Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
مصر ملاصقة لمنطقتين تتعرضان لاعتداءات وحشية وصراعات ترعاها أمريكا، والنظام المصري يتآمر معها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مصر ملاصقة لمنطقتين تتعرضان لاعتداءات وحشية

وصراعات ترعاها أمريكا، والنظام المصري يتآمر معها

 

 

الخبر:

 

في قمة شرم الشيخ التي حملت عنوان "قمة السلام حول غزة" وقعت كل من مصر وقطر وتركيا إلى جانب أمريكا وبمشاركة قادة إقليميين ودوليين، وثيقة ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. (بي بي سي عربي - بتصرف)

 

التعليق:

 

حسب ما أعلن خلال القمة فإنه إلى جانب تبادل الأسرى بين كيان يهود وحركة حماس، تنسحب قوات يهود انسحابا جزئيا من غزة، تمهيدا لبدء مرحلة انتقالية تشرف عليها هيئة دولية تحمل اسم "مجلس السلام الخاص بغزة"، وطلب ترامب من الرئيس المصري الانضمام إلى هذا المجلس، واصفا إياه بأنه رجل قوي للغاية، وفي المقابل منحه السيسي  "قلادة النيل" أرفع وسام في مصر.

 

كان الأصل في السيسي وجميع حكام المسلمين أن يقفوا صفاً واحداً في وجه الأعداء، وأن تكون حلولهم السياسية لصالح المسلمين وحمايتهم، وليس في مصلحة ألد أعدائهم أمريكا وكيان يهود.

 

فالجميع يتابع ما يحدث في غزة والسودان من اعتداءات وحروب مفتعلة تحقيقا لأطماع أمريكا في المنطقة ونهب لخيراتها، وفي الوقت الذي تغلي فيه شعوب العالم مسلمين وغير مسلمين مما يحدث، نرى حكاما خانوا دينهم وأمتهم ووقفوا متفرجين على ما يحدث، وإن تحركوا فأقوالهم وأفعالهم كلها إرضاء للغرب الكافر وأطماعه.

 

وفي رده على ما يحدث في غزة، في كلمته التي ألقاها في الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة قال السيسي: "عملنا بكل قوتنا وبكل إخلاص عشان ندخل مساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، بس محدش يطلب مني إني أراهن بحياة المصريين وأن أدخل في صراع عشان أدخل مساعدات بالقوة"! في حين نشرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في أواخر الشهر الماضي تحديثاً لقاعدة بيانات الشركات المتورطة في أنشطة اقتصادية داخل المستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس، وقد ضمّ التحديث 158 شركة، من بينها ستّ شركات كبرى لها حضور تجاري واضح في السوق المصري، أهكذا يكون الرد على المعتدين؟!

 

 أما في السودان ويا حسرتاه على ما يحصل فيها من اقتتال مفتعل منذ منتصف نيسان/أبريل 2023م بين طرفين من أهل السودان أنفسهم، كلاهما تابعان لأمريكا، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتهدف من خلال هذه الحرب إلى تمزيق السودان إلى مزق يسهل من خلالها الاستيلاء على خيراتها الوفيرة، وقد أسفر القتال عن نزوح هائل داخليا وكذلك لجوء ما يقرب من 15 مليونا إلى الدول المجاورة، ما أسفر عن تعرضهم لانتشار العدوى بينهم بشكل هائل فكانت حصيلة هذا الصراع المفتعل عشرات الآلاف ممن فقدوا أرواحهم عدا عن الجرحى والمرضى.

 

ويكاد واقع المنطقتين يتشابه؛ شهداء وجرحى ومفقودون تحت الأنقاض، ومشردون لا مأوى لهم وإن وُجد فخيام لا تقي بردا ولا أمطارا، والمجاعة منتشرة وتزداد يوما بعد يوم؛ فالطعام شحيح، والمستشفيات لم يتبق منها إلا العدد القليل الذي يفتقد إلى إمكانية تقديم العلاج، فمعظمها تم تدمير أجزاء منها وتفتقد إلى مستلزمات العلاج والمعالجين... الخ

 

ونزيد على ذلك في السودان، البنية التحتية المنهارة بفعل الأمطار الموسمية، فانتشرت فيهم الأمراض العديدة وخاصة حمى الضنك، والأشنع من ذلك كله الاعتداءات على شرف النساء والفتيات ما جعل الكثيرين يفرون إلى مناطق الجوار ظنا منهم أن يلاقوا مأوى ورعاية، فما وجدوا إلا الإهانة وعدم الاهتمام.

 

فيا أمة الإسلام، يا أمة القرآن، ويا علماءها الحقيقيين: كثفوا من مناداتكم جيوش المسلمين أن غزة والسودان وسائر بلاد المسلمين أمانة في أعناقكم فلا تشيحوا بوجوهكم عنها وتنشغلوا بأموركم الشخصية، فهذه والله هي الأنانية البغيضة.

 

أليست الأمة الإسلامية كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا بحيث إذا مرض عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟! فكيف إذا أتلف الجسد وقُطّعت أوصاله؟! بالله عليكم أهذا وضعٌ يمكن السكوت عليه؟! ماذا تتوقعون أن يكون موقفكم يوم القيامة وبماذا ستجيبون ربكم حين يسألكم ماذا قدمتم لأهل غزة والسودان وغيرهما من البلاد والشعوب المستضعفة؟!

 

أيها المسلمون:

 

إن فيكم حزبا أخذ على عاتقه منذ أول يوم تأسس فيه أن يكون النذير العريان لكم، والذي يقف في أعلى القمة متسلحا بالوعي السياسي والفكري ويصيح بأعلى صوته أن هذا هو طريق النجاة، فهلمّ إلينا لنعمل معا لإعادة مجد الإسلام ونخلص أمتنا من حكم الكفر ومكائد الكافرين، فهو وعد من الله ولن يُخلف الله وعده، وعسى أن يكون قريبا بل يمكن أن يكون أقرب من طرفة عين، فالعالم كله على فوهة بركان تكاد أن تنفجر.

 

يا جيوش الأمة بعامة وجيش مصر بشكل خاص:

 

إن الدماء التي تراق في غزة والسودان، وكذلك أعراض نسائها وأشلاء رجالها أمانة في أعناقكم ستسألون عنها يوم القيامة: ماذا فعلتم لنصرة إخوانكم؟ تقدموا فالأمة معكم، والله ناصركم إن كنتم صادقين، ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.