الثلاثاء، 07 شوال 1445هـ| 2024/04/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صباح الرفع والدفع!!

 

لقد وصلت إخفاقات النظام الرأسمالي المطبق في العالم إلى درجة تزكم النفوس، وما عادت تخفى على أحد آثار تطبيق هذا النظام الفاسد، الذي يقتل الفقير بدلاً من أن يقتل الفقر، وأصبح من نافلة القول أن الاستعمار الذي خضنا معه صراعات استمرت مئات السنين هو الذي يتحكم في بلاد المسلمين، ومن أشهرها تدخل صندوق النقد الدولي في رفع أسعار السلع وخفضها، وتدخل الدول الغربية في مناهج التعليم، وجعل القوانين تتوافق مع وجهة نظر الغرب في الحياة ومن أشهرها اتفاقية سيداو، ووجود القواعد العسكرية للغرب وعلى رأسهم أمريكا في بلاد المسلمين.

 

لقد أخبرنا الله في آيات عدة وأوصانا أن نتبع طريقه ومنهجه الذي ارتضاه لنا، وحذرنا من أعدائنا الذين قد يحرفوننا عن هذا المنهج.

 

لكن شياطين الإنس الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، اكتفوا بطلب تحقيق هذه الآيات على أفراد المسلمين دون أن تكون على مستوى الأمة ممثلة بالدولة التي تدير شؤون هذه الأمة.

 

فعندما نقرأ قول الله تعالى ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾، فإنما يقتصر الحديث على الفرد! وما يترتب من شقاء وضلال نتيجة عدم اتباع الهدى فإنه يقتصر على الفرد! فما هو حال الأمة ممثلة بدولتها إن لم تتبع هدى الله؟ وما أثر ذلك عليها؟ ألن تضل الأمة بمجموعها الطريق وتشقى بمجموعها؟ أليس الواجب قصر الدولة على اتباع هدى الله واجتناب أي صارف يصرفها عن الصراط المستقيم؟ قال تعالى: ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾.

 

وكذلك عند قراءة قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾، فإن اقتصار هذه الآية على الناحية الفردية للأمة دون إنزالها على واقع الدولة، وأنها تجلب الضنك لكافة الأمة إن أعرضت عن شرع الله وطبقت غير هديه وذكره مثل النظام الرأسمالي.

 

ونجد هذا المعنى واضحا في قوله تعالى ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾، إذا الخطاب هنا موجه للأمة بمجموعها، والأمة لا يتأتى لها أن تسير أمورها دون دولة ونظام حكم له حاكم يمثل رأس هذا النظام، ومما عرفت به الخلافة هو "حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها".

 

فإن استقامت الدولة وأقامت أمر ربها فإن الله يتوعدهم بسقيا الماء غدقا، ولا يخفى على أحد رمزية الماء في الرخاء وتوفير الثروة النباتية والحيوانية.

 

حتى في الاستغفار الذي ذكره سيدنا نوح لقومه فإنه مثل الناحية الجماعية على الناحية الفردية ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾.

 

ففي ظل هذه النكبات المتتالية التي تصيب أمتنا، فإن على الأمة أن تدرك سبب الأزمة والعلاج الحقيقي لها، بعيدا عن التسكينات والترقيعات والتضليلات.

 

وذلك يكون بالعمل لاستعادة سلطان الأمة وذلك بإنهاء التبعية للغرب، وإزالة الأنظمة التابعة للغرب والتي تمثل إرادته، كذلك تغيير الأنظمة والتشريعات والقوانين لتكون على هدى الله لا على فساد المبدأ الرأسمالي.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عواد دحبور

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع