السبت، 14 محرّم 1446هـ| 2024/07/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

كلمة حزب التحرير/أستراليا لمؤتمر الخلافة في جاكرتا [كلمة حزب التحرير/ أستراليا لمؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/ يونيو 2013م] (مترجمة)

بسم الله الرحمن الرحيم


بداية علينا أن نصرح بهذه النقطة ونجعلها واضحة تمام الوضوح، وهي أن الإسلام هو الحقيقة المطلقة، ونظام الإسلام هو النظام الوحيد الموجود اليوم القادر على حل المشاكل في العالم، لأن الله قد أعطانا شريعة فريدة وعريقة. قال الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا))

 

ومنهج الحياة هذا الذي منحه الله لنا لا يجوز لنا أن ننظر له باستخفاف، فهو ليس متروكاً للتفاوض أو الإصلاح، وليس لنا أن نتخذه لعبة سياسية أو أن نساوم عليه؛ لأنه دين الله. هذه القضية بالنسبة لنا هي قضية عقيدة، وهي قضية حياة أو موت، بل هي مسألة الجنة أو النار.


ولذا فإننا سنستمر في حمل هذه الدعوة كما أمر الله حتى نغير العالم وَفقَ أحكام الإسلام، ولن نغير الإسلام ليتناسب مع العالم، وهذا هو المنهج الذي اعتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين حملوا هذا الصراع معه. وعلى هذا الأساس حملوا هذه الرسالة، وبسبب صدقهم وإخلاصهم والعمل الجاد من أجل هذه القضية أيدهم الله ونصرهم، ومكّن لهم تغيير العالم وتشكيله وفقا لأحكام الإسلام.


إننا من خلال تطبيق هذا الفهم للإسلام سنكون بطبيعة الحال في صراع مع كل ما يعارض هذا النظام، وسوف نواجه تحديات خطيرة على طول الطريق وحتى بعد إقامة دولة الخلافة سنواجه أيضا تحديات. ولكننا فقط من خلال تمسكنا بالإسلام سنكون قادرين على مواجهة هذه التحديات بإخلاص، فقط من خلال التطبيق الكامل للإسلام سنبدأ في حل، ليس فقط مشاكلنا بوصفنا أمة، ولكننا سوف نحل أيضا مشاكل العالم، وستجلب الخلافة للعالم نموذجا جديدا يتطلع إليها ويتبعها؛ فالخلافة ستكون منارة للبشرية جمعاء.


ولكي تحدث هذه التغييرات، فإننا في حاجة إلى أن يتقدم أبناء وبنات هذه الأمة بالتضحية من أجل هذا الدين، نحن بحاجة إلى اتباع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والعمل مع المخلصين للقيام بهذا العمل لإقامة دولة الخلافة.


عمل الكفار لقرون عديدة في بلادنا بلا كلل مع عملائهم والحكام الدمى من أجل خداع المسلمين، وأنفقوا مليارات الدولارات لحرف المسلمين عن نهج محمد صلى الله عليه وسلم وعن مسار الخلافة.


لقد قسموا وجزؤوا أرضنا، وفرضوا الطغاة فوق رؤوسنا، ونهبوا مواردنا الطبيعية، وسجنوا وعذبوا العاملين المخلصين للدين. وعندما فشلت جميع هذه التحركات دخلوا عسكريا لتدمير البنية التحتية بأكملها في أراضينا، وقتلوا مئات الآلاف من الأبرياء من الرجال النساء والأطفال.


ولكن على الرغم من كل هذا فإن الأمة الإسلامية لا تزال تقف قوية اليوم. وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل الكفار ومليارات الدولارات التي أنفقت في هذه الحرب ضد الإسلام، فإنهم لم يتمكنوا من كسب قلوب المؤمنين. لقد عجزوا عن كسب ولائنا لأن ولاء هذه الأمة هو لله، ورسوله، والمؤمنين. إن حبنا للإسلام عميق، وسيظل دائما هذا الخير في الأمة الإسلامية. قال الله تعالى: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) ولذلك وقفت الأمة وبدأت في العمل والتضحية من أجل هذا التغيير. لقد تحدّت الوضع الراهن، وسرعان ما تبين لها مدى ضعف هؤلاء الطغاة. والمسلمون الذين يعيشون في الغرب هم جزء من هذا الصراع. إن إخوانكم وأخواتكم في أستراليا يعملون بجد من أجل هذا الدين، جنبا إلى جنب مع إخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم، لأننا نفهم الآية الكريمة: ((وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)).


إن إخوانكم وأخواتكم في الغرب هم جزء من هذه الأمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وإننا نتوق لذلك اليوم الذي سيأتي ونتلقى فيه خبر إقامة الخلافة. نحن في شوق لهذا اليوم الذي سنفتح فيه التلفاز فنشاهد ونستمع إلى الخطاب الأول للخليفة القادم. إننا نتوق لهذا اليوم الذي نرى فيه المسلمين في الشوارع مكبرين فرحين بنصر الله.


لكننا لا ننتظر ونحن مكتوفو الأيدي، بل إننا في الغرب، نعمل على الأرض مع الجميع، مسلمين وغير مسلمين معا، من أجل إعدادهم لهذا التغيير الكبير الذي سيحدث في العالم بقيام دولة الخلافة، ومن أجل إعداد المسلمين لمواجهة التحديات القادمة.


أما بالنسبة للحكومات الغربية، فنحن نفهم واقعهم، ونفهم أهدافهم، ونفهم أجنداتهم واستراتيجياتهم. والله سبحانه قد سبق وأخبرنا عنهم في القرآن حيث قال تعالى: ((وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)).


هذه الحكومات الغربية هي المصدر الأساسي لجميع المشاكل التي نراها في العالم الإسلامي اليوم. لقد اتخذوا الإسلام والمسلمين أعداءً لهم، فهم يكرهون كل شيء عن الإسلام، إنهم يسخرون من الله ورسوله، ويدنسون القرآن، ويهاجمون شريعتنا وتاريخنا. إنهم يكرهون ارتداء نسائنا للحجاب والنقاب. إنهم يكرهون كل شيء في الإسلام. قال الله تعالى: ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)) لذلك ليس عجيبا أن نراهم يقودون هذه الحرب ضد أمتنا، وليس عجيبا أن نراهم ينفقون كل ثرواتهم من أجل وقف نور الإسلام من العودة. والله تعالى أنبأنا عنهم في القرآن: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)) هذا هو واقع الغرب، وأستراليا كانت دائما جزءا لا يتجزأ من هذه الحرب ضد الإسلام في إندونيسيا وفي منطقة الشرق الأوسط.


لذلك فإنه من الخيانة أن يتعامل أي مسلم مع الغرب أو أن يتساوم معهم. وإنه لمن الخيانة أن يسعى أي مسلم إلى إيجاد حل لمشاكل الأمة عندهم. وكذلك فإن مساعدتهم، وفتح أراضينا لهم، والسماح لهم باستخدام مواردنا المائية ومجالنا الجوي، وإقامة قواعد في أراضينا هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. والسماح لهم بسرقة ثروات هذه الأمة، وبالاستمرار في مهاجمة الإسلام والمسلمين ومن ثم مصافحتهم والتقاط الصور معهم، هو أعظم خيانة.

 

 

إخواني وأخواتي في الإسلام: من الذي سيضع حدا لكل هذا الظلم والقهر؟


من الذي سيقف في وجه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وجميع أعداء الإسلام لوضع حد لعدوانهم؟...... إنه نحن المسلمين بدولة الخلافة.


فقط دولة الخلافة ستكون قادرة على مواجهة دول القوى العظمى، فقط الخلافة ستكون قادرة على توحيد هذه الأمة وستكون قادرة على توحيد جيوشها ومواردها.


هل نحن قادرون على القيام بذلك؟ .... نعم نحن قادرون وهذا هو وعد من الله وبشرى رسوله. فالنبي أخبرنا بذلك في الحديث الذي بشر فيه بمستقبل هذه الأمة. فهو لم يخبرنا بأن الديمقراطية، أو الدولة المدنية أو الدولة القومية هي التي ستكون بعد حياة الأمة تحت هذا الظلم والدكتاتورية، وإنما، صلى الله عليه وسلم، قال: "ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ"


لذلك يجب علينا الثقة بهذا الوعد وهذه البشرى، وإنه ينبغي لنا أن لا نعمل من أجل أي شيء أقل من دولة الخلافة، ويجب أن لا نتوقع أي شيء أقل من دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


إننا بدولة الخلافة هذه سنجلب للعالم حياة راقية، لم يشهد العالم مثلها من قبل. سنحرر الشعوب من بؤس هذه الأنظمة التي من صنع الإنسان والتي تقود العالم حاليا نحو هبوط حاد جدا على جميع المستويات.


عندما سئل ربعي بن عامر من قبل رستم قائد الجيش الفارسي؛ لماذا جاء المسلمون إلى أراضيهم؟ رد ربعي على رستم بنفس الطريقة التي سنجيب بها نحن اليوم إن شاء الله الحكومات الغربية وعملاءهم في العالم الإسلامي، ونقول لهم: "الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله".


هذا هو التغيير الذي سيجلبه الإسلام إلى العالم، وهذا هو التغيير الذي ستجلبه الخلافة للبشرية، وهذا هو السبب الذي أرسل الله به رسوله بالإسلام؛ ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا)) حتى وإن كره العلمانيون ذلك، حتى وإن استنفرت الحكومات الغربية سياساتها الخارجية لمنع ذلك، واستخدموا كل قوتهم لتدميره ....... فإن هذا الدين سيسود بإذن الله.


وعندما تقام الخلافة سيرون مدى ولاء والتزام المسلمين في الغرب نحو الخلافة. إن شباب المسلمين في أستراليا أقوياء وأذكياء وأتقياء لله تعالى، وسيكونون على أتم الاستعداد ليكونوا جنود الخلافة في الغرب.

 

(( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ))

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع