الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أين النظام السوداني من واجبه تجاه الصحة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


أوردت صحيفة الانتباهة يوم 12/03/2013 خبراً بوجود تلوث بغرفة عمليات مستشفى الأنف والأذن والحنجرة أدى لتأثر أكثر من 20 طفلاً بتآكل السلسلة الفقرية وتسمم الدم وتصلب الرقبة، كما أوردت صحيفة المجهر السياسي في 10 مارس 2013 أن وزارة الصحة ولاية الخرطوم حددت الأخطاء الطبية بالمستشفيات الحكومية والخاصة بنسبة 5.5% حيث أظهرت آخر إحصائية رصد 495 خطأ طبياً بينما بلغت الحالات المبلغ عنها في المؤسسات العلاجية الخاصة 4 حالات، ووضعت جراحة النساء والتوليد بأنها أكثر التخصصات وقوعاً في الخطأ الطبي بنسبة 20% ووصف وزير الصحة (مأمون حميده) في سمنار الأخطاء الطبية (أن الذين يتحدثون عن تطبيب بدون أخطاء بالموهومين لوجود الخطأ الطبي في جميع دول العالم)!!


التعليق:


إن مشكلة الأخطاء الطبية ناتجة عن أسباب أهمها:


أولا: تدني مستويات التعليم بسبب سياسات التعليم العالي وفتح جامعات بلا بنيات أساسية وسياسة القبول الخاص الذي يضيف درجات لطالب الشهادة السودانية في القبول الخاص مقابل ما يدفعه من مصاريف دراسية، لذلك فبالرغم من أن الطالب غير مؤهل أكاديمياً لدراسة الطب إلا أن أمواله التي يدفعها تجعله مؤهلاً.


ثانياً: فقدان الكوادر المؤهلة بسبب الهجرة إلى الخارج حسب ما جاء في تقرير وزارة العمل عن الهجرة في العام الماضي والتي بلغت 75.631 مهاجراً من المجال الصحي والتعليمي، وبلغ عدد المهاجرين من الكوادر الصحية 5028 طبيباً خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى الاستقالات المتواصلة للكوادر الطبية لسوء بيئة العمل وتدني المرتبات.


إن الرعاية الصحية هي مسؤولية الدولة مباشرة وهي من الحاجات الأساسية للرعية وقد فهم خلفاء الدولة الإسلامية على مدى التاريخ الإسلامي هذا الأمر، إذ فهموا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِه، مُعَافى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا» أن الصحة حاجة أساسية كما القوت والأمن.


ثم إن إزالة الضرر واجب، وعدم توفر الرعاية الصحية للرعية ضرر تتحمل الدولة مسؤولية ما يحدث في المجال الطبي من أخطاء وتدنٍّ في الأداء والتي هي نتاج السياسات العامة للدولة التي لا تقوم برعاية الشئون. والرعاية الصحية حاجه ضرورية وغيابها يهدد حياة الناس.


ويكمن الحل في إيجاد حشد من الأطباء المختصين والكادر الصحي المؤهل علمياً وعملياً لابتكار الأساليب والوسائل اللازمة للرعاية الصحية ولن يكون ذلك إلا في ظل دولة الخلافة التي كان في عهدها يدخل المريض المستشفى فيفحصه الطبيب ويعلم أنه غير مريض فيعطيه كيساً من نقود بعد أن علم حاجته. كما أن العلاج كان مجاناً للفقراء والأغنياء على حد سواء وللمسلمين وغير المسلمين لا فرق بينهم في هذا الحق، بل كانوا يمنحون لدى خروجهم من البيمارستان (المستشفيات) ثياباً ونقوداً تكفيهم للعيش دونما اضطرار للعمل لمدة أسبوعين هي فترة النقاهة (وكان يعرف شفاء المريض بأن يأكل فروجاً ورغيفاً كما ذكر المقريزي).


أما النظام الإداري لهذه المستشفيات فقد كان في قمة الدقة والسلاسة مما يدل على ارتفاع هذه الأمة وعلو مكانتها، فقد كان لكل بيمارستان رئيس يطلق عليه ساعور البيمارستان، ولكل قسم رئيس، فهناك رئيس للجراحين ورئيس للكحالين ورئيس للأمراض الباطنية ورئيس للتمريض، وألحقت بكل مستشفى صيدلية لها رئيس يسمى المهتار يساعده غلمان يطلق على كل واحد منهم شراب دار، وكان لكل بيمارستان ناظر يشرف على الإدارة، ومن الوظائف المهمة رئيس الأطباء يرأس مجموعة أطباء ويأذن لهم بالتطبيب ويحدد لهم مواعيد يتناوبون العمل، وبكل بيمارستان مكتبة فاقت سعة بعض المكتبات الأربعة آلاف كتاب وكانت بمثابة كلية لتدريس الطب. وسيكون في ظل دولة الخلافة العائدة قريباً إن شاء الله.

 

 


أم أواب غادة عبد الجبار / ولاية السودان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع