- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحوثيون وقضية البترول المغشوش
الخبر:
برزت قضية البترول المغشوش كأزمة جديدة تواجه سكان صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. هذا البترول، الذي تم توزيعه مؤخراً، تسبب في خسائر مادية كبيرة للناس، حيث تعطل عدد كبير من المركبات بسبب استخدامه، وتشير التحقيقات إلى أن الباخرة LOVE هي النقطة المحورية في هذه الأزمة، حيث وصلت إلى ميناء الحديدة حاملة كميات كبيرة من البترول غير المطابق للمواصفات (يمن برس)
التعليق:
وصلت الباخرة LOVE إلى ميناء رأس عيسى في الحديدة، حيث رست في الغاطس بتاريخ 26 كانون الأول/ديسمبر 2024 وعلى متنها 60.639 طناً من البترول، وهي كمية غير مسبوقة مقارنة بالواردات السابقة. حيث لم تدخل أي ناقلة أخرى إلى رصيف التفريغ في الحديدة منذ وصولها حتى اليوم، ما يعزز الشكوك حول تورط جهات معينة في الأزمة التي أثرت بشكل مباشر على المستهلكين. وبعد أن تعطلت مئات المركبات في صنعاء والمناطق المحيطة بها، ما أدى إلى تكبيد الناس خسائر مالية ومخاطر كبيرة تعرضوا لها نتيجة استخدام هذا الوقود، إذ بشركة النفط في صنعاء، والتي تخضع لسيطرة الحوثيين، تصدر تحذيرات للناس بعد انتشار البترول غير المطابق للمواصفات وتكتفي بذلك دون أن يكون لها أي دور آخر، تجاه من استغل تدمير منشآت النفط والمختبرات لإدخال الوقود المغشوش إلى الأسواق، كونها الجهة المسؤولة عن إصدار تصاريح استيراد النفط، وعن فحصه والإشراف على توزيعه، فضلاً عن عدم محاسبة شركة النفط على التقصير في واجبها واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه القائمين عليها، وتعويض أضرار وخسائر الناس نتيجة استخدامهم لذلك الوقود.
إن الواجب الذي تمليه عقيدة الإسلام على سلطة الأمر الواقع (الحوثيين)، هو رعايتهم لشئون الناس حسب أحكام دينهم وعقيدتهم، ومن تلك الرعاية المحافظة على ممتلكات الناس وأرواحهم، وتعويض ما لحق بهم من أضرار وأذى، كونهم حكاماً عليهم، ومحاسبة من تورطوا في استيراد وإدخال ذلك الوقود المغشوش، وليس ذلك فحسب، بل يجب عليهم أن يطبقوا الإسلام كاملاً في كل مجالات الحياة، قال تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
لكن الحوثيين كغيرهم من حكام بلاد المسلمين بلا استثناء، يتبنون أحكام النظام الرأسمالي العلماني الذي يفصل الدين عن الدولة والحياة، ويقرون بتمزيق بلاد المسلمين، باعترافهم بالحدود التي فرضها الكافر المستعمر باتفاقية سايكس بيكو، وبعدم تبنيهم الملكيات الثلاث من ملكية فردية وملكية دولة وملكية عامة والتي منها النفط والمعادن الأخرى، ولن يُطبق الإسلام كاملاً إلا الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – ولاية اليمن