مع الحديث الشريف

أحب البلاد إلى الله مساجدها

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".

أيها المستمعون الكرام:

   البلاد على اتساعها، والأرض على رحابتها، لا تقدس أحدا، فقد كتب أبو الدرداء إلى سليمان الفارسي أن هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسانِ عملُهُ، فما الأرض وما السهول وما الجبال؟ وما اليابس وما الماء؟ فكلها جميعها وما عليها مسخرة للإنسان، ليتفكر في ملكوت الله، ليتعبد من خلالها الله سبحانه وتعالى، (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ)، وعلى الرغم من ذلك، فأي مكان يذكر فيه الله يحبه الله، وأي مكان لم يذكر فيه الله يبغضه الله.

أيها المسلمون:

   إن المساجد بيوت الطاعة لله التي أسست على التقوى، كما أن الأسواق هي أماكن الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد، والإعراض عن ذكر الله وغير ذلك، فهلموا إلى بيوت الله، فلم تخلقوا لتعيشوا في الأسواق والأماكن الخاوية البعيدة عن ذكر الله، فما وجودكم على هذه الأرض إن لم يكن لعبادته؟ ما وجودكم إن لم تحكموا بقوانين السماء لا بقوانين الأرض؟ فتطبقوا شرعه بإقامة أحكامه من خلال دولته التي بناها لكم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، بعد أن هدمها الكافر المستعمر، وعمل على منع إعادتها طيلة هذه السنين العجاف.

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم