السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق المستضعفون من الرجال والنساء والولدان يدفعون ثمن استهتار المجتمع الدولي تجاه مالي

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


ذكرت قناة سكاي نيوز يوم الثلاثاء 22 يناير 2013 في خبر بعنوان "الوضع الإنساني بمالي مقلق" وورد في الخبر "قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوضع الإنساني في مالي مثير للقلق، وأن المنظمة تقوم بتوفير المساعدة للمتضررين كما تراقب الانتهاكات لحقوق الإنسان" وفقا للرئيس الإقليمي للصليب الأحمر نيكولاس مارتي.

 

 

التعليق:


تشهد مالي وهي من أفقر بلاد العالم هجمة شرسة بتغطية أممية تقودها فرنسا الدولة الاستعمارية المتشدقة بحماية الحريات ونشر الحضارة والرقي، بينما هي في الحقيقة دولة رأسمالية لا غنى لها عن الاستعمار ومص دماء الشعوب أياً كان وضعهم. فرنسا لم تأبه لكون مالي من أكثر دول العالم تأخراُ في مؤشرات النمو إذ تعاني من عدم توظيف الموارد وفساد الحكومات واستغلال فرنسا وهيمنة اقتصاد المديونية الذي أفقر بلاد المسلمين. ومالي جزء من دول الساحل الأفريقي التي أصدرت فيها الأمم المتحدة نشرة خاصة بتاريخ 19 يناير 2013 حيث أكد التقرير على أنه وبالرغم من جودة الحصاد في عام 2012 يعاني أكثر من 10.3 مليون نسمة في منطقة الساحل من انعدام الأمن الغذائي كما حذر التقرير من تعرض خمسة ملايين امرأة حامل وطفل تحت سن الخامسة لسوء التغذية في عام 2013.


وبغض النظر عن مغامرات فرنسا في المنطقة فقد وجدت المرأة في مالي نفسها محاصرة بين الفقر وضيق ذات اليد وعدم الأمان إضافة لما أشارت إليه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من تقارير عن وقوع انتهاكات جسيمة وحالات اغتصاب. وتوقعت الأمم المتحدة أن يكون مصير 700 ألف ماليٍّ النزوح إلى أماكن بعيدة عن المعارك، أو اللجوء إلى دول مجاورة بحثا عن الأمن والأمان. وبالفعل تزداد يومياً أعداد النازحين لمخيمات اللاجئين في موريتانا وغيرها من دول الجوار لدرجة أصبحت تشكل عبئاً حقيقيا وكارثة إنسانية متفاقمة.


جدير بالذكر أن هذه الهجمة الفرنسية البغيضة لم تأت من فراغ، بل سبقتها حملة تهيئة إعلامية أخذت فيها قضية المرأة مركز الصدارة بغرض التشهير بالإسلاميين وادعى الإعلام الغربي أن الإسلاميين وراء التضييق على النساء وإرغامهن على الالتزام بالأحكام الشرعية، كما وأنهم وراء هدم الأضرحة وأماكن العبادة ومنع الغناء والطرب. ها هي فرنسا بلد فولتير والتنوير تدك البيوت على أهلها وتشرد النساء في الصحراء القاحلة لا يجدن حتى ظل شجرة يحميهن من لظى الشمس. أي حرية هذه التي تتحدث عنها فرنسا بينما ماضيها الأسود يداعب خيالها السادي الاستعماري؟! فرنسا التي ادعت التخلي عن مستعمراتها في أوائل الستينات وبالرغم من ذلك تدخلت عسكرياً في 19 حالة في أفريقيا بين 1962 و 1995 متذرعة بحماية الأنظمة العميلة لها وحماية مصالحها ومستندة في ذلك لاتفاقيات الدفاع المشتركة بينها وبين العديد من الدول الأفريقية. عادة ما كان الأمر يتم في جنح الظلام تذهب ليلاً مثل اللصوص وتعيد تثبيت عميلها ومن ثم تعود ولكن مالي حالة خاصة وقد ألزمت نفسها بالبقاء حتى تسيطر سيطرة كاملة. هدفها في ذلك العداء للإسلام وأهله الذي شكل نظرتها للعالم الإسلامي ومواقفها تجاه المسلمين منذ الحروب الصليبية مروراً بسايكس - بيكو والوحشية التي قمعت بها ثورة الجزائر ووصولاً لحظر الحجاب والتضييق على الجالية المسلمة في فرنسا.


تعتمد مالي اليوم على المعونات وتعيش الويلات تحت هيمنة النظام الرأسمالي الجائر بينما كانت منارة في العلم والتجارة ورمز للرخاء في الماضي، ذكر موقع "سيليبرتي نت وورث" أن الملك (منسى موسى الأول) والمتوفى عام 1337هو أغنى رجل في تاريخ البشرية واشتهر بعد رحلته إلى الحج عام 1324، التي ضمت بحسب بعض المصادر 60 ألف شخص، من بينهم 12 ألفا يحملون أطنانا من الذهب، وأغدق الذهب على كل المناطق التي مر بها؛ ومن بينها القاهرة والمدينة المنورة، مما خفض سعر الذهب لفترة طويلة. (ذكره ابن خلدون، وابن بطوطة، والعمري).


فأين الأمة الإسلامية من نصرة هذا الشعب المستضعف الذي يعاني الأمرّين: إعراض الإخوة وظلم الأعداء. إن أمتنا من مالي في غرب أفريقيا حتى إندونيسيا في شرق آسيا تنتظر مخلصها من هذا الضنك فهل من مجيب؟


يقول الله تعالى ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّ‌جَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا أَخْرِ‌جْنَا مِنْ هَـٰذِهِ الْقَرْ‌يَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرً‌ا))

 

 


كتبته: أم يحيى محمد

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع