- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن سلمان يعترف أن أمريكا طلبت من آل سعود استخدام الفكر الوهابي
الخبر:
نشر موقع الخليج أون لاين مقتطفاتٍ من حوار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع صحيفة واشنطن بوست على هامش زيارته للولايات المتحدة، فقد أقر ابن سلمان للواشنطن بوست أن التمويل السعودي للمدارس الدينية والمساجد، الذي أسهم بانتشار الفكر الوهابي، استُخدم ضمن الحرب الباردة بطلبٍ من حلفاء السعودية للوقوف ضد الاتحاد السوفيتي، واستخدام موارد المملكة ضمن هذه الحرب، وكشف ابن سلمان عن جهودٍ قام بها لإقناع رجال الدين في السعودية بأن الكثير من القيود التي فُرضت على الحياة الاجتماعية ليست من الدين الإسلامي.
التعليق
إن تاريخ حكام آل سعود حافلٌ بالجرائم العظام، وما أعلن عنه السفيه ابن سلمان ما هو إلا قطرةٌ في بحر خياناتهم ومؤامراتهم ضد الأمة الإسلامية وإزهاق الأنفس قرباناً لأسيادهم في الغرب المستعمر، فلا تكاد تجد مصيبةً تحل بالأمة إلا ولحكام آل سعود إصبعٌ فيها، ففي الأمس القريب تآمر حكام آل سعود مع الإنجليز في مؤامرةٍ خبيثة قصمت ظهر الأمة، وما زالت الأمة تعيش آثار تلك المؤامرة حتى يومنا هذا، حيث وقف حكام آل سعود مع الإنجليز ضد الدولة العثمانية فهدموها، فمُزقت الأمة شر ممزق وتفرقت تفرق قوم سبأ، وما أعلن عنه السفيه ابن سلمان مؤخراً من استغلال آل سعود للمدارس والمساجد حول العالم خدمةً لأمريكا ليس بالأمر العجيب، فقد قاموا بما هو أعظم وأخطر من ذلك ألا وهو الخروج على الخلافة العثمانية، أفلا يقومون من بعد بما هو أدنى من ذلك؟! وهل لدولةٍ شاركت في هدم صرح الإسلام ودولته أن تهتم بعد ذلك ببناء المساجد والمدارس إلا أن تكون لها أهداف سياسية قذرة؟!
إلا أن ما يؤلم حقاً هو قلة الوعي السياسي عند الكثير من أبناء الأمة أفراداً وشيوخاً وحركاتٍ إسلامية، فقام سفهاء آل سعود باستغلالهم خدمةً للغرب الكافر المستعمر وجعلوا منهم وقوداً لحروبهم القذرة، وسُفكت دماء الكثير من أبناء الأمة في حروبٍ لا ناقة لهم فيها ولا بعير، وكم حذر المخلصون الكثير من هذه الحركات وهؤلاء المشايخ من الارتماء في أحضان عملاء وأجراء الغرب والركون إليهم، لأن الركون إليهم مهلكة ما بعدها مهلكة، وأنهم سرعان ما سيلفظونهم لفظ النواة بعدما تنتهي صلاحيتهم ولا تعود لهم فائدة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد وضعوا أصابعهم في آذانهم ولم يصغوا لنصيحة الناصحين، وها هم أولياء أمورهم يكشفون عن وجوههم القبيحة ويعلنونها واضحةً دون مواربةٍ أنهم استغلوا مشايخهم وعلماءهم خدمةً لأمريكا رأس الكفر، وأنهم اليوم عازمون على القضاء على الفكر الوهابي، فقد ورد على لسان السفيه ابن سلمان قوله: "لن نضيع 30 سنةً من حياتنا بالتعامل مع أفكارٍ مدمرةٍ، سوف ندمرها اليوم وفوراً... سوف نقضي على التطرف في القريب العاجل".
وددت والله لو أرى وجوه مشايخ آل سعود الكالحة وهم يسمعون تصريحات ولي أمرهم السفيه ابن سلمان وهو يخاطب أسياده مفتخراً أن حكام آل سعود قد استخدموا مشايخهم وعلماءهم للوقوف في وجه تمدد الاتحاد السوفيتي، هلا تذكر وقتها أشباه العلماء الفتاوى التي أصدروها تملقاً وتزلفاً لآل سعود مقابل عرضٍ من الدنيا حقير؟ هلا تذكر مشايخ آل سعود النصوص التي أولوها ولوَوْا أعناقها لتتناسب مع أهواء حكام آل سعود، وجعلوا منهم ولاة أمر يستحقون السمع والطاعة وما هم إلا مرتزقة وحفنة من العملاء جاء بهم الكافر المستعمر ليسوموا الأمة سوء العذاب وليحولوا دون عودة الإسلام إلى واقع الحياة؟ هلا تذكر هؤلاء المنافقون كيف ساهموا في تمزيق الأمة عندما وصفوا هذا بأنه أشعري ضال وهذا من المرجئة وذاك رافضي وأنهم هم الفرقة الناجية دون سواهم، فحققوا للغرب الكافر مراده؟ فهل يرعوي هؤلاء المشايخ بعد كل هذا ويتوبون إلى الله أم أنهم سيواصلون طريق التزلف والنفاق؟
نسأل الله أن يمن على المسلمين بعلماء ربانيين كالعز بن عبد السلام، يقفون في وجه الطغاة، يقولون الحق ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يخشون في الله لومة لائم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام