- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"
(8)
نظرة موجزة على ميزانية السعودية لعام 2017
صدرت يوم الخميس بتاريخ 2016/12/22 الموافق 1438/3/23هـ ميزانية السعودية لعام 2017 مع شرح لما حدث والتغيرات على ميزانية عام 2016، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي الإيرادات لعام 2016م إلى (528) مليار ريال بزيادة 2.7% عما كان مقدرًا في الميزانية البالغ 514 مليار ريال. كذلك يتوقع أن تبلغ الإيرادات غير النفطية (199) مليار ريال مقارنة بـ 181 مليار ريال المقدرة ضمن ميزانية عام 2016، وفي عام 2016 بلغت النفقات 825 مليار ريال بانخفاض عن المتوقع 840 مليار ريال، وعليه سوف يبلغ العجز عام 2016 إلى 297 مليار ريال. يضاف إلى ذلك إنفاق تابع للعام 2015 مبلغ 105 مليار ريال، وعليه تصبح المدفوعات نهاية عام 2016، 930 مليار ريال.
تمويل العجز تم عن طريق إصدار سندات دين محلية وخارجية بقيمة 200.10 مليار والباقي من الاحتياطي العام للدولة وبلغت كلفة الإقراض (خدمة الدين العام) 5.4 مليار ريال، سوف ترتفع إلى 9.3 مليار ريال عام 2017.
علما بأن حجم الدين العام قد تطور من عام 2014، حيث بلغ 44 مليار ريال، ليرتفع مع نهاية العام 2016 إلى 316.5 مليار ريال، هذه خلاصه عام 2016.
بالنسبة للعام 2017 فخلاصتها كما يلي:
• الإيرادات تم تقديرها بارتفاع عن العام الحالي لتبلغ 692 مليار ريال (212 مليار إيرادات غير نفطية و480 إيرادات نفطية) بزيادة عن عام 2016 بنسبة 30%.
• النفقات تم تقديرها بزيادة عن عام 2016 بنسبة 8% لتبلغ 890 مليار ريال، بلغت حصة الأسد فيها لقطاع التعليم حيث تم رصد مبلغ 200 مليار، وحل ثانيا قطاع التمويل العسكري وبلغ 190 مليار ريال، وقطاع الأمن مبلغ 97 مليار، وظهر بند وحدة البرامج العامة وهو غير واضح ولم يتم شرحه أو توضيحه وبلغت مخصصاته 107.6 مليار ريال.
• العجز المتوقع نهاية عام 2017 هو 198 مليار ريال سوف يتم تغطيته كما ذكرنا سابقا من الدين الخارجي والداخلي، حيث تعتزم المملكة إصدار سندات دين خارجي كما حدث خلال عام 2016.
من الملاحظ بهذه الميزانية ارتفاع وتيرة إيرادات غير نفطية سنويا بحيث بلغت عام 2015، 181 ملياراً، وعام 2016 إلى 199 ملياراً، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 212 ملياراً عام 2017، وهذا يعني 30% من الدخل المتوقع عام 2017 سوف يكون من مصادر غير نفطية وهي على سبيل المثال عوائد صندوق النقد، الجمارك، الضرائب الخدمات المتنوعة...
وتهدف الميزانية الحالية للوصول إلى مرحلة التوازن عام 2020 وهي مرحلة من مراحل "رؤية 2030" بحيث تصبح الإيرادات والنفقات متقاربة وتسديد أي عجز عن طريق القروض، حيث بلغت نسبة القروض للناتج المحلي لهذا العام 12.3%، ومن المتوقع والمخطط له أن يصل إلى 30% من الناتج القومي المحلي، وعليه متوقع أن يرتفع الدين العام لأضعاف ما وصل إليه لغاية الآن وهذا ما يزيد العبء على الميزانية في الأعوام القادمة لخدمة الدين العام.
ولتحقيق التوازن أو الوصول إلى التوازن عام 2020 فلا بد أن تلجأ الحكومة إلى تطبيق الإجراءات التالية:
• ترشيد النفقات الرأسمالية والتشغيلية بما في ذلك مجموعة كبيرة من الوزارات والجهات الحكومية.
• إصلاح أسعار الطاقة بزيادة أسعار الكهرباء والمياه تدريجيا لتصل إلى مستويات السوق العالمي.
• توسيع قاعدة الإيرادات بما في ذلك استحداث ضريبة مضافة بنسبة 5% مبدئيا على المشتريات، زيادة المقابل المالي على الوافدين، وفرض رسوم على المنتجات الضارة (الدخان والمشروبات الغازية).
وسوف يترتب على هذه الإجراءات ارتفاع مستوى المعيشة على ذوي الدخل المحدود من "المواطنين"، وقد وضعت لهم الدولة استراتيجية معينة بدفع بدل نقدي وحسب جدول مفصل بذلك، للحد من تعويض الارتفاع الناجم عن رفع أسعار المشتقات النفطية وفرض ضرائب على منتجات أخرى.
وبالخلاصة نلاحظ ما يلي:
• استباحة الاقتراض بفائدة (ربا) حيث يصبح خدمة الدين العام تصل إلى 9 مليار ريال سنوي.
• فرض مكس على أهل البلد والمقيمين (ضرائب).
• تضييق الأوضاع الاقتصادية على محدودي الدخل من رعايا ومقيمين.
• التوقف عن الإنفاق الرأسمالي على المشاريع الحكومية (الخدمات الأساسية).
• الخصخصة والاتجاه إليها حيث من المتوقع خصخصة 49% من شركة أرامكو النفطية.
• الاستثمار في مشاريع خارجية وداخلية لوضع مصدر دخل موازٍ للإيرادات النفطية بغض النظر عن نوعية الاستثمار أكانت حراماً أم حلالاً (صندوق سيادي).
وأخيرا نذكر أبناء بلاد الحرمين وشيوخها بالأحاديث الواردة حول الموضوع أعلاه:
• حديث رسول الله في صحيح مسلم مرفوعا: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به».
• «أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وشر عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام جائر» رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة ذكره المنذري في الترغيب.
• في الصحيحين أيضًا عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت، وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة».
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله النعيمي – بلاد الحرمين الشريفين
المقالة الأولى: (1) "رؤية السعودية 2030" في ميزان الإسلام
المقالة الثانية: (2) ضرائب آل سعود على الحج والعمرة ما سبقهم بها أحدٌ من العالمين
المقالة الثالثة: (3) رؤية السعودية للتسليح العسكري، سهم في كنانة الكافرين وطعنة في خاصرة المسلمين
المقالة الرابعة: (4) رؤية الصحة 2030 تخدير لأبناء بلاد الحرمين
المقالة الخامسة: (5)رؤية 2030 في التعليم: استهداف الجيل القادم
المقالة السادسة: (6) رؤية 2030: التحول إلى الرأسمالية التامة
المقالة السابعة: (7) رؤية بن سلمان ورؤية صندوق النقد لاقتصاد آل سعود
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم