Logo
طباعة
وماذا بعد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وماذا بعد؟

 

 

الخبر:

 

قوات يهود دخلت مواقع لم تدخلها من قبل في جبل الشيخ السوري. (المصدر)

 

التعليق:

 

وماذا بعد؟ إنهم يصولون ويجولون في سماء البلاد بطيرانهم وقصفهم المواقع التي يريدون من مخازن للسلاح أو مبانٍ سكنية، فلم يكد يستلم أحمد الشرع حتى تداعت جميع دول الكفر على سوريا، كما وصفها رسول الله ﷺ، كما تداعى الأكلة على قصعتها، كلهم يريد حصته من الكيكة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يريدون الاطمئنان على أمن وسلامة المغضوب عليهم، وبأن الحكومة المؤقتة ستكون علمانية تأخذ أوامرها ودستورها منهم، وتقدم فروض الطاعة والولاء لأمريكا، لتكون سوريا بعد الطاغية وجه العملة الآخر له، تدور في فلكها كما كان يدور ويقدم فروض الطاعة والولاء.

 

وهم يصولون ويجولون في البلاد ينهبون خيراتها بلا اكتفاء، حتى متى يا أمة الإسلام هذا الصمت؟! ثوري ودكي الحدود، أزيلي هذه العروش التي لم تعد يخفى هوانها وخيانتها على أحد، متى ينفد صبر هذه الجيوش وتتحرك للدفاع عن أمتها؟! قال رسول الله ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ». فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».

 

لقد وقع مثل هذا عبر التاريخ أكثر من مرة، عندما تداعت الأمم الصليبية إلى غزو هذه الأمة، ومرة أخرى عند اجتياح التتار البلاد الإسلامية، ولكن هذه النبوءة تحققت في القرن الأخير بصورة أوضح؛ فقد اتفق الصليبيون ويهود والملاحدة على هدم الخلافة، ثم جزأوا بلادها، وتقاسموها فيما بينهم، وأعطوا فلسطين ليهود، وأصبح المسلمون أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام، ولا تزال قوى الشر إلى اليوم متداعية لتدمير هذه الأمة، وامتصاص خيراتها، ونهب ثرواتها، وإذلال رجالها، والأمة خانعة ذليلة، لم تغن عنها كثرتها، غثاء كغثاء السيل، وعلتها هي كما أخبر الرسول ﷺ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».

 

قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منى سميح (أم مريم)

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.