Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

 

باب رفع الأمانة - 2

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                                                       

 

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب رفع الأمانة"

 

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ الْمِائَةِ لا تَكَادُ تَجِدُ فِيْهَا رَاحِلَةً"

 

قوله إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة بمعنى لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد. وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين.

 

وقال الخطابي: العرب تقول للمائة من الإبل إبل، يقولون لفلان إبل أي مائة بعير، ولفلان إبلان أي مائتان. قلت: فعلى هذا فالرواية التي بغير ألف ولام يكون قوله(مائة) تفسيرا لقوله إبل، لأن قوله كإبل أي كمائة بعير، ولما كان مجرد لفظ إبل ليس مشهور الاستعمال في المائة ذكر المائة توضيحا رفعا للإلباس.

 

وقال أيضا: تأولوا هذا الحديث على وجهين أحدهما أن الناس في أحكام الدين سواء لا فضل فيها لشريف على مشروف ولا لرفيع على وضيع، كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة، وهي التي ترحل لتركب. والراحلة فاعلة بمعنى مفعولة أي كلها حمولة تصلح للحمل ولا تصلح للرحل والركوب عليها. والثاني أن أكثر الناس أهل نقص وأما أهل الفضل فعددهم قليل جدا فهم بمنزلة الراحلة في الإبل الحمولة ومنه قوله - تعالى - لكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

كُلُ مَنْ كان باللهِ أعلم.. كان أكثر لهُ خشية.. فلا يخشاهُ إلا عالم رباني علم أنه بين الناس داعية، وبين الإبل راحلة، علم أن الأمة انتكست ووقعت في المحذور، فقام من فوره ينقب ويبحث في أسباب مرضها وفي أسباب ضعفها واستيلاء الغرب على مقدراتها، إننا إذ نتكلم عن هذه الراحلة فإننا نتكلم عن الشيخ العلامة  تقي الدين النبهاني – رحمه الله -، إننا إذ نتكلم عن هذه الراحلة فإننا نتكلم عن حزب التحرير حيث  درس هذا العالم الرباني الواقع الأليم للأمة، ثم درس الأحكام الشرعية الخاصة بهذا الواقع، وبعد ذلك خرج بالفكرة وتبعتها الطريقة. أما الفكرة فتعلقت بالقضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع وهي إعادة الحكم بما أنزل الله، عن طريق إقامة الخلافة، ونصب خليفة للمسلمين يبايعَ على كتاب الله وسنة رسوله، ليهدم أنظمة الكفر، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ، ويحوّل البلاد الإسلامية إلى دار إسلام، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد. وأما الطريقة فهي طريقة رسول الله في إقامة الدولة. فكان هذا الحزب بحق الراحلة التي حملت همَّ الأمة قاطبة، حتى أصبح مطلب الخلافة في كل الأرض، فأصبح يقض مضاجع الكفر وعواصمه، وبات الغرب اليوم يحسبون لهذه الراحلة كل الحساب، فحاربوها بكل الوسائل. يحاولون إجهاض المولود قبل الولادة، ولكنهم نسوا أن هذا المولود يختلف عن غيره من المواليد إذ سيولد ضخما وكبيرا قريبا بإذن الله، وسينسي الغرب الكافر وساوس الشيطان، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم


آخر تعديل علىالسبت, 26 آب/أغسطس 2017

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.