الثلاثاء، 07 شوال 1445هـ| 2024/04/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الزواج بين التجربة والميثاق الغليظ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الزواج بين التجربة والميثاق الغليظ

 


الخبر:


انتشرت في الأسبوع الماضي أخبار حول عقد مدني ابتدعه أحد المحامين في مصر وسماه بزواج التجربة ويتضمن تحديد مدة معينة يتفق عليها الزوجان للعيش معاً، بشرط أن تنتهي "تجربة الزواج" بعدها ويقع الطلاق، ويأخذ كل طرف ملكيته مما دفعه من أغراض ومنقولات للبيت المشترك.

 

التعليق:


• إن الإسلام هو مبدأ، وهو مبدأ صحيح من الله سبحانه. فأي فكرة فيه تتضمن قطعا طريقة من جنسها تناسبها، وهي للقطع صحيحة وصالحة بحيث لا يصلح الزمان والمكان المتعلقان بالمشكلة التي تعالجها إلا بها.


• اجتماع الرجل والمرأة هي مسألة نظمها الإسلام عبر أحكام الزواج والقوامة والصحبة والطلاق والنفقة والاختلاط واللباس وغيرها مما يحتاج لتفصيل ليس هنا محله.


• الأصل في الزواج أنه الطريق الوحيد لإشباع هذا المظهر من مظاهر غريزة النوع وتحقيق الغاية بإعمار الأرض. فجعله الله سبيلاً للسكن والمودة وجعله ميثاقاً غليظاً.


• المشاهد المحسوس أن الغريزة هي ما تدفع الشاب لتحمل مسؤولية أسرة والإنفاق عليها والقوامة على شؤونها بالرعاية والحماية. وما يدفع النساء لتحمل مسؤولية تكوين أسرة ورعايتها بالتربية والرضاع والحمل وغيره مما يتحمله الطرفان من مشاق.


• وهذا من عظمة التشريع الإلهي أن حصر إشباع ذلك بالزواج. فكان فيه تكريم للمرأة وتيسير سبل الراحة ومصدر رعاية وأمان. فضلاً عن حماية المجتمع من الفاحشة والانفلات الأخلاقي، ووضع رادع للتفلت من مسؤولية العلاقات غير الشرعية وما ينتج عنها من مواليد. وحال الغرب الذي صار فيه الزواج نادراً مقابل العلاقات المحرمة خير دليل.


• لا أنكر أن هناك سوء فهم وجهلاً كبيرين بين المسلمين، بمنظومة الزواج والهدف منها. ومن طبيعة القوامة والزواج وكونه حسن صحبة ورعاية، قائمة على المودة والرحمة.


• غياب الثقافة الشرعية في هذا الموضوع، وسيطرة المفاهيم الغربية خاصة مع الترويج الإعلامي المحموم لنمط العيش الغربي، وتصوير الانفتاح والعلاقات المحرمة أنها سبب للسعادة بل صار الإعلام يروج لها كضرورة قبل الزواج، حتى يكون هناك خط رجعة في حال كان الطرف الآخر غير مناسب.


• فكرة زواج التجربة هي التفاف على شرع الله، الذي حرم العلاقات العابرة وحصر علاقة الرجل بالمرأة بالزواج الذي هو عقد غير محدود بمدة معينة، تنتقل فيه المرأة لمسكن زوجها بعد الإشهار. وهذه المحاولات تشبه وصف الربا بالفائدة والخمر بالمشروب الروحي وغيرها من مسميات تحاول جعل المنكر مألوفاً.


• الله سبحانه وضع حلولاً للخوف الطبيعي من شريك المستقبل. فحث على تخير الزوج الصالح ووضع معايير فقال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وقال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". وأعطى كل طرف حق السؤال والبحث عن الآخر، بل وحرم الكذب في هذه المسألة، فمن سُئل عن رجل لمسألة زواج وجب عليه الإفصاح عن عيبه إن وُجد ولا يسمى غيبة. كما شرع صلاة الاستخارة وهي خير ما يعين في هذه المسألة وغيرها.


• ثم إن هذا العهد الذي وصفه الله بالميثاق الغليظ، بحيث لم يصف الله عهداً بالميثاق الغليظ إلا الزواج وميثاق النبوة، هو عهد لتكوين أسرة وبناء حياة قائمة على عبادة الله وتحقيق الغاية بالاستخلاف في الأرض. ولا تقوم كل العلاقات على الحب والمشاعر الجياشة التي يصورها الغرب. لذلك يحث الله كلا الزوجين على الصبر والتغافل وأن يربطا قلبيهما بالله، وتكون التقوى هي أساس التعامل بينهما.


• أما أن يجرب الزوجان فترة مع بعضهما، بحيث يلتقيان يوماً أو أكثر حسب اتفاقهما في بيت مشترك ثم يعود كل منهما لحياته مع أهله، لمدة يحددانها، فهذا ليس إلا علاقة غير شرعية ولا تمت للزواج بصلة وإن سماها المحامي ومن شايعه زواجاً. وتجربتهم هذه لا تمت للزواج الذي رضيه رب العالمين كإطار لإنشاء الأسر وسكن الزوجين لبعضهما.


• ونقطة أخيرة: إن تخبط الهيئات الشرعية في مصر وعجزها عن توضيح البيان الشافي في مسألة الزواج هي كارثة فوق الكارثة. وما كان لهذه الأفكار الضالة أن تنتشر لولا غياب الإسلام ودولته عن حياة المسلمين.


• المسلمون بحاجة ماسة، وحاجتنا تزداد كل يوم لخليفة يطبق شرع الله فينا، فيحمي أمتنا من العبث والعابثين.


﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع