- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي")
جواب سؤال
قول (الصلاة خيرٌ من النوم) سنة
إلى Mohammad AL-khatib
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد؛ سؤال وأتمنى الجواب الصارم له
هل القول (الصلاة خيرٌ من النوم) في أذان الفجر بدعة؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
سؤالك هو عن التثويب، وهو: (أَنْ يَزِيدَ الْمُؤَذِّنُ عِبَارَةَ "الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ" مَرَّتَيْنِ بَعْدَ الْحَيْعَلَتَيْنِ فِي أَذَانِ الْفَجْرِ)، وهو ليس بدعة بل هو سنة وردت بها أحاديث عن الرسول e:
1- أخرج أبو داود في سننه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي سُنَّةَ الْأَذَانِ؟ قَالَ: فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِي، وَقَالَ: «تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، تَخْفِضُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ بِالشَّهَادَةِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَإِنْ كَانَ صَلَاةُ الصُّبْحِ قُلْتَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، قال الألباني هذا الحديث صحيح. وأخرج نحوه ابن خزيمة في صحيحه، ولكن عن طريق ابْنِ جُرَيْجٍ قال: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، وكذلك أخرج نحوه الدارقطني.
2- وفي رواية أخرى لأبي داود عن طريق ابن جريج وهذا نصها:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ أَخْبَرَنِي أَبِي وَأُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ عَنْ النَّبِيِّ e نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ وَفِيهِ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ فِي الْأُولَى مِنْ الصُّبْحِ...» أي ليس في الإقامة وهي ما يطلق عليها الأذان الثاني. كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ e «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ لِمَنْ شَاءَ».
3- وأخرج النسائي في سننه قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عثمان بن السائب قال أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال: لما خرج رسول الله e من حنين... فأجلسني "رسول الله e" بين يديه فمسح على ناصيتي وبرك علي ثلاث مرات ثم قال اذهب فأذن عند البيت الحرام، قلت كيف يا رسول الله؟ فعلمني كما تؤذنون الآن بها (الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأولى من الصبح...) قال الألباني: صحيح، وكما ذكرنا آنفاً أي ليس في الإقامة وهو ما يطلق عليه الأذان الثاني.
4- أخرج البيهقي في السنن الكبرى من حديث ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: «كان الأذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح (الصلاة خير من النوم) مرتين». قال ابن حجر: وسنده حسن. وقال اليعمري: وهذا إسناد صحيح.
وكما قلنا آنفاً فمعنى الأذان الأول أي أذان الصبح وليس الأذان الثاني أي الإقامة، فلا يقال في الإقامة (الصلاة خير من النوم).
5- وَرَوَى ابْنُ خُزَيْمَةَ وَالدَّارَقُطْنِيّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ السُّنَّةِ إذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ فِي الْفَجْرِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، قَالَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ الْيَعْمُرِيُّ: وَهُوَ إسْنَادٌ صَحِيحٌ.
6- وأخرجه ابن حبان في صحيحه: أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا مسدد بن مسرهد قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله e علمني سنة الأذان، قال: فمسح مقدم رأسي وقال: «تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر»، ورفع بها صوته، ثم تقول: «أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، واخفض بها صوتك، ثم ترفع صوتك بالشهادة، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، مرتين، وحي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كانت صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله».
وهكذا يظهر أن التثويب في صلاة الفجر سنة ثابتة، وإذا كان هناك مقال في بعض الروايات فإن هناك روايات صححها بعض المشهورين من أهل العلم وأخذ بها كثير من الفقهاء، أي أن التثويب كان في عهد رسول الله e والخلفاء الراشدين وإلى يومنا هذا، وهو ليس بدعة بل سنة ثابتة وردت فيها أدلة صحيحة... كما بيَّنا أعلاه.
آمل أن يكون هذا الجواب كافياً وافياً.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
23 جمادى الآخرة 1440هـ
الموافق 2019/02/28م
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على غوغل بلس
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب