- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ»
الخبر:
بعد لقاء رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري مع الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، أعلن العراق إرسال 220 ألف طن من القمح كهدية إلى الشعب السوري، بالتزامن مع إعلان دمشق عن طرح مناقصة لشراء 100 ألف طن، بسبب النقص الذي تعانيه. ووفقاً للأرقام المعلنة فإن الكمية التي أرسلها العراق ستغطي نحو 17% من نسبة العجز السوري وستكفي لنحو 27 يوماً.
وتنتج سوريا 1.7 مليون طن من القمح لكن حاجتها الفعلية هي 3 ملايين وفقاً لتقرير المنصة العالمية، لذا فإن كمية العجز تصل إلى 1.3 مليون طن. وبحسب المعطيات فإن الـ220 ألف طن التي أرسلها العراق كمساعدات لدمشق ستغطي 17% من نسبة العجز السوري. وتحتاج سوريا إلى 250 ألف طن من القمح شهرياً، ما يعني أن الـ220 ألف طن التي أهداها لها العراق ستغطي حاجتها قرابة 27 يوماً.
كما توجه المهندس عثمان بالشكر والامتنان للعراق الشقيقة على مبادرتها الكريمة، بإطلاق حملة لنقل 220 ألف طن من القمح كهدية إلى الشعب السوري، في موقف أخوي يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين. (+964، 2025/04/26م)
التعليق:
منذ إسقاط دولة الخلافة في 28 رجب 1342هـ الموافق 3 آذار 1924م وحال المسلمين لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، إذ قسمت بلادهم إلى أكثر من خمسين مزقة تسمى زورا وبهتانا دولاً، فبعد أن كانت دولتهم واحدة ويستظلون براية الإسلام من حدود الصين شرقا إلى الأندلس غربا تسلط على رقابهم حكام عملاء يتوارثون الحكم صاغرا عن صاغر، لا يردون يد لامس، همهم الأول والأخير مرضاة أسيادهم والحفاظ على كراسيهم المعوجة قوائمها. فهذه غزة الجريحة مضى عليها أكثر من سنة ونصف وهي تنزف دماً وقد مضى فيها ستون ألف شهيد ومئة وعشرون ألف جريح وهي تستغيث وما من مغيث، وتستنصر ولا معتصم يلبي صرخات الأطفال والنساء والشيوخ، مع أن الأمة الإسلامية قد حباها الله بنعم كثيرة من عقيدة سياسية روحية ينبثق عنها نظام يعالج جميع شؤون الحياة وطاقات شابة وثروات ظاهرة وباطنة، ولكن سيطرة الفكر الغربي على عقول أبنائها وتقديسهم للوطنية الخبيثة والقومية النتنة، جعلت بلادها ممزقة تفصلها حدود مصطنعة يحرسها أبناؤها ويتقاتلون عليها لصالح عدوهم!
لذا وجب على المسلمين جميعا العمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بعودتها رسول الله ﷺ بقوله «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» والتي تزيل الحدود المصطنعة وترسل الطعام إلى كافة أبناء الرعية ليس منةً ولكن قياماً بواجبها، كما حدث في عام الرمادة لما استغاث خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بولاته في مصر والعراق فجاءه الجواب لبيك يا أمير المؤمنين هذه القوافل أولها عندك وآخرها عندي، والتي تستجيب لصرخات النساء والشيوخ والأطفال ولا تسمح لأي اعتداء ولو على امرأة واحدة، كما حدث في أيام المعتصم عندما استغاثت به امرأة من عمورية فقال لها: لبيك وأرسل لها جيشا عرمرما، مع أن الاتصالات لم تكن كما هي اليوم! ولكنه الوهن الذي حذر منه رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه بقوله: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ». فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الحميد – ولاية العراق