الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ

مجزرة نيوزيلندا

 

في يوم الجمعة الثامن من رجب 1440هـ الموافق لـ15/3/2019م، قام إرهابي مجرم بقتل 50 مسلما مصليا في مسجدين في نيوزيلندا. وقام بفعلته الشنيعة بعد إعداد وترتيب محكم لها وبثها مباشرة على الفيس بوك، وقد بينت الحادثة مقدار الحقد والكراهية للمسلمين وذلك لإيمانهم بالإسلام وتمسكهم بأحكامه، قال الله تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.

 

دعواتنا الخالصة للشهداء وأحبائهم، ونسأل الله عز وجل أن يرحمهم وأن يدخلهم الفردوس الأعلى بغير حساب. ونسأل الله أن يمنح الصبر والسلوان لعائلاتهم ولجميع الجالية المسلمة، اللهم آمين!

 

ونحن إزاء هذه الجريمة البشعة فإننا نوضح التالي:

 

1- إن هذه المأساة هي واحدة من العديد من الأمثلة الإجرامية المتأصلة في المجتمعات الغربية. وهي الثمرة الفاسدة للمجتمعات الليبرالية التي تحرض على الأفكار الخطيرة والشريرة مثل العنصرية والفاشية وتفوق الجنس الأبيض. إن الحكومات الغربية باتخاذها الإسلام عدوا لها قد أدت إلى رفع وتيرة الإسلاموفوبيا وعمقت كره الناس للإسلام والمسلمين. إن السياسيين ووسائل الإعلام قد عملوا جميعا ولعقود من الزمن على تصوير المسلمين أنهم ليسوا بشرا. وهذا ما وفر غطاء للحكومات الغربية لإقامة عداء مفتوح مع المسلمين. لقد قام ترامب وإدارته بتضخيم الكراهية للمسلمين بشكل خاص وللمهاجرين عموماً مما أدى إلى موجة جديدة من الكراهية والهجمات ضد المسلمين في الغرب. وبالتالي فإن الحكومات الغربية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.

 

2- وهناك أمر يجب توضيحه وهو أن المسلمين لم يهاجروا ويلجأوا إلى العالم الغربي إلا بسبب جشع وطمع الاستعمار الغربي، والقمع الذي مارسه الغرب ضد المسلمين في بلادهم مما أدى لفقدان المسلمين الأمن والحياة الكريمة في بلادهم.

 

3- لم تكن مثل هذه الحادثة لتحرك نخوة أحد من حكام الضرار في العالم الإسلامي، فقد جُبلوا على الخسة والعمالة والنذالة، فتراهم يهرعون إلى باريس لدعم قتلى تشارلي إيبدو، ولا يعيرون مسامعهم لصرخات ضحايا مسجدي نيوزيلندا، ولا يجرؤون حتى على إدانة فعل إرهابي من قبل متعصب أبيض.

 

إن مثل هذه الحادثة يجب ألا تفت في عضد المسلمين، وألا تخيفهم وترعبهم، بل على العكس من ذلك يجب أن تزرع فيهم الثبات والصبر والتمسك بإسلامهم، فإن مثل هذه الأحداث يراد منها إخافة وإرهاب المسلمين وجعلهم يشعرون بالضعف والمهانة. قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلأَعلَونَ إِن كُنتُم مُّؤمِنِينَ﴾. إن على المسلمين ألا يُخفوا إسلامهم بل على العكس من ذلك يجب عليهم حمله لغير المسلمين، وبيان عقيدة الإسلام والتعريف بأحكامه، وبيان عوار الليبرالية العلمانية وفساد عقيدتها ونظمها، وعلى المسلمين الدخول في حوار ونقاش مع كافة شرائح المجتمع في العالم الغربي لمحاربة الأفكار العدائية تجاه الإسلام والمسلمين ومجابهة الإسلاموفوبيا.

 

4- إن جُرح المسلمين في نيوزيلندا يضاف إلى جراح المسلمين المتعددة في العالم أجمع. وما كان لمثل هذه الجراح أن تنزف لو كان للمسلمين خليفة يحكمهم ويذود عنهم. وإن مثل هؤلاء الأوغاد ومن ساندهم قولا أو فعلا ما كانوا ليتجرأوا على الإسلام وإيذاء المسلمين لو كان بين حكام المسلمين فاروق أو معتصم أو صلاح الدين. إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مزيد من القتل والأذى ليشحذوا هممهم ويَسْموا بأنفسهم ويعملوا بكل إخلاص وتفانٍ لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، فهي الواقية والحامية والمدافعة عن المسلمين بأمر الله عز وجل. قال عليه الصلاة والسلام «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه مسلم.

 

 

التاريخ الهجري :10 من رجب 1440هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 17 آذار/مارس 2019م

حزب التحرير
أمريكا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع