الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    10 من جمادى الثانية 1440هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 32/ 1440
التاريخ الميلادي     الجمعة, 15 شباط/فبراير 2019 م

 

 

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

في المهرجان الخطابي الحاشد بمكتب الحزب بالخرطوم

 

الحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً، وباطناً، كلُّ عزيز على غير هديه ذليل، وكل قوي لا يستمسك بحبله ضعيف، وكل عالم لا يستضيء بنوره جاهل، وفي الظلمات غارق، والصلاة والسلام على من أنار لنا طريق الحق والهدى، وأرشدنا إلى الصراط المستقيم، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه، وترسم خطاه إلى يوم الدين.

 

أيها الجمع الكريم،

 

السلام عليكم ورحمة الله،،،

 

إن هذه الأمة ما ضاعت إلا يوم أن ضاع سلطان الإسلام، وخبأ نوره عن ديارها، وما هانت ولا ذلت إلا عندما تركت الحكم بكتاب ربها، وسنة نبيها r، وأخذت أنظمة حياتها من عدوها الكافر المحتل، راضية أن تكون مقودة، بعد أن كانت قائدة، وأن تكون في ذيل الأمم، بعد أن كانت في مقدمتها، يهابها الشرق، ويرتعد من قوة فرسانها الغرب، يوم أن كان لها دولة؛ خلافةٌ وخليفة.

 

أيها الجمع الكريم،

 

إن بلادنا السودان، بلاد إسلامية، أهلها محبّون للإسلام، ولرسول الإسلام r، يتوقون إلى العيش في ظل دولة الإسلام، ولا يريدون بديلاً للشريعة الإسلامية، ولذلك ظلت الأحزاب والحكومات المتعاقبة، منذ خروج الكافر المحتل الإنجليزي، تدغدغ مشاعر الأمة بالإسلام، ثم لا تطبقه، وإنما تطبق أنظمة الغرب العلمانية، التي تقوم على فصل الدين عن السياسة، ظل هذا هو ديدن الحكام والساسة في هذا البلد، ما يقرب من السبعة عقود من الزمان، حتى وصل بنا الحال إلى ما وصل إليه، من ظلم متسيّد، وفساد مستشرٍ، وهي نتيجة طبيعية لنظام لا يقوم على أساس عقيدة الأمة، عقيدة الإسلام العظيم.

ليست هنالك مقارنة أصلاً، بين العلمانية، والشريعة الإسلامية، في سياسة أمر الناس وحكمهم، إلا إذا كنا نريد أن نبيّن مدى فساد الأنظمة العلمانية، فكيف نقارن بين أحكام الخالق الذي يعلم ما يضر الناس، وما ينفعهم، ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وبين أحكام البشر، القائمة على الأهواء المتناقضة، المتأثرة بالبيئة والواقع؟! إن فساد العلمانية، وبطلان أساسها، معلوم لدى الجميع، ونحن الآن نعيش في هجيرها، ونكتوي بنيران ظلمها، وهذا النظام الذي يطبق علينا اليوم، خاضع ذليل للغرب الكافر. وعندما يثور الناس ضد الظلم وحياة الفقر، ونهب الثروات، وانتهاك الأعراض، وسفك الدماء، تُضرب الأبشار، بل وتقطع الأعناق، وتنتهك الأعراض.

 

أما شريعة الرحمن، فهي وحدها التي تعدل بين الناس، وتحفظ حق العيش الكريم، وتصون الأعراض، والأموال، والدماء، فالشريعة الإسلامية ليست شعارات، ولا هي كلمات تُقال للاستهلاك السياسي، بل هي:

 

أولاً: رحمة من رب العالمين، ليست للمسلمين وحدهم، بل للبشرية جمعاء، يقول سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، فأحكام الإسلام وشريعته هي رحمة، وغيرها قطعاً استبداد، وقسوة، واستعباد.

 

ثانياً: إنها النظام الذي ارتضاه الله للبشرية، لتسعد في الأرض، يقول جل وعلا: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، فكل حكم ونظام غير الشريعة الإسلامية، هو حكم باطل، ونظام جاهل، ظالم، فاسد.

 

ثالثاً: هي العدل والإنصاف، وإعطاء كل ذي حق حقه، فلا ظلم، ولا عسف، ولا جور، كما هي عدل في التطبيق، فلا حصانة لأحد مهما علت مكانته، وسما قدره، يقول النبي r: «لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا» البخاري.

 

رابعاً: هي توفير الحياة الكريمة لرعايا دولة الخلافة الراشدة، بضمان الحاجات الأساسية، من مأكل وملبس ومسكن، لكل فرد من أفراد الرعية، وتوفير الأمن والتطبيب والتعليم، لمجموع الناس، يقول عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». كما تمكّن دولة الشريعة الإسلامية الناس من الانتفاع بالثروات، وتقوم بتوزيع ريع الملكيات العامة؛ من بترول وذهب وموانئ، وغيرها على جميع الرعية، نقداً أو في صورة خدمات للجميع. وليس للدولة حق في هذه الملكية غير إدارتها لمصلحة الناس.

 

خامساً: لن تجعل دولة الإسلام الخلافة، أيَّ سلطان للكافر على المسلمين، سواء أكان سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً أم غيرها، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.

 

أيها الإخوة العلماء الأجلاء، وقيادات العمل الإسلامي الحزبي والدعوي، وأئمة المساجد، وكل حادب على الإسلام ودعوته، نقول لكم: إن الشيطان قد جمع حزبه، واستجلب خيله ورجله، وعزم على أن يجعل هذه البلاد علمانية صريحة، لا مكان للإسلام فيها، لا بعض الأحكام، كما هو الحال الآن، ولا حتى شعارات الإسلام، فماذا أنتم فاعلون؟!

 

لا وقت للانتظار والوقوف في الرصيف، فلا بد أن تتقدموا الصفوف، عاملين من أجل إعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، رافعين لراية العقاب، راية رسول الله r (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فتتحقق لكم وبكم بشارة الحبيب محمد rالقائل:  «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع