Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أتحاربون حزباً يسعى لعزة الأمة ونهضتها بإقامة الخلافة؟!

 

تعرض النبي ﷺ لأشد أنواع الإيذاء على يد سفهاء قومه من المشركين، الذين ناصبوه العَدَاء، فحاربوه ووقفوا في طريق دعوته. وقد تعدَّدت وسائل محاربتهم للنبي ﷺ ولدعوته، منها الحرب النَّفْسية والدعائية والإعلامية، ومنها الحرب المادية والإيذاء الجسدي، فقد استخدم المشركون السخرية والاستهزاء بالنبي ﷺ كي يُثنوه عن دعوته، فاتَّهموه بالجنون تارة، وبالسحر تارة، وبالكذب أخرى، وقد كان من وسائلهم في تلك الحرب المعنوية إثارة الشبهات والدعايات الكاذبة والباطلة، وظلُّوا يُرَوِّجون لهذه الشُّبهات وتلك الدَّعاوى الباطلة، ورغم ذلك ظلَّ عدد المسلمين في تزايد.

 

فما كان منهم إلاَّ أنْ حاولوا - وبكل قوة - أنْ يمنعوا القرآنَ من الوصول إلى الناس، هذه الحرب ما زالت مستمرة لكل جماعة أو كتلة تسير على خطا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، واقتفى أثره داعيا إلى ما دعا له، وها هو حزب التحرير يقتفي أثر النبي ﷺ بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها، بغية العمل لإعادة دولة الخلافة إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.

 

وقد حدد حزب التحرير غايته وهي استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد، وقد أعد الحزب مشروع دستور من 191 مادة مفصلا، فحزب بهذه المواصفات كان لا بد له أن يتعرض لحرب ضروس من أعداء الإسلام والمسلمين، حرب لا هوادة فيها لأنه يهدد عروش الطغاة الظالمين، بل يسعى بكل قوة لإقامة دولة الخلافة؛ ذلك البعبع الذي يخيف الغرب، بل ترتعد فرائصه من سماعه (الخلافة).

 

وكما لم يسلم الحزب من هجوم أعداء الدين من الكافرين، كذلك لم يسلم من مكر عملائه من الحكام أو الكتّاب والصحفيين، لذلك أعدوا الدراسات تلو الدراسات مستعينين بعتاة الشخصيات ومراكز البحوث. فقد نشر موقع حفريات في تقرير في 2021 يشن فيه حربا على الحزب وشبابه، نذكر مقتطفات منه حيث جاء فيه: (من بين فروع حزب التحرير المنتشرة في أكثر من 50 دولة حول العالم، يعدّ فرع أستراليا الأكثر تطرفاً، أو بمعنى أدق؛ الأكثر صدقاً في التعبير عن أهداف الحزب، التي تعدّ نسخة غير مسلّحة عن أيديولوجية تنظيم داعش، الذي رفض قادة فرع الحزب في أستراليا إدانة جرائمه). ويواصلون في كذبهم وافترائهم على الحزب وتضليلهم للرأي العام قائلين: (يحظى حزب التحرير بسمعة سيئة في أستراليا، ويرفض الأكاديميون حضور ندوات يشارك فيها قياديون من الحزب، احتجاجاً على خطابه العنصري، وتحريضه على العنف. ويبررون جرائم داعش، وقد تسبّب خطاب حزب التحرير الرجعي في الإساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين في المجتمع الأسترالي، وزيادة انفصال المسلمين عن المجتمع، علاوةً على نشر التطرف، الذي يدفع بالعديد من الشباب إلى الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا).

 

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الاٍرهابية، عمرو فاروق: (يمثّل حزب التحرير رافداً من روافد الحركات الأصولية، التي تؤمن بالمنطلقات والأبجديات الفكرية نفسها، التي تتخذها غالبية الجماعات منحى لها في التعامل مع المشروع الإسلامي لإقامة ما تسمى "دولة الخلافة" المزعومة).

 

وقامت أيضاً جريدة الرأي بتاريخ 2021/7/4 بنشر مقال للكاتب رجا طلب تحت عنوان: "العطعوط من معتكف بـ"الأقصى" إلى هارب!" وقد كان المقال مليئاً بالكذب والافتراء على حزب التحرير.

 

ومن تلك الحرب والتحذير من حزب التحرير أيضا ما ذكرته زينو باران مديرة قسم الأمن الدولي وبرامج الطاقة في مركز نيكسون فقالت إن حزب التحرير: "المقاتل الرئيسي" في حرب الأفكار، خلال شهادتها أمام اللجنة المصغَّرة (حول الإرهاب والتهديدات والقدرات)، وهي اللجنة المتفرعة عن لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس الأمريكي، حيث قدمتها أمام اللجنة المذكورة.

 

وقد خاطبت الكونغرس مذكرة إياه على حد تعبيرها (بأن حزب التحرير يشكل مجموعة من التهديدات للمصالح الأمريكية، وهو يساهم في خلق تمايز وانفصال بين الغرب والمسلمين، ويسهم في بث روح العداء لأمريكا والسامية)، وتضيف محذرةً الكونغرس من أن هذا الحزب هو (الحزب الوحيد الذي يتحدث عن الأمة والخلافة بمفهوم جامع لكل الأمة، وليس في الدولة أو الدول التي يدعو فيها مثل الجماعات الأخرى)، وأنه قد أحرز (تقدماً جدياً واسع الانتشار وخطيراً باعتباره "المقاتل الرئيسي" في حرب الأفكار). وأيضا ما تقوم به مؤسسة راند من حرب علنية على هذا الحزب. وأيضا ما يقوم به الحكام العملاء من التنكيل بشباب حزب التحرير وسجنهم، وليس بعيدا ما يتعرص له المهندس نفيد بوت الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان الذي اختطف منذ أكثر من 9سنوات وما زال قيد الحبس، نسأل الله أن يفك أسره.

 

 هذا غيض من فيض وهو يدل دلالة واضحة على أن الحزب يسير على نهج النبي عليه الصلاة والسلام، فمثل هذه الحرب الشعواء على الحزب وشبابه لن تزيده إلا قوة وعزيمة، وهو يسير في طريق نهضة الأمة وتخليصها من كل فكر غير الإسلام وشعاره في ذلك «حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ» وهو سائر مع الأمة وبينها، لإقامة صرح الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.