الثلاثاء، 09 رمضان 1445هـ| 2024/03/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 


حكام باكستان الرويبضات يسعون جاهدين لتأمين وجود عسكري أمريكي دائم على أعتاب القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي

 


على غرار الإمبراطورية البريطانية وروسيا السوفيتية سابقا، تدرك الولايات المتحدة أنّها لا تستطيع أن تحقق انتصاراً عسكرياً على المسلمين في أفغانستان. لذلك، فإن واشنطن في حاجة ماسة لتأمين نصر سياسي من خلال المفاوضات لتأمين وجود عسكري واستخباراتي لها واسع النطاق وعلى أعتاب البلد النووي المسلم الوحيد في العالم الإسلامي، وحتى الأعمال العسكرية المحدودة التي تقوم فيها في الوقت الحالي، فهي لإجبار الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات السياسية. وفي 22 من آب/أغسطس 2017، قال وزير الخارجية الأمريكي (ريكس تيلرسون) "أعتقد أنّ الرئيس (ترامب) كان واضحاً في أنّ هذا الجهد العسكري بأكمله كان يهدف إلى الضغط على طالبان، لكي تدرك طالبان أنّها لن تحرز أي انتصار في ساحة المعركة... قد لا ننتصر وأنتم كذلك".


وأكّد (تيلرسون) أيضا على استماتة الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات مع طالبان خلال زيارته الرسمية لأفغانستان، حيث اختبأ في جحر بلا نوافذ في قاعدة أمريكا العسكرية في (باغرام) خوفا من المسلمين الأفغان. وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر 2017، قال (تيلرسون) "نعتقد أنّ هناك أصواتاً معتدلة بين طالبان، من الأصوات التي لا تريد أن تستمر في القتال إلى الأبد... هناك متسع لهم في الحكومة إن كانوا على استعداد لذلك".


ومن أجل خداع المسلمين وإقناعهم بقبول المفاوضات، يقوم حكام باكستان بالترويج لفكرة المفاوضات كفكرة خاصة بهم، وليست فكرة أسيادهم الأجانب. لذلك قال وزير الخارجية الباكستاني (خواجا آصف) في 27 من أيلول/سبتمبر 2017 "نقترح أن يكون هناك نهج وحل سياسي لهذه المشكلة وليس حلاً عسكرياً".


إنّ من تقاليد عملاء أمريكا تقديم المشاريع الأمريكية كما لو كانت من بنات أفكارهم، وكما لو كانت لمصلحة المسلمين، وهذه الحيلة هي فقط لخداع المسلمين، وبالتالي فإنّ العملاء يستطيعون أنّ يقدموا لأمريكا ما لا يمكنها تحقيقه بنفسها لو اعتمدت على قدراتها الذاتية. لذلك، عندما انقطع أمل الولايات المتحدة في ترسيخ احتلالها لأفغانستان من وراء المحيطات، قدّم (برويز مشرف) الاستخبارات الباكستانية والقواعد الجوية لأمريكا وادعى أنه يضع "باكستان أولا". وعندما هُزمت القوات الأمريكية الجبانة على أيدي المقاتلين المسلمين المسلحين بأسلحة خفيفة، نشر الجنرالان كياني ورحيل قواتنا المسلحة للحد من حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية في المناطق القبلية، وادعوا أنّ الحرب الأمريكية هي "حربنا".


أما الآن، فإن قيادة الجنرال (باجوا) وقيادات حزب الرابطة الإسلامية يسعون إلى استغلال مقدراتنا وقدرات المسلمين الأفغان من أجل تنظيم مفاوضات مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنها فخ سياسي ستحقق واشنطن من خلالها انتصارا لها لا يمكنها أبدا أن تحققه في ساحة المعركة. وعلاوة على ذلك، يهرول هؤلاء الحكام إلى دعم العدو الأمريكي الجريح، في الوقت الذي تعاني فيه أمريكا من اقتصاد منهار وجيش جبان ومكانتها الدولية في تراجع. كما ويسعى الحكام الحاليون إلى إنقاذ أمريكا من "مقبرة الإمبراطوريات"، على الرغم من أنّ الصليبيين يعتزمون توطيد نفوذ الدولة الهندوسية الخبيثة فيها، كجزء من الخطة الأمريكية في جعلها القوة الرائدة في المنطقة.


أيّها المسلمون في باكستان، أيّها العلماء ورجال الاستخبارات على وجه الخصوص!


إنّ حكام باكستان الرويبضات يعملون على إقناع المسلمين في أفغانستان لترك السلاح والدخول في مفاوضات مع الصليبيين، ويعدون ذلك نصرا للمسلمين، على الرغم من أنّ رسول الله e يقول: «مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ إلاّ ذُلّوا» رواه أحمد، وتاريخ الإسلام والمسلمين العريق يثبت أنه بالجهاد يُعز الإسلام وينتصر المسلمون، ومهما كانوا ضعفاء، فقد كانت الغلبة حليفهم الدائم.


إنّكم تستطيعون رفض أي جهد لتنظيم تلك المفاوضات، فلا تطيعوا الحكام الرويبضات الذين يعملون على إنقاذ الكافر المستعمر من الهزيمة، من خلال إبطال الجهاد في سبيل الله اليوم، وهذا ديدن الكفار وعملائهم، فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾، فارفضوا مساعي إجراء المفاوضات، وأحبطوا خطة الولايات المتحدة الخبيثة، حتى تندحر قوات ترامب من المنطقة وتخرج من المنطقة بأذيال الهزيمة لا تجرؤ على العودة لها مرة أخرى، كما حصل مع الإمبرياليين البريطانيين والروس السوفييت من قبلهم.


أيّها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!


إنّ العبء الأكبر الذي يثقل أكتافنا هي القيادة الطائشة التي تسعى إلى تقوية أعدائنا من خلال توظيف مواردنا وقدراتنا، ومن أجل تحقيق ثروات شخصية. إنّهم حلفاء القوى الكبرى الكافرة، على الرغم من أنّ هذه التحالفات هي الطريق المؤكد للخراب الاقتصادي وانعدام الأمن والتبعية في السياسة الخارجية. فالتحالف العسكري يعني استغلال قدراتنا العسكرية والاستخباراتية لخدمة مصالح القوى الكبرى، كما شاهدنا ذلك على مدى عقود من التحالف مع الولايات المتحدة، ومؤخرا مع روسيا. والتحالف الاقتصادي يعني إغراقنا في مستنقع الديون الربوية، ورهن مواردنا للملكية الأجنبية واقتصادنا للهيمنة الأجنبية، كما شهدنا ذلك على مدى عقود من التحالف مع الولايات المتحدة ومؤخرا مع الصين. والتحالف السياسي هو لاستغلال نفوذنا الإقليمي الكبير واختراقه لإضفاء الشرعية على مشاريع الكافر المستعمر في المنطقة، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾.


ليس هناك رؤية صحيحة للسلطة في الإسلام إلا رؤية الخلافة على منهاج النبوة. فسياسيا، سوف توحد الخلافة البلاد الإسلامية الحالية، وتزيل الحدود التي تقسّم المسلمين وتضعفهم أمام أعدائهم. ومن الناحية الاقتصادية، ستوظّف الخلافة الموارد الاقتصادية الكبيرة للأمة في بيت مال المسلمين. وسوف توحّد الخلافة القوات المسلحة للمسلمين، والتي تمثّل مجتمعة أكبر وأقوى جيش في العالم، تحت راية خليفة واحد.


ليس هناك إلا مسار واحد مؤكد للوحدة، وأنتم المفتاح للخطوة الأولى فيها، فأعطوا النصرة لحزب التحرير الآن لإعادة إقامة الخلافة على منهاج النبوة في باكستان، الأرض الطاهرة، ومكّنوا الأمة من الحصول على حصنها واستعادة مجدها من خلال وحدتها. واعتبروا من هزيمة أعدائنا على أيدي ثلة من المسلمين، ورجائهم إجراء مفاوضات معهم، فماذا ستكون عليه دولتهم عندما يكونون في مواجهتكم تحت راية الخليفة الراشد؟! قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم﴾.

 

التاريخ الهجري :18 من صـفر الخير 1439هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع