المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 11 من ذي القعدة 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 18 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 09 أيار/مايو 2025 م |
بيان صحفي
القواعد والتمارين العسكرية المشتركة مع الأعداء في الأردن
هي تهديد مباشر واستعداد لتنفيذ المشاريع الاستعمارية القادمة
لم يكن النظام الأردني الهاشمي يجهل الدور السياسي الذي أسند إليه عندما منحته بريطانيا الحكم في الأردن استشرافاً لتحقيق وعد بلفور، ليس بإقامة وطن قومي لليهود فحسب، بل لحاجة هذا الكيان إلى أن يستمر في البقاء والحماية، ومن ثم الاستقرار من دون بُعدٍ جغرافي يتمثل في الأردن، وبُعد سياسي يتمثل بالنظام الحاكم الذي فهم ثمن وجوده ودوره السياسي الذي يمتلك قرارَه الغربُ المستعمر المتمثل في بريطانيا، والذي امتد من بعدها إلى الولايات المتحدة التي منحته صفة الصديق والحليف الاستراتيجي لتمكين كيان يهود ومدِّه بكل أسباب القوة والحماية.
ولم يكن الوصول إلى هذه: تحقيق المشاريع الاستعمارية وأطماع كيان يهود وتواطؤ النظام والأنظمة العربية المحيطة لتمكين كيان يهود، لم يكن ليحدث بين يوم وليلة، بل احتاج إلى مقدمات ومشاريع تضليلية ومعاهدات استعمارية واتفاقيات خيانية تدريجية، وغزو فكري لسلخ الأمة عن مفاهيم دينها المعلومة لديها بالضرورة، وترسيخ للوطنيات القطرية التي تفتت الأمة وتزيدها ذلةً وهواناً، ولاستساغة القبول بالعدو من قبيل العجز والقبول بذرائعه، يتسلل المستعمر الكافر الطامع كصديقٍ وحليف، حيث يرسي قواعده العسكرية على أراضي المسلمين في الأردن وغيرها، ويفرض علينا المناورات والتمارين العسكرية والمتابعة الحثيثة باللقاءات، التي يتمكن من خلالها التعرف على مكامن قوتنا وضعفنا ويستأنس بطبيعة أرضنا، لكيفية مواجهتنا في معاركه الأخيرة معنا وهو يعلم أنها آتية لا محالة.
وفي هذا السياق وعلى سبيل المثال وفي ظل إجرام كيان يهود الوحشي ضد أهل غزة بالقصف المستمر والتجويع الذي تدمى له القلوب، وعلى مرأى ومسمع النظام الدولي المنافق، أقيمت في الأردن في شهر واحد فقط، أي الشهر الماضي لقاءات ومناورات عسكرية عدة، مع قوات استعمارية عدوة للأردن وفلسطين والمسلمين، وطامعة في بلادنا وثرواتنا، وداعمة لكيان يهود؛ منها قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية، نذكر منها:
- جاء على موقع الجيش الأمريكي أن الجنرال مايك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية زار الأردن بتاريخ 2/4/2025 والتقى خلال زيارته رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد سلاح الجو الملكي، وبحثا زيادة توسيع العلاقات العسكرية مع القوات المسلحة الأردنية.
- فعاليات التمرين التعبوي المشترك (جبل 6) التي انطلقت يوم 14/4/2025 والتي تنفذها كتيبة التدخل السريع المغاوير، إحدى وحدات لواء محمد بن زايد آل نهيان/ التدخل السريع، بمشاركة فريق من القوات الخاصة الفرنسية بحضور قائد اللواء.
- فعاليات التمرين العسكري المشترك (Jade Chameleon 25.2)، مع أمريكا التي اختتمت يوم 23/4/2025.
- أقامت السفارة البريطانية في عمان حفل استقبال لعدد من الضباط وضباط صف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية يوم 29/4/2025، حيث تعتبر الأردن شريكاً استراتيجياً للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، كما جاء على موقع السفارة.
- رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل آمر كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية في 28/4/2025، حيث بحثا سبل تعزيز التعاون العسكري والتدريبي بين القوات المسلحة في البلدين "الصديقين"، وكان قد التقى قبله يوم 24/4/2025 السفير البريطاني في عمّان، فيليب هول، لبحث سُبل تعزيز الشراكة الدفاعية بين البلدين.
ولا تكتفي هذه الدول الاستعمارية العدوة بالتمارين العسكرية المشتركة، بل إنها أسست على مدار السنوات قواعد عسكرية تنتشر في الأردن لها اليد الطولى والحرية في عملياتها الأمنية وتحركاتها العسكرية تحت المسمى المختلق وهو "محاربة الإرهاب"، والمقصود به الإسلام السياسي ومكوناته، فأمريكا التي وقَّعت مع الأردن اتفاقية دفاع مشترك عام 2021 لها ما يزيد عن 11 قاعدة، بالإضافة إلى وجود ما يزيد عن 3000 جندي أمريكي يقيمون بشكل دائم في الأردن، ولهم حصانة بحيث لا تنطبق عليهم القوانين والضوابط المحلية، يتدربون على اللوجستيات الحربية، أي فن الإمداد والتموين، كما توجد قواعد لفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وبعض هذه القوات الأجنبية يستخدم قواعد الجيش العربي بالاشتراك أو تحت سيطرتها المباشرة، ولا يُفصَح عن معظمها، وتمت معرفة بعضها بالصدفة، مثل برج 22 الأمريكي بعد مقتل ثلاثة جنود فيها، ومثل القاعدة الفرنسية بعد تسريب فيديو للرئيس ماكرون وهو يحتفل بـ"الكريسماس" مع جنود هناك.
إن الأسباب من وراء هذه التمارين العسكرية المشتركة كما يقول الناطق باسم القوات المسلحة بأنها تسعى دائماً إلى تطوير العقيدة القتالية وتعزيز الشراكة الدولية لمواجهة التهديدات المستجدة ولتحقيق الأمن الفردي والجماعي، مؤكداً على أن أمن "المملكة الأردنية الهاشمية" جزء من أمن الإقليم والأمن العالمي، هو تبرير لا يقبله عقل ولا منطق ولا يقبله الشرع ولا منطق الدول ذات السيادة واستقلالية القرار السياسي، فعقيدة الجيش ليست بحاجة إلى تطوير بقيم الغرب، بل هي عقيدة الإسلام وهي عقيدة سياسية نضالية في سبيل الله.
بل يجب أن ينظر إليها من زاوية تحقيق المصالح الاستعمارية المطلقة والهيمنة السياسية والاقتصادية، فعن تمارين "الأسد المتأهب" المشتركة، قال الكولونيل فاريل سوليفان، القائد العام لوحدة القوة الاستطلاعية السريعة للمشاة البحرية الأمريكية، لصحيفة بيزنيس إنسايدر: "إنها فرصة فريدة للغاية... لا يتاح لك كل يوم الفرصة لأن تندمج مع قوة شريكة لهذا العمق"، فعقيدة الأمة ومصالح الأردن هي بالتأكيد غير مصالح الغرب الذي يسعى للهيمنة والسيطرة وتمكين ودعم كيان يهود، ولا أدل على ذلك مما تشاهده الأمة وأهل الأردن من سياسات عسكرية ينخرط فيها النظام مع هذه القوات الأجنبية الاستعمارية الكافرة على أرضه في دعم وحماية كيان يهود من أقل أذى يمكن أن يصيبه، فأمريكا تريد أن تصنع جنودا من أهل المنطقة يدينون بالولاء لها بعد أن تتغلغل إلى نفسياتهم بقيمها المنفعية، من أجل أن تستعملهم في معارك قادمة والقتال بالنيابة عنها في المنطقة.
إن حكام المسلمين اليوم يعملون لإخضاع المسلمين لمستعمريهم والحيلولة دون تحررهم وتحرير بلادهم المحتلة والدفاع عن بلادهم وثرواتهم، فأمريكا هي دولةٌ عدوّةٌ تحاربنا فعلاً؛ لأنها تقود حرب إبادة أهلنا في غزّة، فهي تساعد كيان يهود وتدعمه بالمال والسّلاح وتمده بأسباب الحياة، فالمعاهدات والمناورات العسكرية المشتركة معها ومع أوروبا يحرمها الإسلام، وهي إهانة للأمة وتقييد لها ويقصد منها إذلالها وتطويعها لأجندات الغرب المستعمر وكيان يهود المسخ حتى يتمكنوا من مقدراتها ويحولوا بينها وبين مشروعها الرائد بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
أيها الأهل في الأردن:
نعلم أنكم على قدرٍ عالٍ من الوعي على أطماع الكافر المستعمر واستباحة أمريكا وأوروبا وكيان يهود لمقدرات الأردن وتعاون النظام معهم. إن الأردن جزء من بلاد المسلمين وليس جغرافيا للنهب والسيطرة، ولا سياسة موالية للكفار المستعمرين، فيقتضي منكم الوقوف ضد من يحول بينكم وبين حماية الأردن بل ونصرة إخوانكم في الضفة وغزة، والوقوف إلى جانب الذين يعملون من أجل تحرركم من ربقة الأعداء المستعمرين وإقامة الدولة الإسلامية، تحقيقاً لوعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، فتنقذون البلاد والعباد من هيمنتهم، ومن خذلان الذين يوالونهم من حكامكم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُور﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |