Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القوى الغربية لا تضاهي الأمة الإسلامية التي تخلص إيمانها لله وحده!
(مترجم)

 


على مدى المائة عام الماضية، بعد هدم الخلافة العثمانية، كانت الأمة الإسلامية وبلادها في مواجهة هجمة من الاستغلال العنيف، والحروب، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والمنافسات العرقية، والتدهور البيئي، ونظام تعليمي مخادع، وفرض الثقافة واللغات الغربية عليها بالقوة، مما جعلها تشعر بالضياع والارتباك. كما ترك لدى العديد من المسلمين شعوراً بالانهزامية فيما يتعلق بإقامة نظام الإسلام، الخلافة، خوفاً من عدم تحقيق ذلك بسبب قوة الدول الغربية وغيرها التي تقف بشدة ضد عودتها إلى بلاد المسلمين.


ولكن كيف يمكن أن تخشى الأمة قوى العالم وقد شهدت عبر تاريخها كيف هزم المسلمون الإمبراطوريتين العظيمتين الرومانية والفارسية؟ كيف يمكن أن تشعر الأمة وكأن جيوشها لا تضاهي جيوش الكفر وهي لديها تاريخ حافل في الانتصار على الكفار، حتى وإن كانت أعدادنا قليلة أو نفتقر إلى المعدات؟ يُفترض تلقائياً أن الأمة ذات القوة العسكرية الكبرى ستقضي بشكل طبيعي على الجيش الأقل عدداً أو خبرة، كما لو أن الإنسان هو المتحكم في النتائج! ولكن هذه العلاقة تتجاهل أعظم ما نؤمن به بوصفنا مسلمين، وهو أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتحكم في قوة الأمم وفي الحروب والانتصارات. يقول الله تعالى: ﴿يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.


إن على المرء فقط أن ينظر إلى مثل هذه الدروس والعبر من القرآن، حيث أزال الله سبحانه وتعالى الأمم المتغطرسة والعصية والظالمة مثل قوم عاد من الأرض. يقول تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾. أو معركة اليرموك، حيث هزم الجيش الإسلامي الرومان في هذه المعركة الحاسمة، على الرغم من امتلاك الرومان جيشاً أكبر بكثير، وكانوا أفضل تدريباً وأفضل تجهيزاً، بالمقارنة مع جيش المسلمين. كما خاضت الدولة الإسلامية معارك غير متكافئة مماثلة مثل غزوة بدر ومؤتة وغيرهما، ولكن بسبب عون الله، الذي وعد بنصرته لمن يقاتلون في سبيله، انتصر المسلمون على الكفار في هذه المعارك.


كيف تنظر الأمة إلى القوى العالمية والأمم المتحدة وغيرها كمفتاح لإصلاح مشاكلها وهم السبب الجذري لها؟! على المرء أن ينظر إلى الاضطهاد والفقر وعدم المساواة العرقية والنوعية في الغرب ليرى أنهم لا يعرفون، ولا يهتمون باحتياجات الناس. إنهم في الواقع يؤيدون المعاناة والظلم الذي يبتلى به العالم بالعقوبات التي يفرضونها، والحروب المستمرة التي يشنونها على البلاد الإسلامية، وبالحكام الخونة الذين يفرضونهم على المسلمين. وتتجلى أوجه قصور وإخفاقات النظام الرأسمالي في تعامله مع جائحة فيروس كورونا، حيث سلط الضوء على الاختلافات الشديدة بين من يملكون ومن لا يملكون من حيث الحصول على الغذاء والمأوى والرعاية الطبية. وهذا وحده يكفي أن يظهر لنا الضعف المتأصل في تلك الدول.


يجب أن ننتبه لدروس القرآن والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، التي زودتنا بالعديد من الأمثلة التي نحتاجها لبناء رؤية واضحة في داخلنا، ولدينا قناعة قوية بأنها ليست سوى أحكام الله سبحانه التي نُفِّذت في ظل دولة الخلافة، والتي جعلت الأمة، بل في الواقع، العالم أجمع يجدون السلام والأمن والعدالة.


لقد وعدنا الله سبحانه بقوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


وبشرنا نبينا الحبيب محمد ﷺ بعودة الخلافة حيث ورد عن حذيفة رضي الله عنه عن الرسول ﷺ قوله: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثمَّ سَكَتَ».

 


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سارة محمد

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.