Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    18 من ذي الحجة 1446هـ رقم الإصدار: 1446هـ / 123
التاريخ الميلادي     السبت, 14 حزيران/يونيو 2025 م

 

بيان صحفي

 

أيّها المسلمون! لا تستصغروا أعمالكم بالنّظر إلى أعمال الناس!

فأنتم الشّهداء على الناس!

 

(مترجم)

 

لقد أحدثت سفينة المساعدات "مادلين" المتّجهة إلى غزة، وما قام به نشطاؤها غير المسلمين المشهورون، صدىً واسعاً في وسائل الإعلام الرئيسية ومواقع التواصل الإلكتروني. فقد قدمت العديد من الدول، بما فيها تركيا، "دعماً استشارياً" لرعاياها على متن السفينة التي استولى عليها كيان يهود الإرهابي المحتل.

 

وكما شهدنا مرّات عديدة من قبل، فإن هذه الأعمال التي تقوم بها مبادرات غير إسلامية تحظى بإشادة كبيرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني. ويستغل بعض الأفراد قصيري النظر، وخاصةً الفصائل المعادية للإسلام، هذه الأعمال كفرصة للتقليل من نضال ملايين المسلمين، وتجاهل إيمانهم ومشاعرهم! إنهم يتجاهلون ردود الفعل والأعمال والجهود الصادقة التي بذلها المسلمون ضدّ الغزوات والاضطهاد في فلسطين وتركستان الشرقية وسوريا ومصر وأماكن أخرى لا حصر لها، على مدى عقود. إنهم يحتقرون مشاعر المسلمين وتضحياتهم بأموالهم وحتى أرواحهم في سبيل الله. وكأنهم لا يكفيهم ذلك، بل يصفون مبادرات المسلمين أحياناً بأنها إساءة وجريمة، بل والأسوأ من ذلك، أنها غير شرعية!

 

أيها المسلمون! لا تستهينوا بمبادرات مثل سفينة مادلين و"المسيرة العالمية إلى غزة" الحالية، أو بأصوات التعاطف التي يحرّكها الضمير، والتي أطلقها نشطاء وسياسيون وقادة دول غير مسلمين! فحتى جهودهم المخلصة برزت بلا شك كقدر من الله. في الواقع، هذا ليس إلا دليلاً على أنّ نصر الله قريب على طريق التغيير الجذري والعظيم. ومع ذلك، فإنهم سيستمرون فقط بقدر ما تستطيع ضمائرهم أو شجاعتهم أو أنفسهم أن تحملهم.

 

أيّها المسلمون! مهما فعلتم من أجل غزة وفلسطين والسودان وتركستان الشرقية وفي جميع أنحاء العالم، كل فعل من أفعالكم، كل كلمة نطقتم بها ضدّ الظلم، كل مقاطعاتكم، كل مسيراتكم، كل مقاوماتكم، كل أدعيتكم... فأنتم مدينون بكلّ ذلك لإيمانكم بالله ورسوله ﷺ والقرآن. واعلموا أن أي عمل صالح بغير إيمان لا قيمة له عند الله ولا يُثمر في الدنيا.

 

أيها المسلمون! ردّكم على الظلم ليس نتيجةً لشعوركم بعدم الارتياح، بل لأن الله قد عدّه ظلماً. وهذه هي السمة التي تجعلكم قادةً وشهداء على البشرية! في الواقع، أنتم من كشفتم ظلم غزة للعالم، وحركتم عقول الناس وقلوبهم! حركتم قلوبهم وعقولهم، فانطلقوا إلى الطرقات. والآن حان الوقت لتوجيههم من الإنجازات الصغيرة إلى هدف عظيم... إذا هديتم هؤلاء الواعين إلى الحلّ الصحيح لغزة وفلسطين، فإنّ مسيرتهم ستبلغ حلّها النهائي. أما إذا سعيتم أنتم أيضاً وراء الإنجازات الصغيرة، فإنكم ستضيعون كل نضالكم من أجل التحرير والمقاومة.

 

لذا، الآن أكثر من أي وقت مضى، تمسّكوا بحبل الله، واعملوا على قيادة غزة وفلسطين وكافة بلاد المسلمين، والبشرية جمعاء، إلى الحلّ الحقيقي والعظيم والدائم! خذوا المشرط اللازم لقطع شريان حياة كيان يهود والجذور التي تغذيه بامتصاص دماء الأمة. اقطعوا الحكام الخونة المتعاونين الذين يغذون جذور الصهيونية. في اللحظة التي تُقطع فيها تلك الجذور، لن تحتاج جيوش المسلمين إلا بضع ساعات لاستئصال كيان يهود من الأرض المباركة. وفي اللحظة التي يُستأصل فيها، ستجفُّ جميع فروعه الممتدة عبر العالم أيضاً. عندها، ستعود الحياة إلى كوكب الأرض بأكمله؛ إلى البشر جميعاً، وجميع الكائنات الحية، والأشجار والمياه والهواء، وحتى الصخور.

 

فسارعوا إلى أداء واجبكم الحقيقي! اعملوا على منهاج النبوة لإقامة نظام الله ووعده سبحانه، وبشرى رسول الله ﷺ: الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. ادعوا الجيوش بإلحاح لإعطاء النصرة التي هم بأمس الحاجة إليها! فسارعوا إلى أداء الواجب العظيم، أن تكونوا شهداء وقادة للبشرية؛ أمةً وسطا. وإن حزب التحرير هنا ليقودكم إلى هذا الفوز، ويقدم لكم جميع الخطط والمنهج، ويدعوكم للانضمام إلى طريق النصر. لا تستمعوا للوسواس، بل استمعوا للحقّ! لا تشغلوا أنفسكم بصغائر الأعمال، بل سارعوا إلى الهدف الأعظم!

 

﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
http://www.hizb-ut-tahrir.info/
فاكس: 009611307594
E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.