المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 2 من ربيع الاول 1439هـ | رقم الإصدار: ح/ت/س/18/1439 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 20 كانون الأول/ديسمبر 2017 م |
بيان صحفي
تحرير فلسطين يحتاج إلى إرادة سياسية صادقة تربط القول بالفعل.. أيها الرئيس البشير!
قال الرئيس البشير، في خطاب جماهيري بمدنية القولد شمال السودان، يوم الأحد 17/12/2017م: (كل الشباب والفتيات في السودان، جاهزون للدفاع عن القضية الفلسطينية... وتساءل موجهًا الحديث للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "نقول لترامب من الذي أعطاك الحق لإعطاء القدس لليهود؟). وفي السياق ذاته أعلن مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، محمد عطا المولى "استعداد قواته لتنفيذ قرار الرئيس عمر البشير، بحماية القدس، ونصرة الشعوب العربية والإسلامية".
منذ احتلال يهود لفلسطين في العام 1948م، ظلت الأمة تسمع مثل هذه الخطب الجوفاء، التي تُقال حينما تُستباح حرمات الأمة، وتُنتهك مقدساتها، وتُحتل أرضها، دون أن نرى من حكام المسلمين ما يرضي الله ورسوله، وقد ملَّت الأمة من هذه التصريحات الجوفاء، فإن كان الرئيس البشير جاداً في كلامه، فلماذا يتأخر حتى الآن، وها هو رئيس جهاز الأمن يقطع الشك باليقين، ويصرح بجاهزية جنوده، فما الذي يمنع القرار الآن؟ لماذا نسمع جعجعة، ولا نرى طحيناً؟! ولماذا يدور الحديث عن فتح معسكرات للتدريب، ولدينا جيش يشارك فعلياً في حرب اليمن؟! فأيهما أولى وأصدق، تدريب أبنائنا لإرسالهم للدفاع عن كل أرض فلسطين، أم إرسال الجيش المُعَد والمدرب أصلاً؟ وأي حرب أوجب للمشاركة فيها؛ حرب اليمن، أم تحرير أرض فلسطين أرض الجهاد والرباط؟
الرئيس يعرف جيداً أنه لا يستطيع تحريك جندي واحد، إلا بقرار من الأمم المتحدة، أو من أمريكا، لذلك تم التفريط في فلسطين وانتشرت روح الضعف والهوان واليأس في نفوس المسلمين، بمواقف الحكام الهزيلة الضعيفة التي أقواها الشجب والرفض والإدانة!!!
كانت مواقف خلفاء المسلمين في عهود دولة الخلافة قوية، وواضحة لا تأخير فيها لما استنصرت بهم الأمة؛ فها هو ذا المعتصم بالله؛ خليفة المسلمين، يقول لملك الروم عندما أسر امرأة فصاحت وا معتصماه! وا إسلاماه! فبلغ المعتصم الخبر فقال وهو في مجلسه: لبيكِ لبيكِ! ونهض من ساعته، وصاح في قصره: الرحيل الرحيل!. وكذلك هارون الرشيد، يكتب إلى ملك الروم نقفور فيقول: (من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام.)، ثم ها هو ذا الخليفة عبد الحميد الثاني يقول ليهود لما حاولوا أن يرشوه بأموال ضخمة ليقتطع لهم فلسطين، قال: (فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مُزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علىّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون، إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة).
إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، نقيم الحجة عليك أيها الرئيس ونحاسبك بناء على تصريحك، آمرين بالمعروف وحاثِّين على إقامة الحق، فإن كنت صادقاً في كلامك فأكد القول بالعمل، وتستطيع أن تنصر أرض فلسطين المباركة بقرار، إذا كفرت بالحدود الوطنية، التي وضعها المستعمر لتفرقة الأمة وتمزيقها، وتستطيع أن تنصر أرض فلسطين المباركة إذا تبرأت من حبائل المستعمرين أمريكا ومن معها وكفرت بمؤسساتهم الاستعمارية التي قيدت وكبلت بلاد المسلمين من الأمم المتحدة وما شابهها، وكذلك تستطيع أن تنصر أرض فلسطين المباركة إذا أعلنتها خلافة راشدة على منهاج النبوة توحد الأمة وتلم شملها ولتحقق بها بشرى النبي عليه الصلاة والسلام، وبدون ذلك يكون كلامك ذراً للرماد في العيون، وجزءاً من مسلسل التصريحات الجوفاء، التي انتهجها حكام المسلمين في كل القضايا الأساسية للأمة، بعد هدم الخلافة العثمانية. فإن الأمة تنتظر أن ترى منكم فعلاً. قال تعالى: ﴿قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾.
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر تلفون: 0912240143- 0912377707 www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com |