Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يجب أن تعود الخلافة بأي ثمن

 

يكفي ما يزيد عن مائة عام بدون خلافة، بعد خيانة الحسين بن علي وعائلته من بعده وخيانة مصطفى كمال والكماليين من بعده. اختفى شرع الله من الحياة السياسية تماما، وحل محله شرع البشر وشرع المستعمرين وشريعة الكفر والطاغوت.

 

أكثر من مائة عام والمسلمون ممزقون في ما يزيد عن خمسين كياناً، كلها إما تابع أو متواطئ مع دول الكفر والاستعمار أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى كيان يهود.

 

عقود طويلة، والمسجد الأقصى يئن ويستصرخ الجيوش والضباط دون أن يتحرك لهم ساكن، ودون أن ينصروا شيخا أو امرأة أو طفلا في فلسطين. عشر سنين والشام تترك لبطش النظام النصيري والروس وإيران وبمعونة أردوغان ولم يتحرك جيش في المنطقة لنصرة أهلنا في الشام من البطش والقتل الممنهج وبراميل الموت. زهاء عقدين من الزمان والعراق وأهله يذوقون الأمرين بعد الاحتلال الأمريكي والظلم والقتل وسفك الدم الحرام والجور الطائفي فيه. ليبيا واليمن ومن قبل الصومال والبوسنة وكشمير واللائحة تطول وتطول مع كل يوم تغيب فيه شمس الخلافة عن الوجود وحكم الله عن التطبيق.

 

لا بد من رجوع الخلافة بأي ثمن كان، وبأي تضحية ممكنة، فالحقيقة واضحة جلية تبصرها عين الرأس والقلب. فكل الكيانات في البلاد الإسلامية هي كيانات قطرية أنشأها المستعمرون وأعوانهم بعد هدم الخلافة، تماما كما أنشأوا كيان يهود في فلسطين. فهذه الكيانات عدوة لله ورسوله ودينه وأمته، وقد أوجدت لترسيخ الفرقة والشقاق بيننا ولترسيخ الولاء لدول الاستعمار التي أنشأتها، هذه حقيقة لا جدال فيها. هذا حال الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية الآن.

 

ولذلك فإن من العبث محاولة إصلاح أنظمة أسست لتفرقنا وتشرذمنا وتظلمنا وتركّعنا لعدونا ولتبعدنا عن ديننا ونهجنا القويم. بل إن الحل الوحيد مع هذه الأنظمة هو استبدال نظام الخلافة بها جميعا.

 

لا بد من كل الفئات في شعوبنا المسلمة: من ضباط وعسكر وشرطة وأمن وعلماء ومشايخ وتجار ومفكرين وأدباء وشعراء وأطباء ومهندسين وأساتذة وحرفيين وعامة الناس، لا بد للجميع أن يفهموا أن هذه الأنظمة هي أس بلائنا، ولا بد للجميع أن يتصرفوا على هذا الأساس. فهذه الأنظمة عدوة لله ورسوله ولنا نحن المسلمين، وإن ولاءها للغرب المستعمر.

 

لا بد من عودة الخلافة من جديد بأي ثمن كان، يجب أن تجتمع الطاقات وتتوحد على هدف مركز ودقيق وهو إعادة الخلافة للوجود والخلاص من أنظمة سايكس بيكو. ويكون ذلك بنصرة العسكريين العمل الذي يقوده حزب التحرير لإقامة الخلافة ولنصرة غير العسكريين من باقي الشرائح في الشعوب فكرة رجوع الخلافة وبث الوعي على فكرة الخلافة كل حسب موقعه ومنصبه وقدرته وإمكانياته، ولا بد من التفاني في ذلك.

 

لا بد من التضحية ولا بد أن تكون هناك أثمان ندفعها كأمة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. فلا يمكن تحقيق هذا الهدف النبيل دون أثمان وتضحيات. يجب على الجميع أن يعوا أمراً مهما جدا الآن: يجب أن تعود الخلافة بأي ثمن كان. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.