- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لِنُسَمِّ المَفَاهِيْمَ بِمُسَمَّيَاتِها
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على خيرِ خلقِ اللهِ محمدٍ رسولِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاه، أمَّا بعدُ:
فكثيراً ما نسمعُ المَضْبُوعِينَ بالثقافةِ الغربيةِ، الذين يعيشونَ عقدةَ النقصِ، ويَرْزَحُونَ تحتَ وطأةِ ثقافةِ الغالبِ، يُدافعونَ عن مفاهيمِ الغربِ المستوردةِ، فيَضعونَ لها تعريفاتٍ وتفسيراتٍ في محاولةٍ لتجميلِ حقيقتِها القبيحةِ، وتزيينِ صورتِها البشعةِ، وتلميعِ ظلمتِهَا الكالحِة، لتسويقِها على المسلمينَ، وتصويرها على أنَّها البلسمُ الشافيُ، والعلاجُ الناجعُ لكلِ ما تعانيِهِ الأمَّةُ، لكي تتخَلَى عن دينِهَا وأحكام ِشرعِهَا؛ لذا لا بُدَّ للمسلمِ من معرفةِ حقيقةِ هذه المصطلحاتِ في ضوءِ معانيِهَا التي وضعَهَا لها أصحابُها، ومن ذلك:
العلمانيةُ، تعني: فصلَ الدينَ عن الدولةَ والحياةَ والمجتمعَ، فالتدينُ عندهم قضيةٌ شخصيةٌ فرديةٌ، والخالقُ في تصورِهِم غيرُ مدبِّرٍ، والإنسانُ هو الذي يضعَ النظامَ الذي يسيرُ عليه.
الديمقراطيةُ، تعني: اعطاءَ البشرَ صلاحيةَ التشريعِ من دونِ الله ِتعالى.
حريةُ الفكرِ أو الاعتقادِ، تعني: أنَّ للإنسان الحقَّ في أن يعتقدَ بما شاءَ، لو صنماً أو شيطاناً، ...، ولهُ أن يكفرَ بما شاء، ولهُ أن يبدَّل دينَه كيفما شاءَ، ولهُ ألا يؤمنَ بشيءٍ على الإطلاق.
حريةُ الرأي، تعني: أنَّ للإنسانِ الحقَّ في أن يقولَ ويُعلِنَ أيَّ رأيٍ، من دونِ أيةِ قيودٍ، ولو سبَّ الله تعالى ورسولِهِ، ولو طعنَ في القرآنِ كتابِ الله.
الحريةُ الشخصيةُ، تعني: أنَّ للإنسان الحقَّ في أن يعيشَ حياتَه الخاصةَ كما يشاءُ، فيلبسُ ما شاءُ ولو كشفَ عورتَه، ولهُ أن يُعاشرَ مَنْ شاء، ولو زنا ومارسَ الشذوذَ، وله أن يأكلَ ما شاءَ ولو كان ميتةً أو خنزيراً، ويشربَ ما شاءَ ولو كان خمراً.
حريةُ التملكِ، تعني: أنَّ للإنسان الحقَّ في أن يتملكَ ما يشاءَ كما يشاءُ، وأن يتصرفَ بما يملكُ كما يشاءَ، ولو كان من الرِّبا، أو محلٍ لبيعِ الخمورِ، أو صالةِ قمارٍ، أو دارٍ للبِغَاءِ.
هذه هي المعاني الحقيقيةُ لهذهِ المفاهيمِ، وهكذا يفهمُهَا أهلُهَا ويُطبقونَهَا، فهل في الإسلامِ نقصٌ يُراد سدُّهُ بها، أم فيه عجزٌ عن وضعِ الحلولِ فتُبتغى فيها؟! اللهم لا.. وألف لا.
إذاً.. على كلِّ مسلمٍ أن يسأل نفسه لِمَ تُستوردُ هذه المصطلحاتِ، ثُمَّ تُحرَّفُ معانيها، وتُلصق بالإسلام؟
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً)