الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بسبب غياب الحاكم المسلم


(تسليط الضوء على حظر حزب التحرير في إندونيسيا - الجزء 2)

 


قبل شهر من الإعلان الرسمي لنظام جوكوي بحل حزب التحرير في إندونيسيا، كشف كويك كيان جي في مقال نشرته كومباس في 3 نيسان/أبريل 2017، بعنوان رجل الدولة والسياسي، عن قلقه إزاء كيفية كون إندونيسيا دولة مع نقص وجود رجال دولة، بل محاطة فعلا "بالحيوانات السياسية".


إن ندرة القادة في الدولة في العالم الإسلامي لا يمكن فصله عن فقدانها للحضارة الإسلامية. حيث إنه منذ انهيار المؤسسات السياسية - دولة الخلافة - طبق على بلاد المسلمين نظام سياسي علماني أسفر عن ولادة حيوانات سياسية عميلة تبيع ولاءها للمحتلين الغربيين. تهدف هذه المقالة إلى شرح العلاقة بين السياسة المثيرة للجدل لنظام جوكوي لحظر حزب التحرير مع توضيح الفرق بين الحيوان السياسي ورجل الدولة - من جزأين. وقد تم في الجزء الأول توضيح الخلل الكبير لنظام جوكوي في حظر حزب التحرير في إندونيسيا، في حين إن الجزء الثاني هذا سيعالج سبب ندرة وجود رجال الدولة في إندونيسيا وكيف أن حزب التحرير في إندونيسيا يقدم فعلا حلا لهذا البلد.


البراغماتية والبيئة السياسية التجارية


منذ انهيار دولة الخلافة في عام 1924م، تدهورت الأمة الإسلامية أكثر فأكثر في ظل الاستعمار والانقسامات. وقد اتجه المنهج التربوي في العالم الإسلامي إلى الغرب، وتخلت الأمة عن تراث الحضارة الإسلامية. لذلك، أصبحت الأمة الإسلامية أكثر دراية بتعريف السياسة في المصطلحات الغربية العلمانية، حيث غالبا ما تعرف السياسة بأنها محاولة لكسب السلطة، تكبير أو توسيع السلطة والحفاظ عليها بطرق دستورية وغير دستورية. هذا المفهوم السياسي العلماني يستلزم ظهور الممارسات السياسية التجارية التي تنتج أفرادا براغماتيين لم يعد لديهم هدف نبيل لخدمة الدولة، حيث يتم حساب كل شيء، مثل: "ماذا قدمت، وما الذي يمكن أن تعيده الدولة لي، في هذا النوع، الناس لا يخدمون من أجل السياسة، ولكن يعيشون من السياسة".


أصبحت الممارسات السياسية العلمانية على غرار مكيافيلي في نهاية المطاف أساسا للممارسات السياسية التجارية التي ترتكبها "الحيوانات السياسية" في العالم الإسلامي. فمن المنطقي وبطبيعة الحال، أنه في ظل هذه البيئة السياسية العلمانية القذرة، من الصعب أن ينمو قادة للدولة. هذه الحيوانات السياسية تفضل خدمة المستعمرين بدلا من خدمة الشعب، لأنها تسمح لهم بسرقة ونهب الثروة الطبيعية لبلدهم، بغض النظر عن حياة الناس الذين يعانون ويتألمون من الفقر. فهؤلاء هم رؤساء الردة، أتباع الشهوة والرغبات. وهم مدعومون من المنافقين، والمتطرفين، والجهلة بالإسلام، والمهملين. في بعض الأحيان يبدو أنهم على دراية وحق، ولكنهم في الواقع يبيعون دينهم لأجل قطعة من العالم. فهم يستخدمون علمهم لتبرير الضرر ونظام الكفر. وهم يخلطون الحق مع الباطل. ونتيجة لذلك، أصبح الحلال والحرام والمعروف والمنكر غير واضح في عيون الأمة.


ومن ناحية أخرى، تحاول هذه الحيوانات السياسية أيضا - بمحض إرادتها وبقوة - الصمت ومنع تأثير الإسلام الأيديولوجي من جذوره، خوفا من تهديده لسلطتهم وتهديده لخزائن ممتلكاتهم. وبالتالي فإن وجود قائد دولة مسلم أكثر صعوبة وأقل عددا، إلا إن كانوا ضمن مجموعة مخلصة مع أفكار قوية. وهذا يذكرنا باقتباسات من المجاهد الإندونيسي المسلم الرمز محمد ناتسير حين قال: "سيتم السماح بأداء الشعائر الإسلامية، أما الاقتصاد الإسلامي فستتم السيطرة عليه، وأما السياسة الإسلامية فستنزع من جذورها".


حزب التحرير يثقف الأمة الإسلامية لتكون قائدة ورائدة


في مواجهة هذا النوع من الأضرار الحقيقية، سيكون من الجيد لنا أن نعود إلى الإسلام. قراءة ومراجعة جميع الآراء الإسلامية ذات النوايا الصادقة. لسوء الحظ، نادرا ما يكون الناس الذين يحاولون رؤية واستكشاف كنز الفكر السياسي الإسلامي حازمين ومتمسكين به مثلما يفعل حزب التحرير. والواقع أن حزب التحرير موجود في البلاد الإسلامية لتقديم مفهوم سياسي مستمد من الكنوز السامية للفكر السياسي الإسلامي. هذا المفهوم موجود وسط الوضع السياسي الغامض داخل البلاد الإسلامية التي تفتقر إلى رجال دولة حقيقيين، بل هي مليئة بأرقام الحيوانات السياسية التي يخشاها كويك كيان جيي (كومباس، 3 نيسان/أبريل). وقد تم استعراض هذه المسألة في الجزء الأول من هذه المقالة.


وينعكس الفكر السياسي الإسلامي في تعبير ابن تيمية بأن السلطة السياسية هي من أعظم واجبات الدين، ثم في معنى السياسة في الإسلام وهو رعاية شؤون الأمة في الداخل والخارج. فالسياسة تقوم بها الدولة والأمة، لأن الدولة هي التي تطبق السياسة بشكل مباشر، في حين تشرف الأمة على الدولة في التنفيذ. وهذا التعريف مأخوذ من الأحاديث التي تشير إلى أنشطة الحكام، وواجب تصحيحهم، وأهمية العناية بشؤون الأمة. يقول النبي e «من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»


إن التعريف الوارد أعلاه سيحتاج إلى أن يركز السياسيون في الإسلام على شؤون الأمة، بدلا من السعي وراء السلطة. في هذه النقطة وحدها، مفهوم السياسة الإسلامية يمنع من تحول السياسيين المسلمين إلى حيوانات سياسية. لذلك في الإسلام كونك رجل دولة هو جزء من المثل العليا المتجذرة في المسؤولية تجاه الخالق والأمة. إن الحنكة هي من المؤهلات المهمة لتكون قادرا على تحمل الدور الكبير والمثل العليا لقيادة أمة محمد e. إن شخصية رجل الدولة تولد فقط من البيئة السياسية الإسلامية التي تتأثر بشدة بالجو الإيماني، حيث تفهم السياسة كجزء من أنشطة العبادة. ويمكن لأي شخص يعيش، بل يكون ملزما، في هذه البيئة السياسية، إما بدور الحاكم أو شخص عادي.


في كتاب "الفكر السياسي الإسلامي"، للعالم عبد القديم زلوم رحمه الله (الأمير الثاني لحزب التحرير) موضح بأن شخصية رجل الدولة هي أعلى زعيم سياسي، ولكن رجل الدولة ليس دائما ذا منصب، وليس كل المسؤولين من رجال الدولة. رجل الدولة هو زعيم ثقافي مستعد للعمل، ولكن ليس بالضرورة في منصب. رجل الدولة هو القائد السياسي المبدع. وهو يجرؤ على التصرف بشكل منفرد عندما لا يفعل الآخرون، ولديه الخصائص التالية: (1) لديه عقلية القيادة، (2) القدرة على إدارة شؤون الدولة، (3) القدرة على معالجة المشاكل، (4) القدرة على التحكم في العلاقات الخاصة والعامة.


سيولد رجال دولة مسلمون إذا زرعت فيهم ثلاثة أحكام مستمدة فقط من العقيدة الإسلامية، وهي: (1) نظرة شاملة وفريدة للحياة، (2) وجهة نظر معينة للسعادة الحقيقية للمجتمع، (3) الإيمان بحضارة لتحقيقها. إن نتيجة هذه الأحكام الثلاثة هي الحساسية وحدّة الإحساس التي تشكلت في شخصية رجل الدولة، لأن له وجهة نظر حادة ونظرة إسلامية مميزة تجعله قادرا على إدراك الضرر حوله وقادرا على قيادة تغيير كبير في يومه.


يعمل حزب التحرير على التثقيف المعرفي في المجتمع، ويثقفهم بأفكار سياسية إسلامية وبكيفية معالجة شؤونهم بالقواعد الإسلامية. وهذا واضح جدا من مفاهيمه الفكرية التي يتم تصنيفها في إطار الدولة والمجتمع. وقد جمعت هذه الأفكار والآراء والأحكام في كتب وكتيبات ومنشورات، نشرت ووزعت على الأمة. وعلاوة على ذلك، أعد حزب التحرير مجموعة ثقافية قيمة جدا، بما في ذلك وصف لهيكل دولة الخلافة. من بين الكتب التي تحتوي على ثقافة الحزب:


- أجهزة الحكم والإدارة في دولة الخلافة
- نظام الحكم في الإسلام
- النظام الاجتماعي في الإسلام
- النظام الاقتصادي في الإسلام
- الأموال في دولة الخلافة
- السياسة الاقتصادية المثلى
- نظام العقوبات في الإسلام
- أحكام البيّنات
- مقدمة الدستور


كل هذه الكتب يمكن الوصول إليها للمراجعة والمناقشة من قبل الأمة الإسلامية وأي أطراف أخرى. لذلك دعونا نتحدث بشكل واضح مع حزب التحرير. حزب التحرير لا يتخيل بل هو يسعى من أجل التغيير والتطوير من خلال الأفكار وليس عن طريق العنف، تماما مثل طريقة النبي e في الدعوة لإحداث التغيير. فتواجه الأفكار بأفكار، وليس بالصمت. أليس كذلك؟

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


فيكا قمارة


عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

تخبّط النظام "الحيوان – السياسي" (تسليط الضوء على حلِّ حزب التحرير - الجزء الأول)

 

 

3 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الخميس، 01 حزيران/يونيو 2017م 10:18 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 31 أيار/مايو 2017م 23:17 تعليق

    بوركت جهودكم الطيبة

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الأربعاء، 31 أيار/مايو 2017م 22:48 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع