم سقط مقذوف معادٍ حوثي بصالة القدوم بمطار أبها الدولي والذي يمر من خلاله آلاف المسافرين المدنيين ومقيمين من جنسيات مختلفة وأوضح أن سقوط المقذوف أدى إلى إصابة 26 مدنيا من بينهم 3 نساء وطفلان). (الهدهد أونلاين).

 

إن هذه الأعمال التي تبرز قوة الحوثيين وتهاوي وضعف قوة نظام آل سعود أمامهم وعدم قدرته على صد هذه الصواريخ على ما يبدو كأنه تنسيق بينهما للوصول إلى الحل السياسي الذي يرضي أمريكا، فالطرفان سلمان والحوثي هما عملاء أمريكا، وهي تظهر حكام آل سعود بشكل مكشوف أنهم عملاء لها لتقوية عميلها الحوثي الذي صنعته من الصفر خلال الحرب التي فرضتها على الطرفين. فأمريكا نسقت بشكل علني مع حكام آل سعود عند انطلاق عاصفة الحزم لضرب كل القوى المناوئة للحوثي لتقويته وصناعة حاضنة شعبية له وتثبيته في الحكم، وأمريكا تبتز سلمان وابنه وتجبرهما على دفع إتاوات كبيرة تفوق ميزانية مجموعة من الدول، وذلك بحجة الحماية الأمريكية لهم من إيران وغيرها، وهي تفرض عليهم إظهار علمانيتهم السافرة وملاحقة المخلصين واعتقالهم وإصدار الأحكام القاسية في حقهم، وكل ذلك لإظهار التصاق سلمان بأمريكا ولغرض إخفاء عمالة الحوثيين لها لرفع رصيدهم الشعبي الهابط لكي يقبل أهل اليمن بالحوثي حاكما عليهم.

 

إلا أن الحل السياسي الذي تسعى أمريكا إلى فرضه لا تقف مملكة آل سعود أمام تحقيقه، فهي تريد الحل السياسي، فالحرب قد أثقلت كاهلها واستنزفت ثرواتها، لكنها تريد أن تهيئ الرأي العام في الداخل للحل، وأن الحوثي أصبح قوة ضاربة. وتريد أن توصل رسالة لهم أنهم لا يواجهون الحوثي فقط بل إيران التي تمدهم بالسلاح، وتسعى أن تحرج وتضع كثيراً من رجالات الإنجليز في الداخل الذين لا يزالون يتلقون أوامرهم من الإنجليز لأنه من الصعب التخلص من عملاء الإنجليز كلهم لأنهم يسايرون سلمان وابنه في الظاهر، وهم يريدون الحسم العسكري وإن تظاهروا بقبول المفاوضات والحل السياسي، ولذلك فهي تريد أن تتظاهر بعجزها العسكري أمام الحوثيين وأنها أصبحت عاجزة عن الدفاع عن نفسها وليس أمامهم جميعا إلا القبول بالحل السياسي وتقديم التنازلات لإنجاحه والوصول إلى حل وسط يرضي الجميع.

 

لكن الإنجليز يرفضون الحل السياسي وإن قبلوا بالمفاوضات على مضض، فهم يعملون في الوقت نفسه لإفشالها، فها هو خالد اليماني وزير خارجية حكومة هادي يقدم استقالته متذرعا بعدم تنفيذ اتفاقية السويد في الحديدة وأن المبعوث الأممي مارتن غريفيث يقف إلى جانب الحوثيين. فأمريكا بعنجهيتها، قد تنجح في فرض الحل السياسي خاصة وقد بدأت قلاع الإنجليز تتهاوى، إلا أن بريطانيا صاحبة الخبث والمكر والدهاء قد تستطيع إفشال الحل السياسي الذي تريده أمريكا، فهي قد تقبل بالحل السياسي المشروط الذي يكون صوت الحوثيين في الحديدة غير مسموع فعندها سيكون الحوثي ضعيفا لا يستطيع فرض شروطه، وبذلك سيبقى نفوذ الإنجليز في اليمن هو الأقوى وهذا ما يزعج أمريكا ولن تقبل به، فهي قد نجحت في استثمار مفاوضات السويد لصالح الحوثيين، فلا زالت الحديدة وموانئها الثلاثة بأيديهم وتحت سيطرتهم، وسواء نجح الحل السياسي كما تريده أمريكا أو كما تريده بريطانيا، أو لم ينجح، فاليمن ستبقى تحت سيطرة أعدائها الكفار المستعمرين وينفذون أجندتهم عبر عملائهم المجرمين والضحية هم أهل اليمن، فهم الخاسر الوحيد في الحالتين.

 

يجب أن يدرك أهل اليمن أن قبولهم بالحلول السياسية الاستعمارية التي يفرضها أعداؤهم، كالمستجير من الرمضاء بالنار فكلاهما شر؛ ففي استمرار الحرب سفك لدمائهم وتدمير لبلادهم ونهب لثرواتهم وفرض لقوانينهم الفاسدة عليهم، وفي الحل السياسي الاحتكام إلى قوانين الكفر وترك الإسلام وراء ظهورهم والقبول عن رضا بتطبيق العلمانية عليهم وفي ذلك مسخ لشخصيتهم وتغيير لهويتهم وطاعة لأعدائهم ومعصية لربهم تسوقهم إلى نار لا تبقي ولا تذر لوّاحة للبشر.

 

إن الخير كل الخير في نبذ حلول الكفار المستعمرين والاعتصام بحبل الله المتين والسعي لإقامة خلافة الراشدين التي تطبق أحكام الدين التي أنزلها رب العالمين على رسوله الأمين، وإن المخرج الوحيد الصحيح هو العمل مع حزب التحرير لإقامة شريعة رب العالمين في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. نسأل الله أن يمكن للأمة الإسلامية بقيادة حزب التحرير من إقامتها في القريب العاجل وما ذلك على الله بعزيز.

 

بقلم: الأستاذ شايف الشرادي – ولاية اليمن

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع