- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"
جواب سؤال
الحَوْلُ
إلى Kareim Siam
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحول ليس سنة أو عام فهو يختلف عنهما ومدته 10 أشهر ونصف، هذا هو الحول لقوله تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾. إذا أنقصنا 9 شهور حمل فيتبقى 21 شهراً، أي أن كل حول 10 أشهر ونصف، وكذلك قوله تعالى: ﴿يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾. أي 21 شهرا بعد الولادة... فالزكاة تكون كل 10 أشهر ونصف وهذا يعني كل 7 أعوام نزكي 8 مرات.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
يبدو أنه لم يكن لديك متسع من الوقت لتبدأ سؤالك بتحية الإسلام! على كل، لا بأس، نحن بدأناها بالنيابة عنك في السؤال وكذلك في الجواب! أليس الأفضل أن لا تبخل بالسلام يا كريم؟!
لقد مر بخاطري أن لا أجيب لسببين: الأول أن الحول بمعنى السنة أمر ثابت في اللغة وفي الشرع، والثاني أنك لا تسأل لتعلم الجواب بل تقرر الجواب بأن الحول عشرة أشهر ونصف ثم تبني عليه عبادة وهي الزكاة كما جاء في السؤال!
ولكن بعد تدبر الأمر رأيت أن أجيب حتى لا يتسبب سؤالك بشيء من التشويش عند بعض الناس، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: الحول في اللغة يعني السنة أو العام، ولشهرة هذا المعنى فإن بعض القواميس تستعملها بمعنى السنة أو العام دون أن تفسرها كأنها مسلَّمة بمعنى العام! وأنقل لك ما ورد في عدد من قواميس اللغة التي ذكرت معناها:
- لسان العرب: (العامُ: الحَوْلُ يأْتي عَلَى شَتْوَة وصَيْفَة، وَالْجَمْعُ أَعْوامٌ)
- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: (والحَوْلُ: السنةُ...)
- القاموس المحيط: (الحَوْلُ: السَّنَةُ، ج: أحْوالٌ وحُؤولٌ وحُوُولٌ).
- تاج العروس: (حَوْلُ: السَّنَةُ اعتِباراً بانقلابِها ودَوَرانِ الشَّمس فِي مَطالِعها ومَغارِبها)
- القاموس الفقهي: (الحول: السنة).
ثانياً: ولأن القرآن كلام عربي مبين فهو يفسر باللغة العربية ولذلك جاء في التفاسير:
- تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (5/ 31)
قال أبو جعفر: وأما قوله: ﴿حَوْلَيْنِ﴾، فإنه يعني به سنتين: حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾، سنتين.
- معاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 312)
ومعنى ﴿حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ أربعة وعشرون شهراً، من يوم يولد إِلى يوم يفطم...
- تفسير البغوي - طيبة (1/ 277)
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ أَيْ سَنَتَيْنِ، وَذَكَرَ الْكَمَالَ لِلتَّأْكِيدِ..
ثالثاً: أما ما ذكرته عن الآية ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾، ثم قلت إن الحمل (9) أشهر وإذن فالفصال (21) شهراً، واعتبرت هذه الـ (21) حولين كما في الآية الكريمة ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾، فأنت أخطأت الفهم والتقدير! إنك افترضت مدة الحمل ثابتة تسعة أشهر وهذا خطأ فمدة الحمل قد تكون 9،8،7،6... وأما الثابت فهو الحول 12 شهراً ولهذا يكون التفسير للآيتين هكذا: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾، أي الوالدات يرضعن حولين كاملين (24 شهراً)... والآية ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ وهذا يعني أن أقل الحمل ستة أشهر لأن كمال الإرضاع أي تمامه (24 شهراً) فيبقى لأقل الحمل (30-24=6 ستة أشهر)... وهذا أمر مشهور عند الفقهاء لا يختلفون فيه.
رابعاً: وهكذا فأنت لم تحسن الفهم والتقدير، فجعلت الثابت وهو الحول متغيراً، وجعلت المتغير وهو الحمل ثابتاً! فعكست مدلول الآية، وخرجت بأن الحول عشرة أشهر ونصف، وهو قول ليس خطأ فحسب بل هو "غلط".
آمل أن يكون الموضوع قد اتضح... هداك الله إلى أرشد أمرك.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
10 جمادى الثانية 1438هـ
الموافق 2017/03/09م
رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك
رابط الجواب من صفحة الأمير على غوغل بلس
رابط الجواب من صفحة الأمير على تويتر
رابط الجواب من صفحة الأمير ويب