المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 2 من ذي القعدة 1439هـ | رقم الإصدار: 34/39 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 15 تموز/يوليو 2018 م |
بيان صحفي
لا أهلاً ولا سهلاً بصندوق النقد الدولي
انتداب بحلة جديدة
يعقد صندوق النقد الدولي في هذه الأيام جلسة المراجعة الثانية، مع الحكومة الأردنية وشخصيات غير رسمية، بهدف تسويق برنامجه التصحيحي للاقتصاد الأردني، ومن خلال مطالعتنا لما نشره موقع صندوق النقد الدولي على موقعه الإلكتروني تحت مسمى "الأردن وصندوق النقد الدولي أسئلة شائعة"، لنا معها وقفات:
أولاً: ينتاب القارئ لمقابلة صندوق النقد الدولي مع نفسه، وهو يسأل ويجيب، بأن صندوق النقد الدولي قد نصب نفسه الحاكم الفعلي للأردن، ويظهر ذلك جلياً من طبيعة الأسئلة، فيسأل مثلاً:
- ما رأي صندوق النقد الدولي في المساعدات المالية التي تعهدت بتقديمها بعض بلدان الخليج وتصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار أمريكي؟
- ما رد فعل الصندوق إزاء الأحداث الأخيرة في الأردن؟
- ما الإجراءات التي وضعها صندوق النقد الدولي لمعالجة الفساد وزيادة الشفافية وتحسين الحوكمة في الأردن؟
فكيف لدولة تحترم نفسها أن تسمح بهكذا إهانة، وبهذا التدخل السافر في قضاياه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والأمنية؟ ومنذ متى يقبل بهكذا وقاحة في سوء الخطاب والتعاطي؟ فإن قبل حكام الأردن بهذا المستوى الرديء من التعامل والتعالي الفج لصندوق النقد الدولي، فإن أهل الأردن المعتزين بدينهم وكرامتهم لا يقبلون الضيم أبدًا، ولسان حالهم قول الشاعر: كُلُّ صَعْبٍ سِوَى الْمَذَلَّةِ سَهْلُ... وَحَيَاةُ الْكَرِيمِ فِي الضَّيْمِ قَتْلُ
ثانياَ: يدرك المُطالع لأسئلة وأجوبة صندوق النقد الدولي أنّه عقد العزم على إقرار ضريبة الدخل التي يريد فرضها على أهل الأردن جبراً، وأنّه جاء ليوجه أدواته لكيفية تنفيذها وإقناع الناس بقبولها، لذلك طلب لقاء شخصيات غير رسمية؛ لإقناعها بما يطرح من حلول وبرامج اقتصادية، بعد إفلاس أدواته في إقناع الناس بها، وهذه إشارة خطيرة لدولة تدعي السيادة على أرضها؛ بأن تسمح لخبراء صندوق النقد الدولي اللقاء مع شخصيات غير رسمية، فأي سيادة هذه التي تسمح لأداة استعمارية تحركها أمريكا كيفما تشاء، أن تصول وتجول وتلتقي من تشاء وتفرض من القوانين ما تشاء؟ أما سيادتكم فلا نراها إلا على أطفال ونساء درعا الذين منعتموهم من دخول الأردن، وتركتموهم فريسة سهلة لمليشيات بشار وإيران، أو على حملة الدعوة المخلصين الذين تقتحمون بيوتهم وتروعون أطفالهم، وتعتقلونهم بتهم تكيّفها وتصدرها الدوائر الأمنية كيفما شاءت!!
إنّ خبراء صندوق النقد الدولي أخطر ألف مرة من الإرهاب المزعوم الذي تخوفون به الناس صبح مساء، فخبراء الصندوق الدولي هم من جرّد أهل الأردن من ملكيتهم العامة وباعها لمستثمريه باسم الخصخصة، وهم من يسطون على جيوب الفقراء نهباً وسلباً، وهم من أدار هجمته الشرسة على مناهج أبنائنا ليفسدها، وهم من أوصلنا لنسبة دَين بلغت 94% من الناتج المحلي، بمساعدة الفاسدين الذين زرعهم في مؤسسات الدولة لينخروا السوس فيها فتقع فريسة سهلة بأيديهم.
ثالثاً: نوجه خطابنا للشخصيات غير الرسمية التي ينوي خبراء صندوق الدولي اللقاء بهم، نقول لكم سجلوا موقفاً يرضي الله ورسوله برفضكم الجلوس مع خبراء صندوق النقد الدولي، ولا تستمعوا لما يخوفونكم به من فقر سيصيب البلاد إن رفضتم ما يطلبون، فالله تعالى يقول: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾، ولا تستمعوا لوعودهم الزائفة فالله تعالى حذركم من أمثالهم فقال: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾، وسجلوا لأنفسكم ولأمتكم موقف شرفٍ يدرك من خلاله الاستعمار أنَّ هذه الأمة حية برجالها ومواقفهم الصادقة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |