Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
من دون الهدي الإسلامي، تبقى الأمة عرضةً للفساد الثقافي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

من دون الهدي الإسلامي، تبقى الأمة عرضةً للفساد الثقافي

 

 

الخبر:

 

سحبت فرقة البوب الماليزية "دولا" فيديو كليب أغنيتها "Question" بعد انتقادات شديدة من شخصيات دينية وتحذير من وزير الشؤون الدينية بأن الملابس قد تخالف الضوابط الإسلامية للفنانين. وأدانت الداعية أسماء هارون "الملابس الضيقة واللاصقة"، ووصفت الفيديو بأنه غير أخلاقي. وتعمل الوزارة على إعداد إرشادات جديدة لملابس الفنانات المسلمات، ما أثار مخاوف من تزايد القيود على الإبداع. وقامت شركة "يونيفرسال ميوزك ماليزيا" بحذف الفيديو احتراماً للحساسيات الثقافية والدينية. وقد رحبت الوزارة بالخطوة، فيما رأى بعض المعجبين أن مساحة الإبداع في ماليزيا تضيق، وشجعوا الفرقة على الاستمرار في الأداء دولياً. (إندبندنت)

 

التعليق:

 

إنّ خبر سحب فيديو فرقة دولا يكشف عن مشكلة أعمق في البلاد الإسلامية وهي غياب النظام الحامي للقيم الإسلامية من الغزو الثقافي. فبدون إطار إسلامي يضبط التأثيرات الأجنبية، تصبح البلاد الإسلامية عرضة لتيارات الموضة والترفيه والثقافة الشعبية القادمة من مجتمعات غير إسلامية، والتي غالباً ما تتعارض مع الأخلاق الإسلامية وتؤدي تدريجياً إلى تآكل الحياء والانضباط.

 

ومع تلاشي الحدود بين الرجال والنساء، تظهر نتائج خطيرة مثل الاختلاط المحرم، والتطبيع مع الملابس غير المحتشمة، وتسليع جسد المرأة، وغياب خلق الحياء. وينتج عن ذلك أزمات مجتمعية أوسع من مثل ازدياد التحرش والاغتصاب، وتفكك الأسر، والاستغلال داخل الصناعة الفنية، وضياع جيل ينشأ بلا موازين أخلاقية واضحة. فهذه ليست حوادث منفصلة، بل هي أعراض لمجتمع تُشكّله قيم غير منضبطة بشرع الله.

 

يجب أن يدرك المسلمون أن حماية الأخلاق والثقافة لا تتحقق بمجرد ردود الفعل الآنية، بل بتطبيق الإسلام تطبيقاً شاملاً في التعليم والإعلام والسياسات العامة والحياة الاجتماعية. فعندما تكون الشريعة هي المعيار، يمكن ضبط الثقافات الأجنبية، فنأخذ منها ما ينفع ونرفض ما يضر.

 

وبغير ذلك سيظل المسلمون مكشوفين أمام التيارات الثقافية المدمّرة، وسيبقى الجيل الناشئ معرضاً للضياع. ولا سبيل لحفظ الهوية والكرامة والمستقبل الأخلاقي للأمة إلا بالعودة إلى الإسلام منهجاً كاملاً للحياة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله أسوار

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.