المكتب الإعــلامي
ولاية بنغلادش
| التاريخ الهجري | 1 من رجب 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 19 |
| التاريخ الميلادي | الأحد, 21 كانون الأول/ديسمبر 2025 م |
بيان صحفي
عرض طارق رحمن: تشتيت سياسي من نظام علماني مفلس
بينما تدخل بنغلادش مرحلة حرجة قبل الانتخابات، فإن الإعلان عن عودة طارق رحمن، نجل رئيسة وزراء بنغلادش السابقة خالدة ضياء، والقائم بأعمال رئيس حزب بنغلادش القومي (BNP)، أثار موجة متوقعة من الضجة المتركزة حول هذه الشخصية. وهذا السرد، الذي يروّج له حزبه بقوة، والذي يصوّره باعتباره الحل الوحيد لتحديات الأمة، يجب أن نراه على حقيقته، وهي أنه وهم سياسي عميق يشوّه بشكل خطير الحقائق الأساسية لقوة ونظام اليوم.
الفشل المتكرر لأسطورة "المنقذ الفردي": يشهد التاريخ عالمياً وفي بنغلادش أن استمرار أسطورة القائد المخلّص المرسل هي وهم، انظر إلى الربيع العربي، حين سقط القادة، لكن الهياكل القوية المدعومة من الغرب بقيت كما هي، وفي تاريخنا نحن، ما بدا كأنه تغيير يقوده الدكتور يونس وحده، كان في الواقع مدعوماً من الجيش والمجتمع المدني والمصالح الأجنبية، وتبين أن أي قائد لا يعمل في فراغ، وإن الضجة حول رحمن بوصفه المنقذ هي أيضا وهم خطير، فالتغيير الحقيقي لن يأتي من رجل واحد، بل من حركة واسعة النطاق قادرة على كسب ولاء مراكز القوى التي تدعم النظام الحالي.
الأنظمة هي الحاكمة، لا الأشخاص، والتركيز على شخصية رحمن يصرف الانتباه عمداً عن النظام الذي يمثله. إن سقوط الطغاة مثل سوهارتو في إندونيسيا أو ماركوس في الفلبين لم يكن مجرد عملية استبدال بطولية؛ بل كان نتيجة لضغوط نظامية وانقسامات داخلية وتحولات في النظام العالمي أدت إلى سحب الدعم عنهم. إن آلية المؤسسات المالية الاستعمارية الجديدة مثل (البنك وصندوق النقد الدوليين) والدبلوماسية، هي العامل الأكثر تحديداً من أي فرد، وإن الترويج لشخصية ما هو تكتيك لإخفاء الطبيعة غير المتغيرة للنظام السياسي والاقتصادي المدعوم من الغرب، والذي يجب على أي حزب رئيسي، بما في ذلك حزب الشعب البنغالي، أن يتعامل معه من أجل الوصول إلى السلطة.
إن الهندسة التي لا مفر منها للقوة العالمية، تجعل لبنغلادش قيمة استراتيجية واقتصادية مهمة، ولا يمكن لأي انتقال سياسي محتمل على المستوى الوطني أن يحدث من دون نوع من التفاهم مع القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، اللتان لديهما مصالح راسخة في الاستقرار الإقليمي والتجارة والنفوذ الاستراتيجي، وإن الفرضية القائلة بأن رحمن أو أي شخصية معارضة يمكن أن يصعدوا بعيدا عن هذا الواقع هي فرضية ساذجة، وإذا كان يجري تضخيمه، فهذا يشير إلى مصلحة لجهات خارجية تتماشى مع مصالحها، وليس إلى قوة مستقلة ومحوّلة لبنغلادش.
إن تشتيت انتباه الناس المريح عن الإفلاس السياسي والضجيج حول هذه العودة يخدم أساساً غرضاً واحداً وهو التمويه على العجز العميق لحزب الشعب البنغالي نفسه، كما أنه يثير سؤالاً حاسماً وهو أين رؤية الحزب المقنعة؟ أين تنظيمه الشعبي؟ أو بدائله السياسية الملموسة؟ حيث لا يرى الجمهور سوى تبادل دوري بين النخب، واستبدال مجموعة من اللاعبين داخل النظام نفسه، ويعدون بالتغيير بينما يكرّرون الألاعيب نفسها. إن "عودة البطل" هي خدعة مسرحية، تحرف طاقة الناس عن المطالبة بالتغيير الحقيقي.
أيها الناس: لن يأتي التغيير الحقيقي والدائم لبنغلادش أبداً على متن طائرة قادمة من لندن، ولن يُصنع ذلك بتمجيد الأشخاص، بل بمواجهة واقتلاع أعمدة النظام الغربي المدعوم الذي يرسّخ الوضع القائم في بنغلادش، والتمسك بشخصيةٍ ما يعني الوقوع في تشتيت خطير في هذه اللحظة.
إن قيادة حزب التحرير المخلصة تعمل من أجل تغيير شامل للنظام بدلاً من تبديل قناع لنظام علماني رأسمالي فاسد. إن العمل الصعب وغير البراق لبناء قدرة حقيقية لخلافة راشدة على منهاج النبوة من القاعدة إلى القمة يبقى هو الطريق الحقيقي الوحيد إلى التغيير. لذلك ندعو السياسيين المخلصين على وجه الخصوص والناس عامة إلى الالتفاف حول حزب التحرير من أجل تغيير النظام بدلاً من أن يكونوا جزءاً من السيرك السياسي الغربي أو مجرد متفرجين عليه. ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية بنغلادش
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية بنغلادش |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 8801798367640 |
فاكس: Skype: htmedia.bd E-Mail: contact@ht-bangladesh.info |