السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العلاج لإندونيسيا

 

أيها الإخوة، كما علمنا فإن هذه البلاد تحاصرها المشاكل المختلفة، وقد توقع بعض الناس أن رئيسا جديدا للجمهورية يتمتع بشعبية واسعة بين الناس سيتولى حل المشاكل أو التخفيف من آثارها على الناس، وبعد مرور حوالي ستة أشهر على استلامه الحكم فإن المشاكل ازدادت حدة واتساعا، فقد أصدر الرئيس الجديد قرارا برفع أسعار الوقود وإلغاء الدعم عنه ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وأجور الخدمات، فارتفع سعر الأرز واللحوم وغاز الطبخ المنزلي وأسعار الكهرباء كما أن سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الروبية الإندونيسية قد وصل إلى 13،000 للدولار الواحد، وقد أصاب هذا الواقع المراهنين على الرئيس الجديد بخيبة الأمل.


ونتيجة لذلك، أصبح العيش أكثر صعوبة، فالجرائم من اختلاس وغصب وقطع الطريق وانتشار المخدرات والأعمال الوحشية - بحجة الاحتياجات الاقتصادية - أصبحت مرتفعة ومع ذلك فعملية اختلاس الحكومة وغصب أموال من الناس لا تتوقف أيضا. ولكن عندما نمعن النظر، فإن معظم المشاكل غير جديدة، فكثير منها موجود منذ سنين طويلة وجدَّت مشاكل جديدة.


إن هذه المشاكل هي من إفرازات النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي يطبق على الناس في هذه البلاد بكل دقة، والنظام السياسي الديمقراطي الذي يحكم الناس على صورته، ولذلك لا يمكن حل هذه المشاكل إلا بإبعاد النظام الرأسمالي والنظام الديمقراطي ولا يمكن أن يحصل حل عن طريق تغيير الأشخاص، وإنما عن طريق تغيير الأنظمة والأفكار العامة عن الحياة. فقد تقلَّب على السلطة في إندونيسيا منذ ما سمي حركة الإصلاح عام 1998 أربعة رؤساء وهذا هو الرئيس الخامس ولم تتحسن الأوضاع وإنما ازدادت سوءا.


إن الظلم الاقتصادي ونظام الحريات العامة وأفكار الليبرالية والعلمانية والفردية والنفعية واعتبار الحياة متعة يجب استغلالها في إشباع الشهوات كلها من نتائج إبعاد الأحكام الشرعية عن واقع حياة الأفراد والمجتمع والدولة واستبدال قوانين الكفر بها، ولهذا يجب العمل على إقصاء الأنظمة الغربية والأفكار غير الإسلامية وإعادة استئناف الحياة الإسلامية بتطبيق أحكام الشرع الحنيف عن طريق سلطة تنفيذية أوجب الشرع وجودها، وهي الخلافة.


إن الكفار انسحبوا من بلادنا بعد أن نصَّبوا عليها من أبنائها حكاما أجراء وكلاء عنهم ينفذون ما يطلب منهم بكل حماسة وانقياد، وجعلوا حضارتهم وتاريخهم وثقافتهم وطريقة عيشهم هي النموذج الذي يجب أن يحتذيه من أراد التقدم والرقي.


إن الله تعالى أرسل محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين، ولا يزال الناس يعانون الشقاء وشظف العيش ويسامون الذل والظلم ما دام الإسلام مغيبا. يقول الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [سورة طه: 124]..


إن وقائع التاريخ التي تمتد لأكثر من 1.300 سنة لهي خير دليل على قدرة الإسلام على تقديم الخير للناس، مسلمين وغير مسلمين. روى أبو يوسف في الخراج "أن عمر بن الخطاب مر بشيخ من أهل الذمة (اليهود) يسأل على أبواب الناس، فقال له ما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: الجزية والسن والحاجة. فقال له: ما أنصفناك أن كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك ثم ضيعناك في كبرك"، وأخذه إلى بيته، وأعطاه ما يغنيه، ثم أرسله إلى خازن بيت المال، وأمره أن يسقط عنه الجزية، وأن يعطيه من بيت المال.


إن قدرة الإسلام على تحقيق الرفاهية للناس قد اعترف بها الكتاب المنصفون من غير المسلمين فهذا ديورانت، في كتابه قصة الحضارة، المجلد 13 يقول: قد أعطى الخلفاء الأمن للناس إلى حد هائل لحياتهم وسعيهم. وكان الخلفاء يقومون بتوفير مجموعة متنوعة من الفرص لمن يحتاج إليها وتوفير الرفاهية للرعية لقرون عدة في منطقة واسعة جدا. لم تسجل مثل هذه الظاهرة في التاريخ من بعدهم. إن مثابرتهم وسعيهم جعل التعليم منتشرا بشكل واسع، فكانت العلوم والآداب والفلسفة والفن في تقدم هائل، مما جعل آسيا الغربية كجزء من العالم أكثر تقدما في الحضارة لمدة خمسة قرون.


ولذلك، أيها الإخوة، إن تطبيق الإسلام كافة يقتضي وجود الكيان التنفيذي وهو الخلافة. والخلافة هي نظام الحكم الوحيد في الإسلام، وليس غير. وقد اتفقت المذاهب الشرعية على فرضية إقامتها. والخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعا في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة إلى العالم.


فبالخلافة سيتم توحيد الأمة الإسلامية تحت قيادة واحدة في دولة واحدة، حيث تطبق فيها أحكام الشرع الإسلامي كافة وتحمل الدعوة الإسلامية إلى أنحاء العالم، وحين تطبق أحكام الله كاملة فسيُفيض اللهُ الخيرَ والبركة. فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «حَدٌّ يُقَامُ فِى الأَرْضِ خَيْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلاَثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً» (رواه أحمد)


ولهذا ندعوكم، أيها الإخوة، مهما كانت مراكزكم سواء أكنتم مسؤولين أم مرؤوسين، وسواء أكنتم مدنيين أم عسكريين، وسواء أكنتم من المثقفين أم من الطلاب أم من التلاميذ أم العمال أم من أصحاب الأعمال، ندعوكم جميعاً إلى العمل معنا لإقامة الخلافة. والاستبشار بوعد الله وبشرى رسوله ﷺ بعودة الخلافة في الأرض. واستجيبوا لقول الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰادِقِينَ﴾[سورة التوبة: 119]

 

 

التاريخ الهجري :1 من رجب 1436هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 20 نيسان/ابريل 2015م

حزب التحرير
إندونيسيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع