Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

ترامب يجني المال من الحرب رُغم التّضحيات البشرية

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

في 14 تموز/يوليو، أفادت خدمة الأخبار الروسية (بي بي سي نيوز) أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حثّ موسكو على حلّ النزاع في أوكرانيا خلال 50 يوماً، مهدداً بفرض رسوم جمركية باهظة للغاية على شركائها التجاريين. إضافةً إلى ذلك، اتفقت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على تزويد كييف بكمية هائلة من المعدات العسكرية.

 

وقال ترامب: "سنفرض رسوماً جمركية باهظة للغاية إذا لم نتوصّل إلى اتفاق خلال 50 يوماً، بنسبة رسوم تبلغ حوالي 100%"، مضيفاً أن هذه ستكون "رسوماً جمركية ثانوية" تستهدف شركاء روسيا التجاريين.

 

وأضاف أن أوكرانيا ستُزود بمعدات عسكرية بقيمة مليارات الدولارات: ستنتج واشنطن "أسلحة عالية الجودة" وترسلها إلى حلف شمال الأطلسي، ثم يرسلها الحلف "إلى حيث الحاجة".

 

 

التعليق:

 

تبدو تهديدات ترامب لروسيا بفرض رسوم جمركية ثانوية ووعوده بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، أشبه بخطّة مدروسة جيداً. صحيح أنّه غير راضٍ عن استمرار الصّراع العسكري في أوكرانيا، لكن في النهاية، الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر.

 

بافتراض أنّ خطط أمريكا كانت تهدف إلى تجديد دور الناتو في أوروبا، نرى أنه منذ بداية الصراع في أوكرانيا، ترسّخت أهمية الناتو، وانضمت دولتان أخريان إليه. ولا يهدأ بال السياسيين الأوروبيين لفكرة أنّ روسيا تستعد لمهاجمة إحدى دول الاتحاد الأوروبي. فالاتحاد الأوروبي يسلّح نفسه ويشتري الأسلحة من أمريكا. وطوال فترة الحرب، نُلاحظ أنّ أمريكا تُزود أذرعها بالأسلحة بكميات وفيرة وبشروط، ما يُمكّنها من التحكّم في مسارها عن بُعد.

 

يزعم ترامب أن الاتحاد الأوروبي سيتحمل جميع تكاليف الحرب، كما أنه زاد مساهماته في حلف الناتو من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ستُرسل أحدث إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي، على حساب أوروبا، إلى حصّالة أمريكا، أي أنّها في طريقها لجني الأموال من هذه الحرب.

 

إذا افترضنا أن خطة الولايات المتحدة كانت قطع إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا وبيع النفط والغاز لأوروبا نفسها، فهي قد نجحت أيضاً في هذا. فقد خفضت أوروبا بالفعل مشترياتها من النفط والغاز الروسيين، وإن لم يكن بنسبة 100%، ولكن بفارق كبير. ووفقاً ليوروستات، دخل حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي عن طريق البحر حيّز التنفيذ في 5 كانون الأول/ديسمبر 2022، تلاه حظر على المنتجات النفطية اعتباراً من 5 شباط/فبراير 2023. وفي الربع الأول من عام 2025، كانت أمريكا 15.0% والنرويج 13.5% وكازاخستان 12.7% أكبر موردي النفط إلى الاتحاد الأوروبي، بينما كانت أمريكا أيضاً أول من زود الاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي المسال (50.7%).

 

إن الحرب والإنفاق على الأسلحة يُضعفان الاتحاد الأوروبي، وهو أيضاً أحد خطط أمريكا. بعد أن التزمت أحادياً بحلّ النزاع الأوكراني دون مشاركة الاتحاد الأوروبي، شعر السياسيون الأوروبيون بصدمة بالغة. ورداً على ذلك، وبدهائها ومكرها المعهود، بدأت بريطانيا في إحباط خطط أمريكا عبر تعطيل الاتفاقيات بينها وبين روسيا. تسعى بريطانيا إلى تفكيك روسيا ومساعدة أوكرانيا بكل الطرق الممكنة، حتى في تناقض صارخ مع مصالح أمريكا. لكن هذا يخدم مصالح أمريكا، إذ تُستنزف موارد الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وروسيا، بينما تقف هي جانباً وتنتظر، لا تُضيع شيئاً سوى الوقت وتجني المال من مبيعات الأسلحة.

 

القوى الغربية، مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لا تُبالي صراحةً بمصير الشعب الأوكراني. إنها تتصارع فيما بينها من أجل حق امتلاك الموارد الطبيعية لأوكرانيا. ولهذا السبب تطول الحرب، وستكون هناك خسائر بشرية فادحة، فالحياة البشرية لا قيمة لها في النظام الرأسمالي، الذي تقوم فلسفته على البراغماتية، حيث ينظر إلى الأفعال من منظور المنفعة والرّبح. وطالما أن هناك منفعة لهذه الدول في هذه الحرب، فسوف تطول.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.