الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ما يجب تركه ليس رموز الجمهورية فحسب وإنما هذا النظام الفاسد نفسه

فبعد أن هدمت دولة الخلافة العثمانية عن طريق ألاعيب الإنكليز الخبيثة وبواسطة المتعاونين المحليين معهم، قامت الجمهورية التركية التي أعلنت في 29 تشرين الأول/أكتوبر عام 1923، قامت وتبنت العلمانية والديمقراطية. وهكذا أقيم نظام فاسد نقل المسلمين من نظام كان يعبد الله إلى نظام جعل العبودية للعباد وأبعد الحاكمية عن الله وخلعها على البشر. ومن ثم علق الآلاف من المسلمين على المشانق التي أقيمت في الميادين لإعدامهم بسبب أنهم عملوا على تطبيق الحكم الشرعي وخالفوا قوانين الجمهورية والانقلاب الذي استندت إليه بجانب اعتقال الكثير منهم. ومن ثم قاموا بتسميم العقول التي لم تنضج بعد لإبعاد أبناء المسلمين عن الإسلام وللحفاظ على النظام ولإطالة عمره.


إن هذه الجمهورية التركية العلمانية الديمقراطية اعتبرت الإسلام الذي أنزله الله عز وجل هداية لجميع البشر وليكون نظاما للحياة، اعتبرته رجعيا واعتبرت أحكام الله غير عصرية. ولهذا فإن هذه الجمهورية منذ اليوم الأول الذي أقيمت فيه حتى هذا اليوم وهي تطبق القوانين الغربية المستوردة من دون توقف بدلا عن أحكام الله. وبسبب إبعاد هذه الأحكام وتطبيق قوانين تخالف الإسلام فُقد الأمن والأمان على الأرواح والأموال وانعدم الاستقرار في المجتمع ولم يتأسس العدل ولم تتحقق الطمأنينة ولا الرفاهية.


ولقد حل حاليا محل الكماليين القوميين الموالين للإنكليز الذين عملوا لسنوات طوال على تطبيق السياسات العلمانية الشديدة القاسية على المسلمين لجعلهم يقبلون بالجمهورية، حل محلهم حاليا الديمقراطيون المحافظون الموالون لأمريكا ليتبعوا سياسات أكثر اعتدالا من تلك السياسات من أجل تحقيق الهدف نفسه. فبدأوا يعملون على خداع المسلمين بقولهم إن الجمهورية آتية من كلمة جمهور في العربية، وبدأوا بتحريف النصوص الشرعية بشكل صريح، وكل ذلك يقومون به من أجل جعل المسلمين يقبلون بالجمهورية. وحتى يظهروا مصداقية وصدق في كلامهم بدأوا بترك رموز النظام التي استخدمها الكماليون الوطنيون. مع أن الذي يجب أن يترك ليست هذه الرموز فحسب، وليس تغيير موقع قصر رئيس الجمهورية في منطقة تشانكايا، وليس تخفيف ضغط الجمهورية المطبق في المدارس فقط، بل الشيء الذي يجب أن يترك هو هذا النظام الفاسد وإزالته من الجذور وإقامة نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مكانه. وهذا هو الموقف الوحيد الذي يجب أن يتخذ تجاه الجمهورية ولا غير.


أيها الحكام!


إن النظام الجمهوري الذي تعملون على إبقائه على قيد الحياة هو نظام قد أصابه العفن وهو نظام عقيم. وإن أعمالكم التي تقومون بها لإطالة عمره مثل إقامة النظام الرئاسي أو الإصلاحات الدستورية أو قولكم بتركيا الجديدة وكلامكم عن هدف عام 2023، كل ذلك لن يوقف الاهتراء الذي دب في هذا النظام. وكل ما تعملونه هو عبارة عن وضع الملح على جلد متعفن، وعملكم كله خاسر. فلن يرضى الله عن عملكم ولا المسلمون. إذن فاتقوا الله واعملوا على إقامة حكم الإسلام في واقع الحياة الذي ستنزل به عليكم وعلى الإنسانية البركات والرحمة ولا تعملوا على إطالة عمر نظام الجمهورية الفاسد. وبذلك تكونوا وسيلة لتحرير وتخليص المسلمين جميعا بل البشرية جمعاء وليس مسلمي تركيا فحسب.


أيها المسلمون!


إن الجمهورية جعلت أبناءكم آلات ترتكب الآثام. إنها نظام جعلت الأهل الذين عاشوا على هذه الأرض ألف سنة أخوة متحابين جعلتهم أعداء متقاتلين بسبب السياسات القومية التي طبقها عليهم. إنه نظام سبّب انتشار الجريمة وتعاطي المخدرات وأشاع الفحشاء وأباح الخمر وشرع الربا وكان مصدرا للظلم ومنع توزيع الثروات فأفقر كثيرا من الناس. فوجب عليكم أن لا تقدموا الدعم لهذا النظام العفن ولا للذين يعملون على ترقيعه وتسويقه بوجه جديد. واعملوا على إقامة دولة الخلافة الراشدة التي تطبق الإسلام الذي ستجدون في ظله الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان وقدموا الدعم للعاملين على إقامتها وبذلك تنالوا رضوان الله.


أعرضوا عن النظام المستورد من الغرب وأقبلوا على النظام الإسلامي الذي بين أيديكم واصغوا إلى قول ربكم: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾. [المائدة: 50]

التاريخ الهجري :3 من محرم 1436هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 27 تشرين الأول/أكتوبر 2014م

حزب التحرير
ولاية تركيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع