- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2016-11-30
جريدة الراية:
وجود طائرات أمريكية بدون طيار في تونس
رب عذر أقبح من ذنب!
أقر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بأن طائرات الاستطلاع والمراقبة الأمريكية من دون طيار تنفذ طلعات فوق تونس وعلى حدودها مع ليبيا، لكنه نفى تمركزها على الأراضي التونسية.
وكشف السبسي أنه هو من منح الولايات المتحدة تصريحا بهذا الخصوص، مضيفا "أن المهمة الأساسية لهذه الطائرات هي جمع معلومات استخباراتية عن المسلحين، تحصل تونس على نسخ منها".
وأكد الرئيس التونسي في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية الأربعاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر أن "من مصلحة تونس التعاون مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب".
ونفى السبسي مجددا وجود قاعدة عسكرية أمريكية في بلاده، إلا أنه أشار إلى وجود 70 عسكريا أمريكيا في تونس يؤدون مهمات تدريبية.
لقد أراد السبسي من خلال هذه التصريحات تبرير استغلال أمريكا لتونس وكأن تونس هي المستفيدة من طائرات الاستطلاع والمراقبة الأمريكية، باعتباره أن أمريكا ستمدّ تونس بكل التقارير الاستخباراتية وأننا يمكن استغلال هذه الطائرات فيما بعد!
فما الضامن أن تلتزم أمريكا بهذا، وهل من مصلحتها أن تمدنا بهكذا تقارير قد تدينها بالأساس خاصة وأنها المتهمة بتشكيل جماعات إرهابية في مختلف مناطق العالم لتمرر سياساتها وفرض وجودها فيها؟ ولماذا لا نعتمد على قدرات قواتنا المسلحة التي نعلم كفاءتها وقدرتها على حماية البلد من كل مكروه؟!
وما دخل أمريكا في ليبيا؟ هل يصدق السبسي - ما يكذبه العالم كله - أن أمريكا شرطي العالم وتسعى لإحلال السلام؟ ألا يعلم أن أمريكا تنظر للتدخل في ليبيا على أنه تركيز لنفوذها في المنطقة؟ وفي هذا السياق أعلن أوباما يوم 2016/8/2 أن "دعم معركة الحكومة الليبية ضد تنظيم الدولة يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي... وإن الضربات الجوية نفذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال الجماعة المتشددة وتعزيز الاستقرار" فالرئيس الأمريكي يعتبر ذلك من مصلحة الأمن القومي لبلاده، فمعنى ذلك أنها مسألة مهمة تتعلق بالوجود الأمريكي في ليبيا، وإلا فما علاقة الأمن القومي الأمريكي بليبيا إلا أن يكون ذلك متعلقا بالنفوذ الأمريكي هناك؟!
وفي السياق نفسه كتب الأستاذ كمال موساوي في جريدة الصباح بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 "وتتعمد واشنطن وباريس التحذير من انتشار الإرهاب في شمال إفريقيا على الرغم من وجود قواتهما الخاصة وعناصرهما الاستخباراتية على الأراضي الليبية، وأساطيلهما في البحر الأبيض المتوسط. أما تونس والجزائر فتتحدثان عن طرق مبهمة لمحاربة الإرهاب في ليبيا، يعتبر المراقبون أنها مجرد صدى للصيغ غير البريئة التي تتبناها كل من واشنطن وباريس، ويبقى البلدان الحدوديان لليبيا: تونس والجزائر، أكبر متضررين مما يحدث".
أما التعلل بأن طائرات الاستطلاع ستصبح ملكنا بعد مدة من الزمن، فهذا الأمر غريب! فقد كان الأولى أن ترسم الدولة سياسة تصنيع عسكرية وأن تكوّن صناعة قوية ومتنوعة على أن تكون صناعة حربية رائدة ومتطورة في مجال التنمية الصناعية. فسيادة الدولة لا يمكن المحافظة عليها ما دمنا نعتمد على التكنولوجيا العسكرية من الدول الغربية الاستعمارية التي يعلم القاصي والداني أساليب هذه الدول في السيطرة على بلاد المسلمين وطرق التحكم في رقابنا.
وفي الختام، إن التوقف عن الاعتماد على الغرب في اقتناء الأسلحة وصناعتها من المسائل السيادية التي لن يجرؤ عليها سوى خليفة المسلمين في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله، كما فعل رسول الله e، حين أرسل إلى جرش باليمن من يتعلم صناعة السلاح ليصنعه في المدينة ولم يشتر السلاح من الروم والفرس الأعداء.
بقلم: أسامة الماجري – تونس
المصدر: جريدة الراية