- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
بينما يتذبذب العالم، يجب على الإسلام أن يقف
(مترجم)
الخبر:
تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد مجدداً لإدانة سياسات ترامب. حيث احتشد آلاف المتظاهرين في مئات الفعاليات يوم السبت للتعبير عن استنكارهم لتعامل الرئيس مع قضايا الهجرة والحريات المدنية وخفض الوظائف والعديد من القضايا الأخرى. (NYTimes)
التعليق:
إن الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في جميع الولايات الأمريكية الخمسين ليست مجرد أحدث تعبير عن الإحباط السياسي، بل هي ناقوس خطر مدوٍّ لا لبس فيه. لم يعد الناس راضين بشعارات الديمقراطية أو أوهام نزاهة المؤسسات. تشير هذه المظاهرات إلى ما هو أعمق: انهيار الإيمان بأسس الليبرالية العلمانية ذاتها، حيث يختبئ وراء وعود العدالة والحرية والمساءلة، الانقسام والفساد واللّوم والفشل المنهجي. لكن الأزمة الحقيقية تتجاوز أمريكا، إنها أزمة عالمية. وإن ما نشهده هو تفكك أنظمة من صنع الإنسان مبنية على قيم متقلبة ومصالح ذاتية. هذه الأطر المنفصلة عن أي توجيه إلهي، أثبتت عجزها عن كبح الفساد أو تحقيق العدالة. فقد أزالت أقنعتها وكشفت عن طبيعتها القاسية. حيث يؤكد الله سبحانه وتعالى أن رسالة الإسلام تهدف تحديداً إلى الرحمة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكُ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
فبدون الهداية المتجذرة في الوحي، تصبح الرحمة والعدل بعيدي المنال، وتصبح المقاومة حلقة مفرغة، نظام فاشل يحلّ محلّ آخر، ومجرد وجوه تدور. وستستمر هذه الدورة لأن الأساس نفسه فاسد.
وفي نقطة التحول هذه، يجب على الأمة أن ترتقي إلى مستوى التّحدي بوصفها البديل الموثوق والصادق والرحيم. يقدّم الإسلام نموذجاً للحكم يرتكز على المساءلة أمام الخالق، حيث يكون الجميع ملزمين بالتساوي بالأمر الإلهي، وحيث تُضمن العدالة وحيث تُقدس كرامة الإنسان. وفي وقت يخضع فيه العالم لمراجعة الذات، لا يمكن للأمة أن تظلّ سلبية، بل يجب عليها أن تقدم الإسلام بوصفه الحلّ الحيّ للعالم من خلال القيام بالعمل المشرف المتمثل باستئناف الحياة الإسلامية من خلال الخلافة وإخراج البشرية من ظلام الرأسمالية إلى نور الإسلام.
﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هيثم بن ثبيت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا