بيان صحفي

نظام باجوا-نواز يهين قواتنا المسلحة النبيلة من خلال تقديمها كـ"قوة مرتزقة" لأمريكا

(مترجم)

جرت مناقشات داخل الوسط السياسي الباكستاني منذ أن ضغطت إدارة ترامب على باكستان. ففي الرابع من حزيران/تموز 2017، قال رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جون ماكين، في مؤتمر صحفي عقد في كابول: "لقد أوضحنا أننا نتوقع أن تتعاون [باكستان] معنا، وبشكل خاص ضد شبكة حقاني وضد المنظمات الإرهابية..."، "إذا لم يغيروا سلوكهم، ربما يجب علينا تغيير سلوكنا تجاه باكستان كدولة". وكان ذلك بعد أن قام رئيس الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا بمرافقة جون ماكين وزملائه من لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى جنوب وزيرستان، في استعراض مذل ومهين لعرض مساهمة باكستان في الحرب الأمريكية على "الإرهاب". هذه الزيارة تذكرنا بزيارة المندوب السامي الذي زار هذه المناطق في عهد الهيمنة البريطانية، حيث هُرعت دُماهم المحلية لإظهار ولائهم والتزامهم بالهيمنة البريطانية، على أمل الحصول على كفالة وضمان مقاعدهم في السلطة من زيارة المندوب السامي. والواقع أن زيارة ماكين كانت بغطرسة وعجرفة المندوب السامي حيث هدد باكستان من عواقب تجاهل السجادة الحمراء وتعهدات الولاء التي تلقاها من القيادة العسكرية والمدنية الباكستانية. إن الله سبحانه وتعالى سيخزي أولئك الذين يبتغون العزة عند غيره! قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾.

كما لو أن القيادة العسكرية والسياسية الباكستانية مجردة من أية مفاهيم للشرف، فقد اجتمعت في السابع من تموز/يوليو باعتبارها لجنة الأمن القومي، وأعادت من جديد تأكيد خضوع باكستان والتزامها بمواصلة دعم الجهود الأمريكية الرامية لترويض المجاهدين في أفغانستان. وجاء في البيان أن "باكستان تواصل العمل من أجل السلام والتقدم في أفغانستان... وستواصل العمل من أجل عودة الحياة الطبيعية في أفغانستان في أقرب وقت ممكن. بيد أن هذا يتطلب جهودًا متزامنة تبذلها الحكومة الأفغانية لاستعادة التحكم والسيطرة الفعالة على أراضيها". كان هذا هو الاجتماع الثالث للجنة الأمن القومي مع الحملة الصليبية الأمريكية في أفغانستان خلال ستة أسابيع. وقد صدر موقف ضعيف من نظام باجوا-نواز قبل الانتهاء من مراجعة إدارة ترامب للسياسة بشأن أفغانستان. كانت خيانة نظام باجوا-نواز بديهيةً في تقرير صدر مؤخرًا عن البنتاغون أعلن فيه أن باكستان هي "الممثل الخارجي الأكثر تأثيرًا في أفغانستان". إن الأحداث الأخيرة في باكستان وفي العالم الإسلامي تذكرنا دائما بأن الحالة المؤسفة للأمة ترجع إلى حكامها الذين يستخدمون قوتها في خدمة أعدائها الصليبيين الغربيين.

أيّها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية! أتحتاجون إلى أي تذكير بقوتكم، وخاصة فيما يتعلق بأفغانستان، التي يكمن أمنها على عاتقكم وبين أيديكم لعقود؟ هنا هو العدو قبل كل شيء، الذي لا يترك أي فرصة لإذلالكم، تأكيدًا لقوتكم. كيف لعدونا أن يعلن صراحة قوتكم، ولكن لا يخشى ذلك؟! كيف لعدونا أن يهينكم وما زال يتوقع منكم المزيد من التعاون والدعم؟! كيف لقوتكم أن تستخدم في خدمة أمريكا لتعزيز احتلالها لأفغانستان وليس في خدمة الإسلام لحماية أهل باكستان وأفغانستان من خطر الوجود الأمريكي في المنطقة، الذي لم يؤد إلاّ إلى الموت وتدمير هذه البلاد؟! الحكام الخونة في القيادة السياسية الباكستانية هم الذين يقودونكم ويستغلون قوتكم ليس لخدمة الإسلام والمسلمين، بل من أجل حماية مصالح ونفوذ أمريكا. فلتتحركوا الآن، وأزيلوا هذا النظام الخائن، وأعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة في هذه البلاد، وتعهدوا بالولاء للخلافة الراشدة التي ستستخدم قوتكم في خدمة الإسلام، وتنهي سياسة الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولا﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان