- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
إذاً أين رسول الله، وقد جعله الله أسوة حسنة للمسلمين؟
الخبر:
عنونت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الجمعة 21 آذار/مارس الجاري لمحاضرة عبد الملك الحوثي الثامنة عشرة، عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بالعنوان التالي "أمير المؤمنين علي عليه السلام هو النسخة الأصلية للإسلام"، قالت فيه: "موضحاً أن أمير المؤمنين عليه السلام، هو النسخة الأصلية للإسلام بصفائها من كل الشوائب وبكمالها الإيماني عن كل نقص، أمتنا بحاجة لهذا النموذج".
التعليق:
إن الله تعالى أنزل وحيه على رسوله محمد ﷺ، وخاطب صحابته، ومن وراءهم إلى يوم الدين بقوله ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ اْلآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾. وصحابته ﷺ عند الله سواء لقوله تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ اْلأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَاْلأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾، ومنهم خلفاؤه الراشدون الأربعة أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب. وقد خصَّ الله بعضاً من الصحابة بالذكر كقوله تعالى ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا﴾، أو أشار إليهم إشارة واضحة غير ملتبسة، كقوله تعالى ﴿إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾. ومات رسول الله ﷺ، وهو راض عنهم.
نحن مطمئنون بما فيه الكفاية، بأن علياً رضي الله عنه لم يكن يرى من نفسه أفضلية وميزة عن غيره من الصحابة، وسيتبرأ من قول أنه النسخة الأصلية للإسلام، وينكره أشد الإنكار، لأن فيه غمطاً لرسول الله الذي أنزل عليه الوحي من السماء، ولبقية الصحابة الذين قال الله فيهم ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾، خصوصاً أن الله أنعم عليه، كما أنعم عليهم بالإسلام، وصحب رسول الله ﷺ، كما صحبوه، وسار تحت إمرتهم، حين عقدها لهم رسول الله ﷺ، كما ساروا تحت إمرته، حين عقدها له رسول الله ﷺ، رضي الله عنهم جميعاً.
اللهم اجعلنا يا رب العالمين في من قلت فيهم ﴿وَالسَّابِقُونَ اْلأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَاْلأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾، وعجّل لنا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يُحْكَمُ فيها بالإسلام بعد غياب جاوز المائة عام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن