Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الهجوم الصاروخي على أرامكو تنسيق بين أمريكا وعملائها
لإيقاف الحرب في اليمن وإضفاء الشرعية على الحوثيين


أحدث الهجوم الصاروخي على المنشآت الصناعية لشركة أرامكو النفطية في السعودية ضجيجا إعلاميا واسعا، فرغم اعتراف الحوثيين بمسؤوليتهم عن الهجوم كرد على عدوان التحالف بقيادة السعودية فقد أوضح الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام في اتصال لقناة الحدث مسؤوليتهم عن الهجوم ردا على عدوان التحالف متوعدا دول التحالف بهجمات مماثلة وفي مقدمتها الإمارات حتى توقف حربها على اليمن، إلا أن كثيرا من وسائل الإعلام توجه أصابع الاتهام لإيران مستغلة خلافها مع أمريكا معتبرة أن هذا الهجوم أكبر من حجم الحوثيين، وقد دعت السعودية الأمم المتحدة للتحقيق في الهجوم، كما أعلنت السعودية انضمامها إلى هيئة التحالف الدولي للملاحة مشددة على الخطر الإيراني على الممرات البحرية بعد احتجازها لسفن بريطانية، كما قامت السعودية بعقد مؤتمر صحفي بخصوص الهجوم أجاب فيه عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية على أسئلة الصحفيين بثته قناة الحدث حمل فيه إيران مسؤولية العمل الإجرامي المتمثل بالهجوم على أرامكو قائلا: "متأكدون أن الهجوم لم يأت من اليمن بل من الشمال"، وأبرز ما صرح به في المؤتمر الصحفي ما يلي:


1- إن أكثر من 80 دولة تدين بشدة الهجوم.


2- إن إيران أطلقت أكثر من 260 صاروخا بالستياً و150 طائرة مسيرة نحو السعودية، وقال: إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب.


3- حمّل المجتمع الدولي مسؤولية الحد من تصرفات إيران العدوانية مبينا أن تصريحاتها غير واقعية وغير صادقة وأن عدم التصدي لإيران يؤدي إلى زيادة عدوانها.


4- قال إن هناك تحركا دوليا بقيادة أمريكا وبالتنسيق مع السعودية لحماية الملاحة في المنطقة.


وقد جاءت تصريحات المسؤولين الأمريكيين متطابقة مع تصريحات الجبير، فقد قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لقناة الحدث (إيران وحدها هي من تقف وراء الهجوم على منشأتي النفط السعودي) مبينا أنه يواصل الضغط على إيران لتوقف زعزعتها للشرق الأوسط.


كما أعرب البنتاغون أن الهجوم على أرامكو تصعيد للعدوان الإيراني معربا أن الرئيس دونالد ترامب قد وافق على إرسال قوات دولية ذات طبيعة دفاعية للسعودية، كما صرح ترامب أنه فرض عقوبات جديدة على إيران هي الأقسى على الإطلاق ضد دولة ما، وقد شملت العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران: 1- البنك المركزي الإيراني الذي يمول الحرس الثوري وحزب الله. 2- صندوق التنمية وبنك الاعتماد.


إلا أن محافظ البنك المركزي الإيراني اعتبر هذه العقوبات دليلاً على فشل السياسة الأمريكية كما صرح قائد الحرس الثوري الإيراني أن أي دولة تريد المواجهة فلن تستطيع أن توصل الحرب إلى أرض إيران.


والحقيقة أن هناك احتمالين لمن قام بالهجوم:


الاحتمال الأول: إما أن يكون وراءه الإنجليز عن طريق الإمارات لإرباك الحل السياسي التي تسعى أمريكا إلى فرضه وتأخيره إلى حين، ريثما تستطيع الإمارات ومن خلفها بريطانيا تثبيت عيدروس الزبيدي في الجنوب كما ثبتت أمريكا عميلها الحوثي في الشمال، فتكون المفاوضات حينئذ في صالح الطرفين المتصارعين، لكن هذا الاحتمال مرجوح أو مستبعد فضعف بريطانيا في المنطقة وجبن عملائها لا يمكنهم من القيام بذلك فقد خضعوا لضغوطات أمريكا ووافقوا على وقف تقدمهم في الحديدة في 2018م وكانوا قاب قوسين أو أدنى من إسقاطها ووافقوا على اتفاقية السويد وهم يعلمون أنها في صالح الحوثيين.


الاحتمال الثاني: هو أن الهجوم وراءه أمريكا وعملاؤها سواء إيران عن طريق قواتها التي في العراق أو قواتها البحرية في الخليج، أو عن طريق الحوثيين كما صرحوا بذلك بعد تنسيق أمريكا بين عملائها الثلاثة سلمان وروحاني والحوثي، وهي تهدف من ذلك إلى تحقيق بعض الأهداف التي يمكن تحقيق واحد منها على الأقل وهو مربط الفرس، وهذا الاحتمال هو الراجح والممكن فهدف السياسة الأمريكية من هذا الهجوم تحقيق بعض الأهداف ولو واحد منها على الأقل ومنها:


1- إرسال قوات أمريكية بغطاء دولي إلى المنطقة لتعزيز نفوذها فيها تحسبا لاقتراب عودة الخلافة بحجة البعبع الإيراني.


2- إبراز إيران على أنها بعبع تسعى إلى السيطرة على المنطقة كلها لتخويف دولها فتوجههم أمريكا لتكوين تحالف يضم دول المنطقة بما فيها كيان يهود الغاصب لفلسطين لمواجهة إيران العدو المشترك لهم جميعا.


3- رفع سعر النفط لكي تستفيد أمريكا من بيع النفط الصخري.


4- توقيف الحرب في اليمن بعد أن نجحت أمريكا عن طريق عاصفة الحزم في تثبيت الحوثيين في شمال اليمن.


5- إضفاء الشرعية على الحوثيين ونزع صفة الانقلاب عنهم من خلال المفاوضات والحل السياسي.


وما يؤكد ذلك:


1- أن السعودية تتظاهر بالضعف أمام هجمات الحوثيين وأنها غير قادرة على الرد لتقنع أتباعها أنها عاجزة عن القضاء على الحوثيين فيقبلوا بإيقاف الحرب مع أنها قادرة على ضرب مراكز القوى في اليمن من صعدة إلى عدن.


2- دعوة قيادات الحوثيين بشكل متكرر، خاصة من بعد أحداث عدن، للحل السياسي الشامل كدعوة محمد البخيتي للمكونات السياسية للجلوس على طاولة الحوار لإيقاف الحرب في اليمن، وإطلاق رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط مبادرته التي تدعو إلى إيقاف الحرب، فقد أعلن مساء الجمعة الموافق 9/21 بشكل مفاجئ وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيرة وبجميع أشكال الاستهداف، وقال في كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة لما أسماها ثورة 21 أيلول/سبتمبر (إنه وتقديراً لجهود السلام والمساعي الخيرة المحلية والدولية وعلى رأسها جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن نعلن عن مبادرة لتحقيق السلام)، وقال إنه (ينتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حالة عدم الاستجابة لهذه المبادرة).


إن الحل السياسي الذي يفرض بنوده أعداءُ الأمة عبر مبعوثهم غريفيث ليس فيه خير لأهل اليمن وكذلك استمرار الحرب التي تسفك دماءهم وتدمر بلادهم. إن الخير لأهل اليمن ولجميع المسلمين هو في الاحتكام إلى شريعة ربهم التي تحكم بها دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل حزب التحرير لإقامتها ويدعو المسلمين أن يرصوا صفوفهم خلفه ويعملوا معه فيفوزوا بالسعادة في الدنيا والنجاة من النار والفوز بالجنة وذلك هو الفوز العظيم.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شايف الشرادي – ولاية اليمن

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.