الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - هل نُزعت الرحمة من قلوب المسلمين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

 

هل نُزعت الرحمة من قلوب المسلمين؟

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ». رواه أحمد برقم 55.

أيها المستمعون الكرام:

 

هما نموذجان يحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نكون منهما، الأول: إنسان مهما ألقينا فيه من الحق لا يمسك شيئا، فهو كالوعاء بلا قعر. والثاني: إنسان لا يعرف التوبة عن المعاصي ولا يحدث نفسه بتطبيق ما يسمع، بل يصر على ما هو عليه من ذنوب، وكلاهما مهلك، وكلاهما بلا رحمة إذ الحديث دعوة للرحمة من خلال التمسك بأحكام الله فهما وقولا وعملا. والرحمة خلق عظيم طالما حث الإسلام عليه وأمر به، فهي صفاء في الشعور وجمال في السلوك وراحة للنفس، وهي كمال الفطرة.

 

أيها المسلمون:

 

ما أحوج البشرية اليوم لهذه المعاني السامية، ما أحوج البشرية اليوم إلى الرحمة لتضمّد جراحها الغائرة، ما أحوجها للرحمة بعد أن اختل توازنها، وأصبحت تتابع موت الأطفال والرجال والنساء دون أن تحرك الفطرة فيها ساكنا، ما الذي حدث لأمة لا إله إلا الله حتى وقفت تنظر إلى أهل الشام نظرة المغشي عليه من الموت؟! هل نزعت الرحمة من المسلمين وهم ينظرون إلى المذابح بالليل والنهار على يد طاغية الشام؟! إن ما يحصل للمسلمين في سوريا وفي غيرها من البلاد ليدل على أن الموت قبل أن يطال أهلنا في الشام؛ طال العقلاء وطال من بيده القوة على التغيير من أبناء هذه الأمة، فيا لتعس من فقد الإحساس وفقد كل نخوة وكل شرف، وترك الأمة تموت أمام ناظريه. نعم إن المسافة أصبحت كبيرة، والدموع تجاوزت مساحة الأحداق، والفجوة لا يمكن اختصارها أبدا إلا بدولة الخلافة، دولة الحق التي تقيم للعدل وزنا، وتفرض الرحمة دينا في الأرض.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع