Logo
طباعة
العلاقات بين أوزبيكستان وأذربيجان  هل هذه الخطوة التالية لأمريكا ضد روسيا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العلاقات بين أوزبيكستان وأذربيجان

هل هذه الخطوة التالية لأمريكا ضد روسيا؟

 

 

الخبر:

 

وصل رئيس أوزبيكستان شوكت ميرزياييف إلى مدينة باكو في زيارة رسمية بناءً على دعوة الرئيس إلهام علييف رئيس أذربيجان. (موقع الرئاسة الأوزبيكية)

 

التعليق:

 

في ختام المباحثات التي جرت في مدينة باكو، أصدر شوكت ميرزياييف وإلهام علييف قرار الاجتماع الثاني للمجلس الحكومي الدولي الأعلى. وتم تبادل عدد من الوثائق الثنائية بين قادة الدول. كما شارك ميرزياييف أيضاً في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي في مدينة خانكندي في 4 تموز/يوليو. وقد شارك في الفعالية التي ترأسها رئيس أذربيجان إلهام علييف كل من قادة إيران وقرغيزستان وطاجيكستان وتركيا وباكستان وكازاخستان وتركمانستان وأفغانستان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أسعد مجيد خان، ورؤساء وفود من دول ومنظمات إقليمية أخرى.

 

عندما نركز على هؤلاء، يمكننا أن نفهم أن هذه هي محاولة أخرى من الغرب بقيادة أمريكا لإثارة غضب روسيا في آسيا، وتقويض قوتها، وتقليل تأثيرها النهائي، مع التشكيك في قوتها. فعلى سبيل المثال، اجتماع ميرزياييف ورؤساء الدول الأخرى في منظمة الدول المستقلة في أذربيجان بالذات، يبدو أنه يشجعهم بطريقة ما على أن يكونوا أكثر جرأة ضد روسيا. لأن أذربيجان، حالياً، تدهش الجميع ببيانات جريئة ضد روسيا وتحاول إظهار ذلك عملياً أيضاً. فمثلاً، رداً على المداهمات التي نظمتها قوات الأمن الروسية ضد رعايا أذربيجان والتي أسفرت عن مقتل اثنين منهم، قامت أذربيجان أيضاً بتنفيذ حملات استعراضية ضد الروس. أما التلفزيون الحكومي الأذري فينتقد بشدة سياسة الدب الروسي قائلاً "السيد بوتين، ماذا حدث؟".

 

في هذا الصدد، يُعطى التركيز الخاص على أن النظام الروسي الكافر لا يرى الأذريين فقط، بل أيضاً الشعوب الشقيقة المكونة من القرغيز والكازاخ والطاجيك والتركمان والأوزبيك، بوصفهم أشخاصا من الدرجة الثانية.

 

من الجدير بالذكر أن زيارة ميرزياييف إلى أذربيجان قد تمت في ظل تدهور العلاقات بين روسيا وأذربيجان بشكل أكبر. ولو أمعنا النظر، فإن النظام الأوزبيكي الذي يدعي القيادة في آسيا الوسطى لا يستطيع أن يتجاوز التعامل اللين للغاية مع روسيا. ومع ذلك، في وسط آسيا، إذا قلنا إن أوزبيكستان تتعرض لأكبر ضرر من روسيا الكافرة، فلن يكون ذلك مبالغة. وهذا يتجلى بوضوح في تدخل روسيا في اقتصاد بلدنا، وصولاً إلى القمع الشديد للمسلمين الأوزبيك.

 

يبدو أن دولاً أخرى في المنطقة، وخاصة كازاخستان وقرغيزستان وتركمانستان، تتجرأ على روسيا إلى حد ما أو في بعض الحالات. وإن أوزبيكستان، التي تعتبر قلب المنطقة، يبدو أنها تجذب الجميع للخلف في هذا الصدد. ورغم أن بلدنا وشعبنا يتعرضان لأكبر ضرر وظلم من روسيا، إلا أن النظام الأوزبيكي يغض الطرف عن كل هذا بحجة عدم إفساد العلاقات مع روسيا! ومع ذلك، فإن وضع وسط آسيا ضد روسيا وتقليل تأثيرها قدر الإمكان لن يتحقق بدون أوزبيكستان. من هذا المنطلق، تعتبر زيارة ميرزياييف إلى أذربيجان فرصة مناسبة لتحفيزه على أن يكون أكثر جرأة ضد روسيا. وكأن أذربيجان يمكن أن تكون نموذجاً واضحاً للجميع، وخاصة أوزبيكستان في هذا الصدد. فها هي موسكو لا ترد على تصرفات أذربيجان ضدها بالحدة نفسها. ويبدو من ذلك أن هناك اعترافاً ضمنياً بأن نظام بوتين قد ضعف بشكل كبير في السياسة الخارجية مؤخراً، وأن القوة العسكرية التي يفتخر بها الآن لا يمكن الاعتماد عليها كثيراً.

 

صحيح أنه خلال المفاوضات التي أجريت، وفي لقاءات عدة، لم يتم الحديث عن روسيا بأي شكل من الأشكال، ولكن ليس من الصعب إدراك أن هذا المعنى يكمن في جوهرها. بالطبع، يقف وراء ذلك الغرب، وبخاصة أمريكا، حيث إنه من المستبعد أن تتجرأ أذربيجان على مواجهة روسيا بمفردها. وليس هناك شك تقريباً في أن أمريكا هي التي تمنحها هذه الشجاعة عبر تركيا. ربما يكون هذا هو ثمن الانضمام إلى اتفاق أبراهام، لأن أذربيجان تريد من خلال الانضمام إلى هذا الاتفاق الحصول على دعم أمريكي. وبهذا يبدو أنها قد أخذت على عاتقها مهمة إبعاد دول آسيا الوسطى، بما في ذلك أوزبيكستان، عن روسيا تحت اسم الوحدة التركية.

 

صحيح أنه من المهم جداً التوحد ضد روسيا، وفي الوقت نفسه هو وضع ملائم للاستفادة بشكل فعال من تدهور روسيا في ظل أزمة أوكرانيا. ولكن مثل هذا الاتحاد والمقاومة يجب ألا تخدم مصالح أمريكا أو الدول الاستعمارية الأخرى، لأنه في مثل هذه الحالة سيؤدي فقط إلى استبدال سيد لا يقل سوءاً عن الآخر! هذه الدول الشريرة تضع أمام البلاد الإسلامية هذا الخيار بالذات، خيار قبول أحد الشرين! بيد أن هناك خيارا آخر وهو الصواب لتحقيق الوحدة والعزة والقوة، وهو الاتجاه إلى الإسلام والخضوع له، والوحدة على أساسه، وتطبيقه في ظل الخلافة، حينها سيتم القضاء تماماً على سيطرة الكفار على المسلمين، وسيكون نصر الله معنا.

 

﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.