الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يتامي طاجيكستان: ضياع، بطالة وانقطاع للرجاء!

 

 

لقد صار اليتم من أهم المشاكل المتفشية في المجتمع الطاجيكي بسبب الأزمة الاقتصادية الموجودة في البلاد.

 

إذ يجد خريجو ملجأ الأيتام أنفسهم بعد انتهاء عيشهم في الملاجئ في الشارع - رغما عن التصريحات القوية من مسؤولي طاجيكستان الذين وعدوا بإيجاد الحلول.

 

كثير من الأطفال الذين يجدون أنفسهم في الشوارع يتجهون نحو الجريمة أو يجدون أنفسهم ضحايا لمافيات التجارة بالأعضاء أو العصابات التي تستغل الصغار في التسول والسرقة وشبكات الدعارة. وقليل منهم فقط من يقدر على هزيمة الظروف القاسية الذي يجد نفسه فيها.

 

حكايات كثيرة لخريجي ملاجئ الأيتام وهم يحكون كيف انساقوا إلى طريق الجريمة وكيف هي حياتهم بعد انتهاء التعليم في الملجأ.

 

محمد حافظ عمره 27 سنة يقول: "أنا أريد أن أجد نفسي حقا ولكني لم أستطع ذلك حتى الآن. أنا متأكد أن حياتي كانت ستنقلب انقلابا جذريا لو حصلت على القليل من المساعدة. أنا لا أتذكر أمي وأبي مطلقا، كان عمري عاماً ونصف عندما قتلوهما. كل ما أعرفه عنهما هي الذكريات التي وصلتني عن طريق أقاربي. بعد وفاة والدي بقي أخي وأختي مع أقاربنا، وأُرسلت أنا وأخي الأصغر إلى دار للأيتام حيث نشأنا.

 

وبعد انتهاء الصف التاسع قررت اللحاق بالمدرسة الثانوية. ففي مدرسة ملجأ الأيتام يتعلمون حتى الصف التاسع فقط، وبعد ذلك يعطوننا الشهادات ويخرجوننا إلى الشارع!!

 

تعلمت قليلا في المدرسة الثانوية وكنت أتغيب كثيرا لكسب المال؛ غسلت السيارات وخدمت الناس مقابل القليل من النقود لأشتري بها الغذاء واللباس. ولكني في الأخير اضطررت لترك مقاعد الدراسة إذ لم أتمكن من التوفيق بين الشغل والمدرسة.

 

كنت أعمل في النهار وأنام في الشارع في الليل. لم يكن عندي أي مأوى أو مال لاستئجار شقة كنت أنام في أي مكان: في الحديقة، وفي محطات الحافلات وغيرها.

 

ثم انسقت للجريمة فانتهكت القانون وسجنت إثر ذلك لسنوات عدة. كنت مضطرا لذلك. خلال إقامتي في الملجأ تعرضت للضرب بقسوة وعوقبت مرات عديدة، حياتي كانت ولا زالت مريرة لذلك حاولت الانتحار مرارا...".

 

مثل محمد أطفال كثر وجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا معيل ولا مرشد ولا راع؛ حياتهم مآسٍ من كل لون مما يدفعهم للضياع؛ ورغم أن ما يعيشونه لا يبرر أبدا سيرهم في طريق الخطأ إلا أنّ الدولة تتحمل قسطا كبيرا من وزر ما يقترفونه، ولو رعت شؤونهم لما آلت نهايتهم لمجرمين!!

 

ودليل ذلك أنه لما كان الإسلام هو المبدأ الكامل الذي يطبق في مختلف مناحي الحياة لم يعان الناس من مشكلة اليتم أو ظاهرة أطفال الشوارع والتشرد والبطالة؛ لم يكن هناك ملاجئ أيتام.

 

فمن ناحية تنافس الناس على كفالتهم باعتبار ذلك فرض كفاية، فالله سبحانه وتعالى قد حذر من التفريط في حق الأيتام فقال في كتابه الكريم: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ [سورة النساء: 2)، ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [سورة الإنسان: 8]

 

وكثير من الآيات والأحاديث غيرهما تضمنت الأحكام المتعلقة بالأيتام مثل قول النبي e «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ مُسْلِمِينَ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي e رجلٌ يشكو قسوة قلبه؟ قال: «أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ وَتُدْرِكَ حَاجَتَكَ؟ ارْحَمِ الْيَتِيمَ وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ يَلِنْ قَلْبُكَ وَتُدْرِكْ حَاجَتَكَ». رواه الطبراني

 

وكذلك جعل e خير البيوت البيت الذي فيه يتيم يكرم، وشرها البيت الذي فيه يتيم يهان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ e، قَالَ: «خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ بِإِصْبَعَيْهُ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبُعَيْهِ». أخرجه البُخاري في الأدب المفرد.

 

ومن جهة أخرى كانت الدولة الإسلامية ترعى شؤون من لا كافل له منهم وتوفر له حاجاته الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وتعليم وصحة.

 

إنّ النظام الفاسد في طاجيكستان الذي يحارب الإسلام والذي يمنع الجلباب الشرعي ويمنع الأسماء الإسلامية ويحبس الدعاة والعلماء؛ ذلك النظام المجرم كيف له أن يرحم الأيتام ويرعى حقوقهم؟ نعم، لقد مات عمر العادل الذي جاهد بنفسه وقال لمعدته عندما قرقرت بسبب الجوع قال لها "قرقري أو لا تقرقري فلن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين". مثل عمر فقط من يقدر على إنقاذ أيتام طاجيكستان من مستقبلهم الأسود في ظل الرأسمالية.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مخلصة الأوزبيكية

 

 

3 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 31 تموز/يوليو 2017م 20:42 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الإثنين، 31 تموز/يوليو 2017م 13:53 تعليق

    حسبي الله ونعم الوكيل

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الإثنين، 31 تموز/يوليو 2017م 13:52 تعليق

    حسبي الله ونعم الوكيل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع