Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
ولاية العراق

التاريخ الهجري    26 من ذي الحجة 1438هـ رقم الإصدار: 07/38
التاريخ الميلادي     الأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2017 م

 

 

تصريح صحفي

 

تقسيم البلد بحجة تقرير المصير حرام شرعاً

 

والبارزاني ينفذ مخططات الأعداء تحت مظلة برلمانه

 

 

 

أَقرَّ البَرْلمان في إقليم (كردستان) يوم الجمعة 2017/9/15، إجراء استفتاءٍ على الانفصال، وإقامة دولة مزعومة للكُرد في شمال العراق تحت ذريعة الحَقِّ في تقريرِ المَصِير!! وجاء ذلك استجابة لدعوات (بارزانيّ) وتأكيْدَهُ على إجرائِهِ في المَوعِدِ المُحَدَّدِ في 2017/9/25، وإغماضَ عيْنَيهِ عمَّا اتَّسَمَ بهِ المَوقِفُ الدوليُّ والإقلِيمِيُّ معاً من استِحالة الرُّكُونِ إلى نتائِجِ الاستفتاء في الوقت الَحَاليِّ ولو كانتْ إيجابِيَّةً، فقد رَفَضتْ أمريكا الاستفتاءَ من أوَّلِ يومٍ أعلنَ فيه (بارزانيُّ) عَزمَهُ على إجرَائهِ، وردَّتْ عليهِ بوَاسِطةِ مَبعُوثِها (برت ماكغورك): "أنَّ إجرَاءَ الاسْتفتاءِ في الوَقتِ الرَّاهنِ سَيؤدِّي إلى زعزَعَة الاستِقرار في المِنطقَة" (أ ف ب 2017/6/8)، ثُمَّ أبلغَهُ - لاحِقاً - وزيرُ خارجيَّتها (ريكس تيلرسون) يوم 2017/8/11 في اتصالٍ هاتفيٍّ رغبة واشنطن في تأجيل الاستفتاء. هذا عن المَوقِفِ الدَّوليِّ، أمَّا الموقف الإقلِيميُّ فإنَّ (بارزانيَّ) على يَقِينٍ أنَّ إعلانَ دَولةٍ كُرديَّةِ لن يقِفَ عندَ حُدُودِ إقليمِ كُردستان وستَجْذِبُ تلقائياً خلفَها تَحرُّكاتٍ شدِيدةً عَاصِفة للأكرَاد، ويشكِّلُ ذلكَ ضَربَةً مُوجِعةً لأمريكا وعُمَلائِها في تركيَّا وإيْرَانَ وسُوريَّا... وسيَتَرتَّبُ عليهِ اختلاطُ الأوراق، وتَحرُّكاتٌ تخرُجُ عن السيطرة لا سِيَّما المِنطقة الكرديَّة، ما يُلحق بهم ضرراً كما ذكرنا، ليس معنوياً وسياسياً فحسب بل مادياً، وعليه فقرارُ (بارزانيِّ) إجراء الاستفتاء لإنْشَاءِ دولةٍ مُستَقِلَّةٍ يصب في مصلحة الأعداء وهو جزء من الصراع الدولي على المنطقة وإن أدى ذلك إلى فتح باب التمزيق والتشرذم، وباب النزاع والاقتتال الداخلي، فضلاً عن الأضرار السياسية والاقتصادية التي ستعصف بهم وحرمان الأكراد من العيش مع بقية إخوانهم المسلمين في دولة واحدة، وجعل أرض كردستان مرتعاً للاستعمار ينهب فيه ثرواتهم التي حباهم الله إياها، ويجعل من أرضهم، مطارات وقواعد عسكرية للدول الطامعة.

 

إن العراق بلد محتل تحتله قوات استعمارية، وقد فقد بسبب الاحتلال استقلاله، وفقد سيادته، وصاحب القرار فيه، محتل أجنبي، يدين بعقيدة غير عقيدة المسلمين في العراق، ويحمل وجهة نظر عن الحياة، تختلف عن وجهة نظر المسلمين في العراق، وهو صاحب القرار، وهو الذي عين مجلس الحكم من قبل، واختار أعضاءه؛ أناساً لا يخدمون إلا مصلحته، ومصالحهم الشخصية، والأمة في العراق بجملتها لا تثق فيهم، بل تتهمهم في ولائهم وانتمائهم، وهم فوق ذلك ليسوا أصحاب قرار، بل القرار في يد القوات الاستعمارية المحتلة، وإنه لمما يبعث الأسى في القلوب، أن يعمد بعض أبناء الأمة في العراق الواقعين تحت ضغط القومية والطائفية والعرقية إلى العمل على تمزيقه إلى كيانات هزيلة، تحت مسمّى الاتحاد أو الفدرالية أو حق تقرير المصير، تمهيداً لفصل هذه الكيانات إلى دول مستقلة مما يضعفها جميعها. ويوقعها تحت نير الاستعمار من جديد. إن ما يحدث في بلاد الرافدين عاصمة الخلافة لفترة طويلة والتي أنجبت قادة مسلمين عظاماً صدوا هجمات المغول والتتار وحرروا القدس من الصليبيين يوم أن كان المسلم لا يقول أنا عربي أو كردي وإنما كان يقول أنا مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكن بعد تغلغل العرقية القومية والطائفية البغيضة تفرق الناس واقتتلوا وتمكن الكافر المستعمر الذي أوجد هذه المسميات البغيضة، تمكن من بلادهم وتسلط على رقابهم وأوجد من يحكمهم بأوامر منه.

 

ونَحنُ تُجَاهَ هذهِ المَوَاقِفِ، نُعلِنُ الحَقَائِقَ التَّالِيَةَ:

 

1- إنَّ إعلانَ الاستفتاءِ لا يَقوَى (بارزانيُّ) على إمْضَائِهِ في ظِلِّ المُعارضةِ الدَّولِيَّةِ والإقلِيميَّةِ آنِفَةِ الذِّكرِ إلا أنْ تَقِفَ دِولةٌ كُبرَى خَلفَهُ تشجِّعُهُ عليه، وهي - بكل تأكيد - بريطانيا، لارتِباطِ عائِلةِ (بارزانيِّ) بها مُنذُ أواخِرِ الدولة العُثمانِيَّة، فمَوقِفُ بريطانيا كانَ مُؤَيِّداً للاستفتاء - على لِسَانِ - السَّفِيرِ البريطانِيِّ (فرانك بيكر) في اجتماعهِ برئِيس الإقليم بتاريخ 2017/8/24، ثمَّ إعلانِ (فلاح مُصطفى) مسؤولِ العلاقاتِ الخارجية في الإقليم: إنَّ "بريطانيا ليست ضدَّ إجراء الاستفتاء، ولا تُعَارضُ التطلعات الكرديَّة"، بعد اجتماع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (أليستر بيرت) مع المسؤولين الأكراد في أربيل، (Kurdistan24 أربیل 2017/9/5).

 

2- إنَّ إصرارَ (بارزانيِّ) على المُضِيِّ قُدُماً في ذَاتِ الاتِّجَاهِ يَنطوي على أهدافٍ عائِلِيَّةٍ وحِزبِيَّةٍ كالبَقَاءِ في السُّلطَةِ رُغمَ مُطالَبَةِ مُعارِضِيهِ بالتَّنَحِّي لانتِهَاءِ مُدَّتِها القَانُونِيَّةِ، ولتَغْطيَةِ مَلفَّاتِ الفسَاد في إدَارتِه، بعدَ مُطَالَبَتِهِ بتقديم كشف بالأمْوال التي اسْتلمَها مِن الحُكومَةِ المَركزِيَّةِ، وبَيَانِ أوْجُهِ صَرْفِها... فلمْ يَستجِبْ لذلك. إن البرزاني من عملاء بريطانيا وهو الآن وحزبه وعائلته في وضع غير جيد لدى جماهير الناس التي تشكو من ظلمهم وعسفهم واستئثارهم بالمال والمناصب، وتوجد هناك معارضة ليست ضعيفة ضدهم. فيريد أن ينقذ وضعه ووضع من معه، وأن يسجل لنفسه سجلا تاريخيا بأنه مؤسس دولة كردستان، وفي الوقت نفسه يكون عمله عملا إنجليزيا يشوش على المشاريع والخطط الأمريكية.

 

3- إن المسلمين طوال تاريخهم لم يعرفوا ما يسمى بالفدرالية، أي نظام الاتحاد، وإنما كانت الدولة الإسلامية وحدة واحدة، تقوم على النظام الوحدوي لا الاتحادي، أي مركزية في الحكم، ولامركزية في الإدارة. وكانت على اتساع رقعتها الجغرافية الممتدة من الأندلس غرباً، إلى تخوم الصين شرقاً، تخضع لخليفة واحد، ولها عملة واحدة وكان الخليفة هو الذي يعين الولاة ويعزلهم، وهو الذي يجيش الجيوش ويفتح الفتوح، وهو الذي يرسل الرسل للملوك ورؤساء الدول، ويقبل سفراءهم. ذلك أن الحكم الشرعي في حق المسلمين، هو تنصيب خليفة واحد فرض عليهم، وأمره مطاع ونافذ ظاهراً وباطناً. وهو الذي يتبنى الأحكام الشرعية، فتصبح قوانين نافذة، وكانت اللغة الرسمية هي اللغة العربية كونها لغة القرآن، وأداة فهم الإسلام، ولا يمكن الاجتهاد في الشرع بدونها، وقد تقبل المسلمون ذلك برحابة صدر، ونبغ في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية آلاف العلماء من فرس وترك وكرد ومغول، وكان منهم الخلفاء، والأمراء والسلاطين، وقادة الجيوش، ذلك قبل أن يمزق الكافر المستعمر وحدة المسلمين، بدعاوى الجاهلية، ومنها دعوى القومية النتنة، التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». إنَّ اقتِطاعَ أيِّ شِبْرٍ مِن أراضي المُسلمينَ يُحَرِّمُهُ الإسلامُ، ويُعَرِّضُ فاعِليْهِ أوِ الدَّاعِيْنَ لهُ إلى العِقاب، سَوَاٌءٌ أكانَ تحتَ مُسمَّى (الإقليميَّةِ) أم (الفِدْرَالِيَّةِ) أم ما يسمى (بحق تقرير المصير)، وبِصًرْفِ النَّظَرِ عن أساسِ ذلكَ الإجْرَاءِ عِرْقِيَّاً كانَ أم طَائِفِيَّاً أم غيرَ ذلك... لقولِ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسلمَ: «فمَن أرادَ أنْ يُفرِّقَ أمرَ هذهِ الأمَّةِ وهيَ جَميعٌ فاضرِبُوه بالسَّيفِ كائِناً مَن كان». (رواهُ مُسلِمُ). أيْ: أنَّ الخَارجَ عَلى الإجماعِ يَجِبُ مَنْعُهُ بأيِّ وسيْلةٍ؛ لأن ذلكَ مُخِلٌّ بالأمْنِ، ومُضِرَّ بالمُسلمين، فإذا كانَ لا يَمتَنِعُ إلا بالمُقاتَلةِ فإنَّه يُقاتلُ، وإذا كان يندفع بغير ذلك فإنه يُفعلُ مَعَهُ الشيءُ الذي يَكفُّ شرَّهُ وأذاه، وهذا يدلنا على حرص الإسلام على جمع الكلمة، وَوَحدَةِ الصَّفِّ، وعَدمِ الفُوضَى، وعليه فإن الإسلام حرم الفدرالية (نظام الاتحاد) تحريماً قاطعاً، لأنها تقوم على أساس انفصال الدولة إلى أقاليم لكل منها استقلاله الذاتي، وقوانينه الخاصة، وهي وإن اتحدت في الحكم العام، إلا أنها في الواقع كيانات مستقلة في معظم أمورها، ولا تخضع لسلطان الحكم المركزي إلا في بعض المسائل، وهذه التجزئة محرمة، لأنها الخطوة الأولى على طريق تقسيم الدولة إلى دويلات وكيانات هزيلة لا يحسب العدو الكافر لها حساباً ولا يقيم لها وزناً كما يطالب البارزاني اليوم بإعلان إقليم كردستان إلى دولة مستقلة بحجة استحالة العيش المشترك وحق تقرير المصير بالاستقلال.

 

4- إنَّنَا على ثِقَةٍ أنَّ شَعْبَ كُردُستانَ المُسلِمَ، لا يَزالُ يَحمِلُ عَقِيدَةَ الإسلامِ النَّاصِعَةَ التي تأبَى أنْ يكون الأكرادُ عَوناً للكافِرِ المُستَعمِر على تمزيقِ وَحدَة المُسلمينَ، ووسِيلةً للتَّنَكُّرِ لإخْوَتِهِمُ العَرَبِ والتُّرْكُمَانِ بعد أنْ ألَّفَ اللهُ تعالى بينَ قلوبِهِم فأصبَحُوا أمَّةً واحِدة طوال التاريخ الإسلامي ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾... كيف لا والأكرادُ أحْفادُ صَلاحِ الدِّينِ الأيُّوبِيِّ محرر المسجد الأقصى المبارك من رجس الصليبيين والذيْ جاهدَ لِحِفظِ وحدةِ دِيَار الإسلام، وإنَّنَا لَنُهِيبُ بِكُم ألا تَتَّبِعُوا أهواءَ السَّاسةِ الفاسِدينَ وأن تعلنوا مقاطعتكم للاستفتاء المزمع إجراؤه 2017/9/25 والذي يعتبر ثمرة خبيثة من ثمار الاحتلال البغيض، ومؤامرة سياسية من أفظع المؤامرات على العراق بخاصة، وعلى المسلمين بعامة. فمصيركم يكون بالوحدة مع إخوانكم المسلمين عرباً وتركماناً في دولة واحدة تكون السيادة فيها للشرع والسلطان للأمة، وأن تكونوا يداً واحدة كما وصفكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ضد مخططات الأعداء ومشاريعهم الاستعمارية والعمل على إنهاء نفوذهم وقطع دابرهم، إن الكافر المستعمر إلى زوال، طال الزمن أم قصر، وإن الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، تتحفز للانعتاق من نير الاستعمار وقوانينه وسلطانه، التي كرس بها فرقة الأمة، واستباح بيضتها، وعمّا قليل تعلن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتملأ بنورها الأرض، بعد أن امتلأت بظلام الكفر والطاغوت. أيها المسلمون الكرد كونوا مع الحق أينما كان، وليكن الله غايتكم، وتطبيق الشريعة والحكم بما أنزل الله مطلبكم، وفوتوا على الشيطان قصده وردوا إلى نحره كيدَه. اصدعوا بكلمة الحق عالية مدوية، إن الحكم إلا لله، لا للقومية ولا للفدرالية ولا للطائفية ولا إلى ما يسمى بحق تقرير المصير. نعم لحكم الله ولمن يحكم بما أنزل الله، شيعياً كان أم سنياً. كردياً كان أم عربياً أم تركمانياً... ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية العراق
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: infohtiraq@gmail.com

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.