المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 7 من شـعبان 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 33 |
التاريخ الميلادي | السبت, 20 آذار/مارس 2021 م |
بيان صحفي
المستقبل للإسلام، وشباب الإخوان هم إِخواننا وعُزْوَتنا
أما الظالمون فليسوا منّا ولسنا منهم
أثناء محاورتها للنائب الصافي سِعيد في برنامج حدث وحديث الذي بثته قناة الإنسان يوم الجمعة 28 رجب 1442هـ، 12 آذار/مارس 2021م، حاولت مقدمة البرنامج أماني بن عيسى ربط حزب التحرير بالرئيس قيس سعيد في محاولة يائسة لإقحام حزب التحرير في الصراع الدائر بين الرئيس وخصومه.
لقد كانت النزاهة العلمية تقتضي أن تتصل مقدمة البرنامج بحزب التحرير/ ولاية تونس وبمكتبه الإعلامي لتتأكد من صحة المعلومات قبل ترويجها، ولكن الظاهر أن قناة الإنسان تجاوزت المهنية الإعلامية ونصبت نفسها قاضيا على حزب التحرير عندما وصفته بالتشدد ورضيت بأن تكون شاهد زور عندما حاولت تضليل الرأي العام بربط حزب التحرير بالرئيس قيس سعيد وهي تعلم أن الحزب قد نفى هذه العلاقة في مؤتمر صحفي قبيل الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، بل ووصف قيس سعيد في المؤتمر ذاته بأنه أداة من أدوات المنظومة الغربية والوجه المزين لها، وذلك عندما كان الجميع مخدوعين به ويروجون له.
لقد طلب حزب التحرير من قناة الإنسان حق الرد إلا أنها أكدت مرة أخرى عدم النزاهة والمهنية، حيث وعدت بالاتصال بالمكتب الإعلامي ولم تقم بذلك لحد الساعة، وإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس يهمنا أن نوضح ما يلي:
1. لقد تماهت مقدمة البرنامج بالتصنيفات الغربية للمسلمين عندما وصفت الحزب بالتشدد، فالغرب الحاقد على الإسلام وأهله هو من صنّف المسلمين إلى متشددين ومعتدلين، فالمسلم الملتزم بدينه والجماعة التي تعمل لإعادة الحكم بما أنزل الله وتعمل على توحيد الأمة الإسلامية وتحرير فلسطين، يصفه الغرب بالتشدد، أما من يقبل بالحضارة الغربية وبالأنظمة الوضعية كالديمقراطية ويقبل الصلح مع كيان يهود فيصفه بالمعتدل، ولذلك فإنا نربأ بقناة الإنسان أن تتبنى وجهة النظر الغربية في تصنيف المسلمين، فالله سبحانه يقول: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
2. إن حزب التحرير لم ولن يكون عونا للحكام الظلمة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله أو الذين ينازعونه في التشريع، بل إن حزب التحرير يعمل على قلعهم وخلعهم وإقامة الخلافة الراشدة على أنقاضهم.
3. إن الخلافة الراشدة التي يعمل لإقامتها حزب التحرير هي مشروع حضاري يحدد الهوية الإسلامية للدولة والمجتمع وهي فوق ذلك مرضاة ربنا سبحانه وبشرى رسولنا ﷺ، فهي ليست كما يستخدمها البعض أصلاً تجارياً يبديها حينا ويتنكر لها في الحكم والتشريع، بل ويحارب من يدعو لها ويعمل على إيجادها، فلا مجال للربط بين من يعتبر الخلافة تاج الفروض وبين من يتاجر بخلافة الراشدين من أجل دنيا زائلة.
4. إن قول النائب صافي سعيد بأن الرئيس قيس سعيد "أقرب ما يكون في تكوين حزب التحرير منه إلى شيء آخر" وأن "كوكبه أقرب إلى كوكب حزب التحرير" بحجة أنه يتقاطع معه في معارضته للدستور والبرلمان والانتخابات والإشادة بخلافة عمر رضي الله عنه، هو قول مجانب للصواب ومغالطة كبيرة، فالرئيس قيس سعيد يُعتبر من فقهاء هذا الدستور الوضعي وقد تعهد ولا يزال باحترامه، وهو وإن خالف بعض ما في بنوده، فذلك للإمساك بمقاليد الحكم عبر تغيير شكله ليكون رئاسيا لا شبه برلماني، فهي ليست معارضة مبدئية، أما حزب التحرير فهو حزب مبدئي يعمل على تحرير البلاد بجعل العقيدة الإسلامية أساس الدولة بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له، وبجعلها في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين.
5. أما الانتخابات، فإن الحزب لا يرفض الانتخابات كآلية اختيار لأن الإسلام يُقِرُّ إجراء الانتخابات، بل إن حزب التحرير يمارس الانتخابات بشكل دوري لاختيار أكبر هيئة سياسية في الحزب وهي لجنة الولاية التي يتم تجديدها كل سنتين عبر الانتخابات، كما أن نظام الحكم في الإسلام ينص على أن الخليفة وهو رئيس البلاد لا يتقلد منصب الخلافة إلا باختيار الأمة ورضاها، ودولة الخلافة القادمة سوف تجري الانتخابات لاختيار ممثلين عن الناس في مجلس الأمة.
أما الانتخابات في النظام الرأسمالي أو الديمقراطي فإن الحزب لا يشارك فيها لأنها تفرز نوابا يحاسبون الدولة على أساس أحكام الدستور الوضعي، ويشرعون القوانين ويصادقون عليها، وهو ما يتناقض مع الإسلام لأن المشرع في الإسلام هو الله سبحانه وحده، هذا فضلا عن كون الانتخابات الديمقراطية لا تأتي إلا بموظفي الدوائر الغربية، وأسلوباً من أساليب النظام الديمقراطي لإعادة إنتاج نفسه وتبديل جلده مع الحفاظ على لبه وجوهره.
6. أما قول النائب صافي سعيد بأن حزب التحرير له خصومة شنيعة مع الإخوان للإيحاء بأن هذا يتماهى مع كره الرئيس قيس سعيد لحركة النهضة، فإنها فرية لا أصل لها، فحزب التحرير يعتبر الجماعات الإسلامية جزءاً من أبناء الأمة يقدم لهم النصيحة، وبالرغم من معارضته لمشاركة هذه الحركات في الأنظمة الوضعية وانتقاده لقياداتهم التي تشارك في الحكم بالكفر، إلا أنه يعتبر شباب الحركات الإسلامية جزءاً حيوياً في الأمة وفي عملية التغيير، فهم إخواننا وعزوتنا وتجمعنا معهم عقيدة الإسلام ومشروعه الحضاري.
7. لقد ختم النائب صافي سعيد حواره مع قناة الإنسان حول الحزب بقوله "الإخوان المسلمون بأنواعهم وحزب التحرير لا مكان لهم في المستقبل... موضة وانتهت، هذا العالم العربي مرت عليه الشيوعية والاشتراكية والقومية... الآن هناك الإسلام السياسي موجة تكسرت في أكثر من شاطئ..."، وإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس، نقول: إن الذي تكسر على شواطئ البلاد الإسلامية هي الأفكار الدخيلة على المسلمين من شيوعية واشتراكية وقومية، واليوم نشهد تكسر الرأسمالية ونظام حكمها الديمقراطي ليس في البلاد الإسلامية فحسب بل في العالم أجمع، وعما قريب ستجهز دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على ما تبقى من هذه الأفكار الاستيطانية ليحل محلها الإسلام، فتستضيء البشرية بنهضة تتلألأ بنور الإسلام وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |