الثلاثاء، 07 شوال 1445هـ| 2024/04/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمن أفريقيا لا تجلبه المخابرات الأمريكية ولا الفرنسية

 

بل إقامة سلطان الإسلام

 

بدأت في الخرطوم الخميس اجتماعات لأجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية المعروفة اختصارا بالـ"سيسا" وسط مشاركة ممثلين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بجانب وفد يمثل المخابرات الفرنسية وحضور رئيس جهاز الاستخبارات السعودية ومرافقين من جهاز أمن الدولة والمباحث السعودية!!

 

وقد وصل العاصمة السودانية الخرطوم، خلال أيام نحو 40 من قادة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية ولجنة الـ"سيسا" وهي الذراع الأمني للاتحاد الأفريقي لبحث الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمكافحة (الإرهاب) وتحقيق الاستقرار السياسي في أفريقيا.

 

والجديد في هذا المؤتمر الرابع عشر الذي عقد ثلاث مرات في السودان هو إقامة ملتقى فكري يعد الأول من نوعه ويتناول قضية الاستقرار السياسي في أفريقيا والتحديات التي تقف في طريق تحقيق الاستقرار السياسي ومن ضمنها قضية محاربة (الإرهاب).

 

وهنا نطرح هذه الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة:

 

هذا الملتقى الفكري الذي سيطرح أفكارا عن السلام والسلم والاستقرار و(الإرهاب)، فعلى أي مبدأ يبني تعاريفه التي ستأخذ طريقها للتنفيذ بقوة أجهزة الأمن الأفريقية تحت رايات أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية؟!! ومع هذا الوجود الأمريكي الفرنسي هل ستستقر أفريقيا التي لطالما اكتوت بنار صراعهما المادي المحسوس في كل جنباتها وما زالت تعاني؟؟ وهل لأفريقيا مصلحة في هذا المؤتمر أم إن النصيب في لغة الغاب للأسد؟ وهل هذا المؤتمر بالنسبة للسعودية تابع لدورها الإقليمي المنوط بها أمريكياً؟ وإلا ما سبب وجودها في مؤتمر يناقش أمر القارة السمراء الجريحة دوما بساستها الأتباع؟ وهل يكون تدخلها كسابقه في اليمن وسوريا حتى تستخدم سلاحها الذي صدأ وتدير ماكينات مصانع السلاح الأمريكية؟ وهل تُعنى أمريكا (بالإرهاب) الواقع على أفريقيا وقد أبادت عشرات الملايين من الأفارقة أثناء اختطافهم وتهجيرهم الإجباري من أفريقيا إلى أمريكا لاستصلاح الأراضي هناك والعمل في مزارع السادة البيض... وكان جزاء من يتمرد على الرق والتعذيب وإهدار الآدمية هو الإعدام فورًا بلا تحقيق أو محاكمة من أي نوع، ألا يعتبر كل ذلك إرهابا؟؟!! وأخيرا هل اكتفت الحكومة السودانية بلعب دور (الكومبارس) في تنفيذ مخططات غربية لا تسمن ولا تغني من جوع؟ ولماذا ترضى بأن تكون خنجرا مسموما في خاصرة أفريقيا خدمة لأمريكا دولة الإرهاب الأولى في العالم تاركة السلم والسلام الذي لا وجود له إلا في شريعة الإسلام؟ هذه أسئلة ملحة تحتاج إلى إجابة.

 

وإذا أخذنا موضوع (الإرهاب) الذي هو العنوان الأبرز للمؤتمر ومن أكثر المصطلحات شيوعاً الآن في كل وسائل الإعلام العالمية، (الإرهاب) تسوّقه بضاعة مزجاة وحشفاً وسوء كيل على هوى القوة التي تحكم العالم اليوم بألوان العسف و(الإرهاب)، ورغم هذا لا يوجد اتفاق على تحديد تعريف دقيق للإرهاب. وتشتق كلمة (إرهاب) من الفعل المزيد (أرهب)؛ فيقال أرهب فلاناً: أي خوَّفه وفزَّعه، ولا أحد يشك في أن الفاعل الأساسي للإرهاب في العالم هو هذه القوة المتصارعة على مصالحها والتي بنت مبدأها على المصلحة المادية فصارت تجلب الإرهاب أينما حلت ببلد، والتاريخ خير شاهد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

 

وشهد شاهد من أهلها، فقد أظهرت صور وتسجيلات نادرة قُدمت لأول مرة وبثها برنامج مبعوث خاص بالقناة الفرنسية الثانية، أظهرت كيف أن مكتب التحقيقات الفدرالي كان يعمد إلى اختراق الجاليات المسلمة بأمريكا، وصناعة إرهابيين بأي ثمن، وبعد زهاء 16 سنة على أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، لا زالت الحرب ضد (الإرهاب) تعتبر أولوية قصوى لدى المخابرات الأمريكية، والتي تحرص على "توظيف" أشخاص لهم سوابق في ترويج الممنوعات، أو يعانون من اضطرابات سلوكية أو مشاكل اجتماعية ومالية، من أجل تنفيذ هجمات إرهابية داخل البلاد، قبل أن تعمد إلى توقيفهم وإظهار المسلمين على أنهم (إرهابيون). ومن ذلك مجموعة شهادات وما كشفته شهادة "غريغ موتان"، مخبر سابق، والذي غير هويته بناء على أوامر الاستخبارات الأمريكية، ليصبح "فاروق عزيز" بشكل وملابس إسلامية. يحكي المخبر السابق كيف أنه كان تاجرا للمخدرات قبل أن يتم توظيفه قبل سبع سنوات، وبراتب شهري يصل إلى 9 آلاف يورو، لاختراق المسلمين الذين يؤمون عددا من المساجد بضواحي لوس أنجلوس، وذلك بواسطة مفاتيح يدوية كان يحملها معه دائما، وتحتوي على "ميكرو" خفي، يقوم بتسجيل كل ما يدور بين جماعات المسلمين، واعترف موتان أن المسلمين كانوا لا يستجيبون لإغراءاته للأعمال التفجيرية قائلا إنهم ليسوا إرهابيين.

 

ومخبر آخر يسمى شاهد حسين، ويورد البرنامج كيف أن العميل الفدرالي كان يستدعي هذا المواطن الأمريكي إلى بيته، ويحدثه عن الجهاد ويغريه بتحويل حياته من الفقر إلى الثراء، قبل أن يعمد إلى إدخال آخرين ضمن ذات المخطط، مبرزا كيف أن شاهد حسين هو من تكفل بمنحهم حقائب متفجرة، وأسلحة نارية، تبين فيما بعد أنها غير حقيقية، لتلقي مصالح الأمن القبض عليهم متلبسين بالجريمة. (هسبرس 17 شباط/فبراير 2017).

 

هناك منظمة مسئولة عن مؤامرات إرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تنظيم القاعدة، ومن حركة الشباب الإسلامية، ومن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم (داعش)، أكثر من هذه التنظيمات مجتمعة، ثم فجر مفاجأته بأن المنظمة هي المباحث الفيدرالية الأمريكية. (صحفي التحقيقات الأمريكي الشهير (تريفور آرونس).)

 

السلام ضرورة حضارية قدمها الإسلام منذ قرون عديدة من الزمن باعتباره ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية؛ ابتداء من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع؛ به يتأسس ويتطور المجتمع، والأمن أغلى المطالب وأنفَسَها، وأهم الضرورات وأعظمها، فبالأمن تصان النفوس والأديان، وتحفظ الأموال والأعراض والأنساب، وتقام الحضارات، وتتطور الدول، وتهاب وتتحقق مقاصدها، فتحقيق الأمن للبشرية من أعظم وظائف الرسل والأنبياء، ومن أهم المقاصد والأمم؛ يقاس رغد عيشها وسعادتها ونموها وتقدمها بقدر ما حققته من أمن لشعوبها، ولا عجب فقد قال النبي e: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، أي: فكأنما جمعت له الدنيا كلها، فالأمن في الذروة من المطالب، والسنام من المقاصد. إن تحقيق الأمن لا يقتصر نفعه وفائدته على عمارة الدنيا وصلاحها، بل لا تستقيم العبادة ولا يكتمل نظامها إلا باستتباب الأمن وظهوره، فالصلاة التي هي عمود الدين وقوامه، لا تكتمل إلا بالأمن، قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾، ففقدان الأمن سبب في نقص العبادات واختلال كمالها.

 

لكن من يجلب الخوف والدمار مثل أمريكا وفرنسا الذين يشاركون في مؤتمر للأمن، أو هكذا يزعمون، في زمن اختلت فيه الموازين وأصبح الذئب ربَّ الغنم؟ ماذا ستكشف الأيام المقبلة من نتائج هذا المؤتمر القذر لا قدر الله؟

 

اللهم الطف وعجل لنا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي لا تقبل بأن تلعب أدوار العمالة والنذالة، بل دورها الذي هو من صميم مبدئها حماية أمن وأمان رعاياها رعايةً للشؤون وحفظاً للحرمات وتكريماً للإنسان.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار – أم أواب

 

 

2 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 03 تشرين الأول/أكتوبر 2017م 00:03 تعليق

    وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113)من.س.هود

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الإثنين، 02 تشرين الأول/أكتوبر 2017م 13:31 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع