Logo
طباعة
الفائزون والخاسرون في انتخابات آب/أغسطس هم عملاء لنظام ديمقراطي فاشل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفائزون والخاسرون في انتخابات آب/أغسطس هم عملاء لنظام ديمقراطي فاشل

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قبل أيام قليلة فقط من انتخابات 9 آب/أغسطس، حث بعض قادة المسلمين وعلماء الحكومة في البلاد المسلمين على تقييم المرشحين المتنافسين على مقاعد مختلفة وفحصهم لاتخاذ قرارات مستنيرة. لقد كان تحريف معنى الآيات وإساءة تطبيق المبادئ الفقهية مثل "أهون الشرين" هو العرف السائد لدى هؤلاء العلماء لحث المسلمين على الانخراط الكامل في الانتخابات.

 

التعليق:

 

إن حكم الإسلام في المشاركة في الأحزاب الديمقراطية يفرض علينا تفكيك معنى الانتخابات الديمقراطية، وهذا يستلزم النظر في الموضوع (تحقيق المناط) أي ما هو الانتخاب وجوهر الديمقراطية كنظام حكم. يدور الانتخاب حول التمثيل حيث ينتخب المرء ويفوض شخصاً ما للقيام بعمل نيابة عنه / عنها. وما يجعل الانتخابات شرعية أو غير شرعية ليس الانتخابات نفسها ولكن ما يرتبط بها.

 

تأتي الديمقراطية من كلمتين يونانيتين "ديموس" و"كراتوس" وتعني حكم الشعب. وهذا يعني أن للناس سلطة مطلقة وعلوية (سيادة) لتشريع القواعد التي تعتبر أعلى من شريعة الله سبحانه وتعالى. تأخذ الديمقراطية أسلوب الانتخابات كل 5 أو 4 سنوات للشعب لانتخاب ممثليهم لسن القوانين نيابة عنهم. لذلك، في الديمقراطية البرلمان أو مجلس الشيوخ أو النواب أو الكونجرس كلها مؤسسات لصنع القوانين... فالانتخابات في الديمقراطية في النهاية مرتبطة بتشريع قوانين تتعارض تماماً مع الإسلام.

 

في الإسلام حق التشريع لله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى هو الحاكم المطلق وهو المشرع ومن ثم فإن أي قانون يضعه الإنسان يعد باطلاً حتى لو كان يتوافق مع حكم الله. الحقيقة هي أن فعل سن القوانين يعود إلى غير الله سبحانه وتعالى، إلى الإنسان. لقد جعل الإسلام اتباع شريعة الله واجباً. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْت﴾.

 

يدور الانتخاب حول التمثيل حيث ينتخب المرء ويفوض شخصاً ما للقيام بعمل نيابة عنه / عنها. هذه هي حقيقة الانتخابات، لذا فإن ما يجعل الانتخابات غير شرعية أو قانونية ليس الانتخابات نفسها، بل الفعل المرتبط بها. بشكل قاطع، الانتخابات الديمقراطية تنتهك الشريعة الإسلامية، وبالتالي يحرم على المسلمين القيام بحملات ودعم الأحزاب الديمقراطية والمشاركة في انتخاباتها. من الواضح تماماً أن إجراء انتخابات ديمقراطية دائمة هي محاولة لنظام فاشل في إثارة العواطف على التغييرات لإنعاشها وخداع الناس. الفائزون والخاسرون في هذه الانتخابات هم عملاء للرأسماليين الذين يتمثل دورهم الأساسي في التغطية السرية على مظاهر الديمقراطية التي أغرقت كينيا وأفريقيا عموماً في أزمات وصراعات دائمة.

 

للأسف، فإن العلماء التابعين للحكومة الذين قام بعضهم حتى بحملات من أجل السياسيين يسيئون عمدا تطبيق مبدأ الشرع ويبعدون المسلمين عن الالتزام بقواعد الشريعة والعمل من أجل التغيير الحقيقي، أي الدعوة إلى الإسلام ليحكم العالم في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. إن السبب الجذري للمآسي التي تواجه كينيا ليس من يحكمنا، بل بماذا يحكمنا. وطالما أن البلاد يحكمها قانون من صنع الإنسان في ظل الديمقراطية، بدلاً من الشريعة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في ظل الخلافة، فلن نرى تغييراً حقيقياً.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

آخر تعديل علىالجمعة, 05 آب/أغسطس 2022

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.