Logo
طباعة
الرأسمالية هي السبب والظلم هو النتيجة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرأسمالية هي السبب والظلم هو النتيجة!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

رفع البنك المركزي التركي نسبة الربا إلى 46%، بزيادة قدرها 350 نقطة أساس، وأصدر البيان التالي: "نراقب عن كثب الآثار المحتملة لتزايد النزعات الحمائية في التجارة العالمية على عملية خفض التضخم، من خلال النشاط الاقتصادي العالمي وأسعار السلع وتدفقات رأس المال. ولا تزال توقعات التضخم وسلوك التسعير عاملَي خطرٍ لعملية خفض التضخم". (وكالات، 19/04/2025م)

 

التعليق:

 

الرأسمالية، التي نشأت كنظام اقتصادي قائم على الملكية الخاصة، حيث تُعتبر جميع وسائل الربح الفردية مشروعة، وتُعتبر المصلحة الذاتية محرّك النظام، هي كارثة البشرية. وعلى وجه الخصوص، أصبح الدمار والخراب الذي أحدثه هذا النظام في مجالات العدالة والحقوق والقانون والقيم الأخلاقية لا يمكن أن يعوّض. واليوم، تشهد البشرية بوضوح الظلم الذي تُسببه الرأسمالية. هذا النظام، الذي لا يرى في البشر سوى وسيلة للإنتاج والاستهلاك، ويكاد يُحوّلهم إلى روبوتات، هو عجلة استغلال لحفنة قليلة.

 

إنّ التكلفة الاقتصادية للدمار الذي أحدثه النظام الرأسمالي في البلاد الإسلامية على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية، أكبر من أن تُفسّر بأي معادلة رياضية. ومع الأسف، فإن تدمير القيم يتجاوز حدود العقل بكثير. ورغم هذه الحقائق، فإن الحكام الذين ما زالوا يحافظون على هذا النظام الظالم ﴿لَا يَعْقِلُونَ﴾ بلغة القرآن الكريم.

 

رغم ترديد أردوغان لسنوات أن "الربا هو السبب، والتضخم هو النتيجة"، إلاّ أنه لم يتردد في زيادة الربا على الاقتصاد، بل على العكس، ورغم أنّ هذا الخطاب لم يكن له حتى معادل اقتصادي، فقد تمّ تسويقه للعامة لفترة على أنه أمل! وكما قال أردوغان، إذا كان "الربا هو السبب والتضخم هو النتيجة"، فلماذا يعطي عمل الشعب ودخله وقوته للبنوك وجماعات الضغط المستفيدة من الربا بزيادته؟! من المعلوم أن المبلغ المستحق حتى نهاية عام ٢٠٢٥ فقط سيتجاوز ٥١ مليار دولار بسعر الصرف الحالي. أما الحكومة، التي تحملت تكلفة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحسابات والخلافات السياسية، فلا تخجل من وصف الخروج من هذه العملية بالربا والقروض أمام الشعب بأنه نجاح!

 

على الحكام الذين لا يرون في نظامٍ يرهن فيه المرابون موارد البلاد ويجرّ الشعب إلى البؤس مشكلةً، ويحولونه عن مساره بعواقبه، عليهم أن يعلموا أنهم يخونون الحق والشعب. فالربا هو وسيلة النظام الرأسمالي لاستغلال الشعوب واستعبادها. لم يعد الوقت مناسباً "لمزيد من الإنتاج، واستهلاكٍ غير محدود، والعمل لدى النهمين الذين لا يشبعون"، بل لـ"توزيعٍ وتقاسمٍ أكثر عدالة". لا يمكن إنهاء ظلم الحكام الذين يُشكّلون أدواتٍ لهذا الاستعباد إلا بتغيير النظام الذي يستخدمونه للظلم. كوننا مسلمين، لا يقتصر كفاحنا اليوم ضد الربا فحسب، بل لإسقاط النظام الرأسمالي، مصدر كل شر، ومكمن الظلم والفساد، وإقامة نظام حكمٍ إسلاميٍّ رحيمٍ مكانه، نحقق من خلاله النهضة الحقيقية والعدل والسلام والأمن. فإن نظام الإسلام هو النظام الوحيد الذي سيحقق هذه النهضة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.