- الموافق
- 3 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
2016-07-12م
صحيفة التيار: المستقبل للإسلام ودولته بعد انهيار الشيوعية كدولة والسقوط الأخلاقي والسياسي للرأسمالية
العلم الأسود هو راية النبي عليه الصلاة والسلام التي اسمها (العقاب) وليست راية سايكس بيكو
هذا حوار نشرته صحيفة التيار العدد (1597) يوم الثلاثاء السابع من شوال 1437هـ، الموافق 12 تموز/ يوليو 2016م
مع الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، إبراهيم عثمان أبو خليل، في الصفحة الخامسة، كما يلي:
- · في البدء حدثنا عن فكرة الخلافة التي ناديتم بها ردحاً من الزمان ولم تجد القبول والأنصار هنا في السودان مقارنة مع الدول الأخرى؟
نحن نرى أن الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين في الأرض لإقامة حكم الله وحمل الإسلام للناس بالدعوة والجهاد لإخراج الناس من الظلمات إلى النور. والخلافة حكم شرعي كأحكام الصلاة والصوم، وواجب إقامتها على كل مسلم، ومن ذلك قوله تعالى: "فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ"، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)، والبيعة لا تكون إلا لخليفة المسلمين، ويقول أيضاً: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ)، ويؤكد النبي عليه الصلاة والسلام على وحدة الخلافة ويشدد فيقول: (إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا)، ولعل من أوضح وأقوى الشواهد تأخير الصحابة دفن النبي صلى الله عليه وسلم ليلتين بسبب تشاورهم في من يكون الخليفة بعده.
أما قولك إن فكرة الخلافة لم تجد القبول والأنصار هنا في السودان، فهذا الكلام مجاف للحقيقة، فأعمال الحزب الضخمة التي جعلت بعض السياسيين يصرخون أن حزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي يمثل الأمة في الساحة السودانية، بل جماهير الناس التي تشارك في أعمال الحزب مثل المؤتمر الاقتصادي الذي شهده الآف الناس والمسيرات التي توجهت للقيادة العامة، وكذلك التي طافت الخرطوم رافضة فصل الجنوب، فضلا عن أن الحزب تقريباً يعمل في أغلبية مدن السودان بحضوره الكثيف في العاصمة وأطرافها، وتقريباً في كل اتجاهات السودان، لكن التعتيم الإعلامي الذي يواجهه الحزب من وسائل الإعلام، والتكتم على أعماله هو الذي يخفي أعمال الحزب وقوته الحقيقية، افتحوا لنا الإعلام وانظروا هل للخلافة أنصار أم لا؟!
• البعض يرى أن فكرة الخلافة ماضوية بينهم رئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي ولا وجود لها في العصر الحديث ماذا تقول في ذلك؟
كما أسلفت الذكر فإن الخلافة حكم شرعي متعلق بالنظرة السياسية للإسلام في رعاية شؤون الناس، ولو افترضنا أن الحكم الشرعي فيه ماضوي وحديث بنفس المفهوم ستكون الصلاة نفسها ماضوية ولا تصلح لهذا العصر، وهذا الكلام لا يقوله إلا جاهل بالأحكام الشرعية، أو مضبوع بالثقافة الأجنبية أو صاحب غرض وهوى!
• عندما تتحدثون عن الخلافة، البعض يذهب إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش، ما الفرق بين خلافة داعش وخلافة حزب التحرير؟
الخلافة ليست لحزب التحرير وإن كان حزب التحرير يفتخر بأنه الرائد للدعوة إليها، وحشد طاقات الأمة لإقامتها من جديد، بعد أن أزال الكفار المستعمرون الدولة الإسلامية عام ١٩٢٤هـ، فالخلافة هي الكيان السياسي الجامع للمسلمين في الأرض، الذي يمثل المسلمين ويطبق فيهم شرع الله، ويرعى شؤونهم بالإسلام، والخلافة لا يقيمها حزب أو تنظيم بمبايعة أميره أو قائده، فلو كان الأمر كذلك لأقام حزب التحرير الخلافة منذ عشرات السنين، ولكن الخلافة تقيمها الأمة بمبايعة أهل الحل والعقد فيها، وهم ممثلو الأمة الإسلامية، لرجل من المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله ليكون خليفة للمسلمين، ليطبق شرع الله ويوحد الأمة ويقودها بالإسلام ولا شيء غيره، ومن لم يسلك هذا المسلك لا تكون له دولة ولا تكون خلافته إلا لغوا لا قيمة لها، بغض النظر سواء أكان تنظيما مسلحا أو غيره.
• حدثنا عن مستقبل الإسلام السياسي في السودان والعالم؟
في الحقيقة المستقبل للإسلام ودولته خاصة بعد انهيار الشيوعية كدولة ومبدأ، وبعد السقوط الأخلاقي والسياسي للمبدأ الراسمالي، وعجزه عن تقديم المعالجات والحلول للمشاكل البشرية بل ملأ الأرض حروبا وفقرا وأمراضا، فالإسلام بمنظومته السياسية والتشريعية قادر على قيادة العالم وتخليص البشرية من الرأسمالية التي مصت دماء الناس لأجل أن تزداد ثروة الأغنياء.. وهذه الحرب الفكرية والعسكرية المسعورة التي يقوم بها الغرب ضد الإسلام وأهله خير دليل لتوجس الغرب من قيام دولة في بلاد الإسلام تطبقه، يقول أوباما في مؤتمر واشنطن لمكافحة ما يسمى بالتطرف في شباط/فبراير ٢٠١٥م (نحن هنا اليوم لأننا نواجه تحديا محددا وهو الإرهاب ولا نعني فقط قتل الأشخاص ولكن الأيديولوجيا)، ونشر معهد بروكنجز الأمريكي دراسة سماها إشراك العالم الإسلامي استراتيجية تواصل للفوز بحرب الأفكار، وتصريحات لافروف وزير الخارجية الروسي عن عدم السماح بقيام خلافة إسلامية. وهذا يؤكد حقيقة الحرب التي يواجهها الإسلام والمسلمون.
أما في السودان فقد جرب العالم أهل السودان وخبر مدى حبهم للإسلام ولولا الخدعة القاتلة التي تلقاها إنسان السودان من نظام الإنقاذ الذي جاء بشعار الإسلام وانحرف عن تطبيقه لكانت الخلافة في السودان أسرع، فالإنقاذ شوهت الإسلام، ولعدم امتلاكها لرؤية ممنهجة واضحة للإسلام كنظام له أحكام واضحة في السياسة والاقتصاد والاجتماع، نظام حدد العلاقات البشرية وأوجد معالجات للمشاكل ومنع الفساد وحارب الفاسدين، إلا أن الإنقاذ لم تراع كل ذلك، فانحرفت عن شعاراتها وطبقت النظام الرأسمالي، ولو قدم الإسلام بصدق وإخلاص لإنسان السودان لضحى بالغالي والنفيس لنصرته وتأييده وفي التاريخ شواهد تكاد لا تحصى! باختصار المستقبل للإسلام!
• مؤخرا قررت حركة النهضة التونسية فصل الدين عن الدولة في مؤتمرها الأخير، والأمر الذي أثار الجدل، ماذا تقول في ذلك؟
• هل قنع الغنوشي بالتقاطعات بين الدين والدولة أم إنه خضع لضغوطات خارجية أو داخلية؟
بلا شك الحركات الإسلامية تواجه ضغوطات عالمية لترك الإسلام كفكرة سياسية، وما هذه الحرب التي سماها الغرب تارة بالتطرف وتارة بالإرهاب إلا خير دليل وشاهد، ولكن الأصل أن تكون الحركات والأحزاب القائمة في بلاد المسلمين مبدئية لا تتنازل ولا تداهن، وإننا في حزب التحرير ماضون في قضيتنا لا تهمنا هذه الضغوط ولن تثنينا عن تحقيق الغاية التي نذرنا أنفسنا لأجلها.
• حدثنا برؤيتك حول العلاقة بين الشيعة والسنة؟
في الحقيقة أمة الإسلام هي أمة واحدة ظلت منذ عهد الإسلام الأول تدين لرب واحد ودين واحد وتتجه لقبلة واحدة والقرآن كتابها ومحمد عليه الصلاة والسلام نبيها، بل أجاز الإسلام الاختلاف في الاجتهاد والفهم إذا كان منضبطا بأسس الاجتهاد الشرعي وضوابطه، لذلك وجود مدارس فقهية تختلف في الاجتهاد هو حالة صحية تحمد وتحسب للإسلام، ولكن بسبب غياب دولة للإسلام تنظم حياة المسلمين وتضبط المخالفات، وبسبب تدخل الكفار المستعمرين في شؤون المسلمين بقاعدة فرق تسد، كان من الطبيعي أن تتسع الفرقة ويحدث الذي نراه من تحزبات وعصبيات على غير أساس الإسلام، وهذه نتيجة طبيعية لغياب الإسلام، ولو أقيم الإسلام اليوم، وتم انتزاع نفوذ الكفر، لعادت الأمة بإذن الله كما كانت موحدة قوية، ومن ناحية أخرى هل انقسام المسلمين مذهبياً إلى سنة وشيعة أمر جديد، أم هو قديم، إذاً من الذي يحركه الآن، ومن مصلحة من هذا التفرق والتشرذم؟
• استفتاء بريطانيا هل هو بداية لتصدع القارة الأوروبية؟
لو كانت للمسلمين دولة لاحتفلت بهذا الحدث، ولن تتناوله كما تناوله الإعلام القائم في بلاد المسلمين بالحسرة والألم، لأن هذا الأمر أجلى ووضح حقيقتين، أولا أن توحد الأعداء بلا شك سهم يصيب الأمة في مقتل، والأمر الثاني أسقط مفهوم أن اتحاد الدول يمكن أن يصنع دولة قوية كما تروج لذلك بعض الحركات، فالوحدة لا بد أن تكون وحدة سياسية بقيادة واحدة تتحكم في القرار والقيادة، هذا الذي يمنع من التصدع الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية وما شابههما!
• كيف ترون إسلاميي تركيا؟
النظام التركي الذي يقوده أردوغان هو الذي عرف بنفسه أنه نظام علماني، فصل الدين عن الدولة، والإسلام يحرم فصل الدين عن الدولة بدليل قول الله "فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه" وقوله تعالى "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون" ونحن نعمل لإقامة الخلافة الذي تعتبر فيه السياسة جزءاً لا يتجزأ من الإسلام بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر...)، ثم إن علمانيي تركيا هؤلاء يكفيهم عاراً تطبيعهم مع كيان يهود!
• البعض يرى أن تركيا لم ولن تخرج من تيارات العلمانية التي ترى في الكثير من المؤشرات السياسية والعلاقات الدولية؟
في الحقيقة، وحتى لا يضلل الناس، العلمانية لا تعني محاربة الدين، بل تعني فصل الدين عن الدولة، وبطبيعة الحال الإسلام ليس مطبقا لا في تركيا ولا في غيرها، فكل الحكومات القائمة في بلاد المسلمين ومنها تركيا هي حكومات علمانية تفصل الدين عن الدولة أي لا تطبق الإسلام، إذن أردوغان وحزبه لم يغير النظام العلماني الذي أقامه المجرم مصطفى كمال، وإنما أعطى المسلمين بعض الحريات بعد أن منعت منهم، وكثير من دول الغرب الكافر تعطي المسلمين هذه الحريات، فما زالت العلمانية تتحكم في تركيا.
• تحدثتم عن ضرورة وقف القروض الربوية هنا في السودان وجاهرتم بمعارضتكم لها بماذا تفسرون ذلك؟
• هل البرلمان الحالي بالسودان أنتم راضون عن التشريعات التي يصدرها؟
أولا الربا من المحرمات التي يعلمها جميع المسلمين ويعلمون حكمها وعقابها الشديد الذي جعله الله بمثابة الحرب على الله تعالى ولم يقل الله تعالى ذلك في غير الربا من المحرمات، إذن نحن اتخذنا الموقف الشرعي وبينا خطورة هذا الجرم وأثره على حياة الناس، والآن الناس تدفع ثمن هذا التحدي لله بأخذ هذه القروض الربوية فقرا ومرضا ومشقة وضيقا في العيش وفسادا...الخ إذن برلمان يتحدى ويعلن الحرب على الله ماذا يرتجى منه؟
• هل تؤيدون تشكيل حكومة انتقالية هنا بالسودان؟
أزمة الحكم في السودان هي أزمة فكرية سياسية ناتجة عن عدم وجود فكرة سياسية صحيحة يقوم عليها نظام الحكم في السودان منذ هدم الدولة الإسلامية الخلافة عام ١٩٢٤م، ومن ثم دخول المستعمر بلاد الإسلام وإلى اليوم، بعد خروج الاستعمار كان السودان يدار بالقانون الإنجليزي، وجاءت حكومات فعدلت هذا القانون وأضافت وحذفت وما زال النظام لم يتغير، وحتى مجيء الإنقاذ ووضعها لدستور ١٩٩٨م، الذي وضع بعد عشر سنوات من انقلاب ٨٩، ولم تغير الفكرة السياسية، وجاء دستور ٢٠٠٥م الذي كان برعاية أمريكية كاملة بعد اتفاقية نيفاشا التي فصلت الجنوب، إذن الأزمة أزمة فكرية سياسية بامتياز، فلن تعالج الحكومة الانتقالية أزمات البلد لأنها ستظل الأزمة موجودة، والقضية في النظام وليس الأشخاص، ونحن في حزب التحرير قدمنا للأمة أفكارا للحكم والسياسة ونحوها، جمعناها في دستور يحوي أكثر من ١٩٠ مادة كلها مأخوذة من الإسلام باستنباط صحيح من الأدلة الشرعية المعتبرة لتعالج مشكلة الحكم في السودان وفي غيره، وبالرغم من أن لدينا رجال دولة قادرين على تنفيذ هذه الأفكار إلا أننا نعرضها للأمة لتتبناها ولتكون في سدة الحكم.
• الازمة السياسية الراهنة في السودان هل لديكم أطر لحلها؟
نعم. كما قلت أعلاه إن الأزمة هي أزمة سياسية فكرية نتجت عن سقوط دولة الإسلام وتحكم الكافر المستعمر في شؤون المسلمين بواسطة عملائه من السياسيين والعسكريين، والذي فرض نظامه وثقافته على المسلمين التي ينفذها حكام المسلمين، ونحن لدينا نظام مؤصل مفصل ودستور كامل يحوي السياسة الخارجية والداخلية وأحكام الاقتصاد والاجتماع والتعليم..الخ، هذا المنهج الذي نتبناه نثق في قدرته على معالجة الأزمة وقد عرضناه على كل الأحزاب والسياسيين حكومة ومعارضة، ليكون موضع التطبيق والتنفيذ!
• لماذا لم تشاركوا في الحوار الوطني؟
لقد بينا مرارا أن الحوار الوطني، هو رؤية أمريكية بامتياز، الذي سطرته في ورقة معهد السلام الأمريكي موجز سلام رقم 155 في آب/أغسطس ٢٠١٣م قبل خطاب الوثبة، الذي دعا الحكومة والمعارضة لما يسمى بالحوار الوطني، وقد قعَّد لهذا الحوار كبير المستشارين بمعهد السلام الأمريكي برنستون ليمان، وذلك لتضمن أمريكا تأسيس نظام علماني يحارب كل مظاهر الإسلام، ويمزق ما تبقى من السودان. ولقد زار ليمان لجان الحوار، وكذلك اليوم أمريكا تشرف على الحوار وتعمل جاهدة بالضغط على المعارضة عبر مبعوثها بوث لتوقع على خارطة الطريق ومن ثم تجلس في الحوار، لذلك كان موقفنا من الحوار موقفا مبدئيا.
• بماذا تفسرون حالة الاحتقان السياسي الراهن بالبلاد والأزمات الاقتصادية؟
غياب الفكرة السياسية الصحيحة التي تقدم المعالجات والحلول الناجعة هو أس الداء، وفقدان السياسيين حكومة ومعارضة لرؤية منهجية واضحة يفسر هذا الأمر لذلك كل الوسط السياسي حكومة ومعارضة رهن البلاد للتدخلات الأجنبية يتوسلون بها الدعم السياسي والفكري، لعلاج مشاكل السودان، لذلك تلاحظ التدخل العجيب الغريب للدول الاستعمارية في السودان بخرائط طرق ومبعوثين بل يقومون برعاية شؤون الناس كما رأينا القائم بالأعمال الأمريكي يتفقد الأسر الفقيرة ويقدم لها الدعم في صورة الثعلب في ثياب الواعظين، وهذا كله يشير إلى الفراغ الفكري والسياسي الذي سقطت فيه الحكومة والمعارضة.
• نشرت بعض الصحف أن حزب التحرير بالسودان يموله الحزب من خارج السودان ماذا تقولون في ذلك؟
لم نقرأ هذه الصحف التي اتهمت حزب التحرير بغير بينة، حزب التحرير يمول أعماله من التزامات واشتراكات أعضائه، وهو يحرم في دستوره أخذ مال من أي جهة غير شبابه.
- · يفتي بعض منسوبي الحزب بحرمة التأمين التجاري... هل هو موقف خاص أم أنه موقف الحزب؟
لقد بينا حرمة التأمين بالأدلة، وبشكل مفصل في كتابنا (النظام الاقتصادي في الإسلام) الذي جاء فيه: «... وبالتدقيق فيه يتبين أنه باطل (أي التأمين) من وجهين، أحدهما: (إنه عقد لأنه اتفاق بين طرفين... وعقد التأمين ليس عقداً وقع على عين ولا على منفعة، وإنما هو عقد وقع على تعهد، أي ضمانة، والتعهد أو الضمانة لا يعتبر عيناً لأنه لا يُستهلك ولا تؤخذ منفعته ولا يعتبر منفعة... فهو عقد باطل لأنه لم يستوفِ الشروط الواجب توفرها في العقد شرعاً...)، ثانيهما: (إن الشركة أعطت تعهداً للمؤمَّن ضمن شروط مخصوصة فهو من قبيل الضمان فلا بد أن تطبق عليه الشروط التي يطلبها الشرع في الضمان حتى يكون ضماناً شرعياً... إن الضمان هو ضم ذمة الضامن إلى ذمة المضمون عنه في التزام الحق... عن جابر قال: «كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لاَ يُصَلّي عَلَى رَجُلٍ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأُتِيَ بِمَيّتٍ فقالَ: أعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ، قال: صَلّوا عَلَى صَاحِبِكُم، فَقالَ أبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيّ: هُمَا عَلَيّ يَارَسُولَ الله، فَصَلّى عَلَيْهِ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فَلَمّا فَتَحَ الله عَلَى رَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) قالَ: أنَا أوْلَى بِكُلّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْناً فَعَلَيّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالاَ فَلِوَرَثَتِهِ»، فهذا الحديث واضح فيه أن أبا قتادة ضم ذمته إلى ذمة الميت في التزام حق كان قد وجب للدائن. وواضح أن في الضمان ضامناً ومضموناً عنه ومضموناً له. هذا هو الضمان شرعاً، وبتطبيق تعهد التأمين عليه وهو ضمان قطعاً، نجد أن التأمين خال من جميع الشروط التي نص عليها الشرع لصحة الضمان وانعقاده.»
• للحزب نفوذ واسع في دول آسيا الوسطى، ولكنه لم يصل للحكم، وذلك لأنه يرفض ممارسة الانتخابات، والوصول للحكم بطريق ديمقراطي! وهو رافض للدخول في اتحادات الطلاب والنقابات، وهو حزب يظل خارج المعادلة السياسية ماذا تقول في ذلك؟
أولاً الانتخابات ليست هي الديمقراطية وإنما هي أسلوب للاختيار لم تجُد علينا به الديمقراطية حتى يحمد لها، فالديمقراطية نظام للحكم يقوم على حكم وتشريع البشر وليس رب البشر، ونحن ندعو لإقامة حكم الله تعالى، إذن الأنظمة الديقراطية لن تسمح للفكر الإسلامي للوصول السلطة ولو أدى الأمر للكفر بدمقراطيتهم وقد وصل ما يسمى بالإسلاميين إلى الحكم في الجزائر وفلسطين ومصر وتم الانقلاب عليهم، ولم يرض الغرب الديمقراطي إلا بالذي يتنازل عن الإسلام ويخضع للفكر الغربي والعملية الديمقراطية، وهذا يفسر لك لماذا لا يسمح لحزب التحرير بالظهور في الإعلام أو وصول أفكاره للسلطة لأنها ستظهر فساد وبطلان هذه الأنظمة التي تحكم بالحديد والنار.
أما الدخول في الاتحادات والنقابات، فلا بد من التمييز بين النقابات التي تقوم برعاية الشؤون، وهذه شرعاً لا يجوز الاشتراك فيها، لأنها تقوم بعمل ليس من حقها، وإنما هو من حق الراعي، أما النقابات والاتحادات المطلبية، فيجوز الدخول فيها ولكن ليس على أساس حزبي، وإنما على أساس مهني، وهو ما تفتقده الاتحادات والنقابات حالياً.
أما أن الحزب سيظل خارج الساحة السياسية لأنه يرفض الديمقراطية، ولا يشارك في الأنظمة الوضعية، فهو كلام غير دقيق، فإن حزب التحرير، هو الحزب الوحيد (المبدئي) الذي يشغل الساحة السياسية بفكره وطرحه للقضايا، وتبنيه لقضايا الأمة المصيرية.
• لماذا شعار الحزب هو اللون الأسود في العلم؟ هل هذا له علاقة بالتشيع؟ وما هو موقفكم من التشيع بكل أنواعه ومسمياته؟!
هذا العلم هو راية النبي عليه الصلاة والسلام التي اسمها (العقاب)، وليست راية سايكس بيكو التي صنعها الاستعمار، أخرج الترمذي وابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ، وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ». وأخرج البغوي في شرح السنة، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ: «كَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ، وَكَانَتْ رَايَتُهُ سَوْدَاءَ...».، لذلك تواجه هذه الراية السوداء حرب تشويه قبيحة، لا للونها، ولا لشكلها، ولكن لأنها تمثل كيانا سياسيا وهو الخلافة الإسلامية الدولة التي شرعها الإسلام للمسلمين وهذا ما لا يرضاه الغرب المستعمر لأنه يعلم ما معنى أن يتوحد المسلمون تحت هذه الراية، وجب على المسلمين أن يعلموا أن هذه هي راية نبيهم ورمز دينهم التي قهرت جيوش الكفر ونشرت الهدى للعالم، وجب عليهم أن يعملوا مع حزب التحرير لتمكين هذه الراية،
أما ما يدور هذه الأيام من إثارة للفتنة بين الشيعة والسنة وجعلها قضية لتمييز المسلمين وإشغالهم فإنه لا يخدم إلا أعداء الأمة الإسلامية.
• توجد مبادرات لجمع الصف الإسلامي، ولإنشاء المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية... ما هو موقف الحزب من هذا المجلس، ومن مجلس توحيد أهل القبلة بالحركة الإسلامية، والذي أسس لهذه التجمعات؟!
حزب التحرير يعمل على توحيد صف الأمة، ولكن هذه الوحدة الأصل أن تكون وحدة واعية، ووحدة للأمة، وليست للجماعات، فوجود أحزاب إسلامية متعددة مظهر صحة وأمر كفله الإسلام للمسلمين، لكن الوحدة الحقيقية هي وحدة الأمة السياسية على أساس الإسلام، ونحن ندعو كل المسلمين أفرادا وجماعات للعمل لهذه الوحدة حتى نحقق فرض ربنا وتعود أمتنا كما أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس.
في الختام نشكر صحيفة التيار الموقرة، على حسن استماعكم، وسعة صدركم ونسأل الله أن يكون التواصل بيننا وبينكم على خير وود. مع أمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.