الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التحرير الحقيقي الشامل يكون بالعمل مع الحزب المبدئي (حزب التحرير)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

التحرير الحقيقي الشامل يكون بالعمل مع الحزب المبدئي (حزب التحرير)

 


الخبر:


الهروب الكبير لأسرى من سجن جلبوع وإعادة القبض عليهم. (وكالات)


التعليق:


لقد لاحظنا حجم المشاعر الجياشة التي عمّت أوساط المسلمين فيما بات يعرف بالهروب الكبير، وكيف فرح الناس بتحرير بعض الأسرى أنفسهم بطريقة فيها من المعاناة الشديدة ما فيها، وليس لأحد من الحكام أو الفصائل أو السياسيين أو المفاوضين أي فضل أو مشاركة فيها، بل إن بعضهم قد أمر كلابه بمطاردتهم وإعادتهم إلى سجنهم حتى ينالوا حريتهم بالطريقة "الشرعية"! تباً لهم وسحقاً، فوالله إنهم أحق بالسجن من السجناء، وأجدر أن تخرس ألسنتهم عمّا صدر عنها من أقوال باطلة تعبّر عن الكبر الذي في نفوسهم، والحقد على الإسلام والمسلمين الذي يقطر من أفواههم ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾. وأما الأسرى الذين حرروا أنفسهم، فبجهد النملة وفعالية الملعقة (إن صحّت الرواية ولعلّ في هروبهم ما دفع الكيان المسخ لإنتاج رواية هوليودية لإخفاء ما كان أعظم).


لكن، كيفما قلّبنا الموضوع فالثابت أن هذا الكيان المسخ يتصف بالغباء! وكيفما قّلبنا الموضوع فالثابت أن على صخرة إباء هؤلاء الأسرى تكسّرت هيبة يهود! وكيفما قلّبنا الموضوع فإنه مما يوجع القلب أنهم بعد أن انتصروا لأنفسهم وأذلوا يهود لم يجدوا من يؤويهم ويحميهم ويطعمهم ويدافع عنهم من دول عربية أو (إسلامية)!


فندعو الله لهم بالثبات والعزيمة هم والأسير السابع الذي سطّر أرقى معاني النُصرة وتحمّل المسؤولية مع علمه بما سيلقاه من أسر وتعذيب، فهو لم يأبه بكل هذا أمام معاني الرجولة والشهامة وإغاثة الملهوف. فاللهم أنزل عليهم رحماتك وهوّن عليهم كل عسير وعجّل لهم ولجميع الأسرى بالفكاك والخلاص والحرية.


وفي حادثة الأسرى خاصة يتوجب علينا كحملة المشروع العظيم (مشروع الخلافة) أن نجيد ربط تلك الدوافع (المشاعر) التي أثيرت عند الناس بالمفاهيم الصحيحة حتى لا يحصل خلل قد يؤدي إلى خدمة الأعداء وزيادة الأوضاع سوءاً، فالأصل في عمل حملة الدعوة هو القوامة على فكر المجتمع وحِسّه بحيث نضمن علاج تلك المشاعر علاجاً صحيحاً بضخ مفاهيم المبدأ.


لذلك نقول للمسلمين مذكرين بأن الآلاف من الأسرى في فلسطين وحدها، غير هؤلاء السبعة، لا زالوا يقبعون خلف القضبان بانتظار التحرير، وكذلك فإن مسرى رسول الله ﷺ أسير ينتظر التحرير، وأرض الإسراء والمعراج أسيرة تنتظر التحرير، وخلافتنا أسيرة تنتظر التحرير، وجيوش المسلمين أسيرة مختطفة في قبضة حكام دويلات الضرار تنتظر التحرير، وبلاد المسلمين كافة أسيرة تحت سيطرة الكفار المستعمرين تنتظر التحرير، وعقول أبناء المسلمين أسيرة لمفاهيم الغرب الرأسمالي ونظرته الفاسدة للحياة تنتظر التحرير، ومحاكمنا أسيرة تنتظر التحرير، ومناهج الدراسة في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا أسيرة تنتظر التحرير، وأموالنا وثرواتنا النفطية وغير النفطية وباقي مرافقنا البرية والبحرية والجوية أسيرة تنتظر التحرير، وغير ذلك كثير كثير، وجماع القول إننا جميعا أسرى ننتظر التحرير!


فمن ذا الذي يحررنا من هذه القيود التي أدمت معاصمنا، وأوقفت نمونا، وجعلتنا في ذيل الأمم متفرقين ومتهوكين؟


وختاماً أقول: إنه لا يعيد للأمة مجدها وكرامتها، ولا يفك قيود الأسر التي أحاطت بمعاصمنا إلا العمل الجاد مع العاملين الجادين والهادفين لإقامة دولة خلافة المسلمين الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي التي ستحرر الأسرى والمسرى، وتسترد السيطرة على مقدرات المسلمين وثرواتهم، وهي التي ستعيد الأمور إلى نصابها، وتضع المسلمين على الجادة من جديد، آمنين مطمئنين، ومنصورين مظفرين، آيبين تائبين عابدين ولربهم حامدين، ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً، ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع