الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 6 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

كلمة المهندس عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


في مؤتمر الخلافة العالمي "الخلافة... خيال! أم واقع قائم قريباً؟"


المنعقد في أنقرة – تركيا 2016/03/06م بمناسبة ذكرى هدم دولة الخلافة

 

 

YkrpD6


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين...

 


بعد شهرين (أي في شهر أيار القادم) يكون قد مر على اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة مائة عام، هذه الاتفاقية التي حددت تقاسم المغانم بين الدول الاستعمارية فرنسا - بريطانيا - إيطاليا، وروسيا التي انسحبت منها بعد الثورة البلشفية. وهكذا تضافرت قوى الاستعمار في الخارج مع بعض الخونة من بين المسلمين لهدم دولة الخلافة على يد مصطفى كمال وأصحاب الثورة العربية.

 


ونحن إذ نسمع هذه الأيام ونقرأ عن تصريحات لافروف وكيري اللذين يريدان تجديد المنظومة الاستعمارية التي تخدم مصالح دولتيهما (روسيا وأمريكا) وذلك حين يتحدثون عن نظام فيدرالي في سوريا تارة وعن ضرورة الحفاظ على النظام العلماني فيها، مع التصريح بأن نظام سايكس بيكو انتهى ولن يعود كما كان، وهذا يشير إلى الأخطار التي تتهدد تركيا، وليس مصير جنوب السودان عنا ببعيد؛ فقد تم فصله عن السودان كما تعمل أمريكا الآن على فصل دارفور عنه، مع تواطؤ حاكم السودان معها في هذه الجريمة، تماما كتواطؤ حكام إيران معها في الزج بكل قواتهم لقمع ثورة الشام، التي تستهدف تحطيم الهيمنة الاستعمارية الغربية وتطالب بتطبيق شرع الله، ثم تتفق أمريكا مع روسيا لتدخل بكل قوتها في سوريا لتحقيق ما عجزت عنه إيران وأتباعها، فتقوم روسيا بإطلاق الصواريخ من بحر قزوين ومن البحر الأبيض وتنطلق الطائرات الحربية الروسية لتلقي بحممها على أهلنا في سوريا...

 


ومع هذا كله لا يستحي حاكم أنقرة من إغلاق الحدود في وجه الهاربين من جحيم بشار وبوتين، بل يقوم حرس الحدود التركي بإطلاق النار على النازحين فيقتل منهم من يقتل.

 


إذن لماذا هانت أمة المسلمين التي يفترض بها أن تكون خير أمة أخرجت للناس على الناس؟

 


جاء في الحديث الشريف «الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به»، ولغياب الإمام فهذا ما حل ببلاد المسلمين بعد هدم دولة الخلافة، فاستبيحت ثرواتنا وطمعت الدول الاستعمارية بنا وقامت بتقسيم بلادنا إلى كيانات هزيلة نصّبت عليها عملاء لها لحراسة مصالحها ولتمنع عودة الإسلام إلى الحياة، بل تفرض شرائع ونظماً وأحكاماً من وضع البشر تتناقض مع عقيدة المسلمين، فتحرم ما أحل الله وتحل ما حرم الله، وتسمح بالمنكرات وتعارض تطبيق أحكام الشرع وإقامة الفرائض.

 


نعم هذه هي القضية المصيرية التي تواجهنا اليوم: ضرورة العمل الفوري للتحرر من الهيمنة الاستعمارية بأشكالها كافة في جميع شؤون الحياة، ولا يكون هذا إلا بإقامة دولة الخلافة، التي لها وظيفتان: الأولى تطبيق أحكام الشرع كافة في الداخل، والثانية نشر رسالة الإسلام في العالم بالدعوة والجهاد، فتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

 


وفي هذا أكتفي بالاستشهاد بحديث رسول الله e: «لحد يقام في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين صباحا». فإقامة الحدود فيه يعني تطبيق أحكام الشريعة كاملة في الداخل، هذه الشريعة الربانية المبرأة عن الهوى، بخلاف الشريعة الوضعية التي تضع الإنسان في محل استعباد أخيه الإنسان، ويكون التشريع فيها خاضعاً لتقلب أهواء البشر وعقولهم العاجزة القاصرة فتحل اليوم ما حرمته بالأمس أو بالعكس، ويتحكم أصحاب الأموال بالتشريع لخدمة مصالحهم، بينما الشرع الرباني منزه عن ذلك.

 


والله سبحانه فرض على المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس بمعنى تبليغهم رسالة الإسلام بالدعوة والجهاد ولهم بعد ذلك أن يدخلوا في دين الله أو يصروا على كفرهم، فيحاسبهم رب العالمين يوم الدين. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.

 


وهنا أذكر بجواب الصحابي ربعي بن عامر الذي أجاب رستم قائد جيوش الفرس الذي سأله ما الذي جاء بكم؟ فقال: "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".

 


أيها الأحبة

 


ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار "الخلافة: حلم أم واقع قادم؟" وأنا أقول بل الخلافة هي الواقع القادم لأنها وعد الله وبشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،


فلا خيار أمامنا سوى أن نهبّ هبة رجل واحد لنرضي ربنا فننصر دينه ونفوز ببشرى نبيه e بفتح روما بعد أن أكرم الله سبحانه السلطان محمد الفاتح والمجاهدين الأبطال معه بالفوز ببشرى فتح القسطنطينية،


فهلموا إلى ما فيه مرضاة ربكم وأجيبوا داعي الله واعملوا مع العاملين لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]

 


جزاكم الله خيراً وجمعنا بكم في لقاء قادم تحت ظل الخلافة بإذن الله وعسى أن يكون قريباً.

 

6 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الإثنين، 07 آذار/مارس 2016م 21:21 تعليق

    نعم والله ان وعد الله قادم وسيحقق بإذن الله نراها قريبة وترونها بعيدة ان بزوغ الفجر قد لاحت افقه وسيعم الخير والطمانينة ببزوغه

  • إبتهال
    إبتهال الإثنين، 07 آذار/مارس 2016م 16:15 تعليق

    بارك الله فيكم وشرح بكلمتكم صدور قوم مؤمنين
    جزاكم الله خيرا كثيرا

  • أم راية
    أم راية الإثنين، 07 آذار/مارس 2016م 15:53 تعليق

    جزاكم الله خيراً

  • أم راية
    أم راية الإثنين، 07 آذار/مارس 2016م 15:39 تعليق

    جزاكم الله خيراً

  • khadija
    khadija الإثنين، 07 آذار/مارس 2016م 13:40 تعليق

    هنيئـاً لـكم بهـذا الثـواب قال تعالى : (( وهدوا إلى الطيب من القول ))
    نفع الله بكم وجزاكم كل خير
    قال تعالى: (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ))

  • رامي العبد الله
    رامي العبد الله الإثنين، 07 آذار/مارس 2016م 13:13 تعليق

    إي والله صدقت؛ الخلافة الراشدة الثانية هي الواقع القادم لأنها وعد الله وبشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... بارك الله في هذه الحناجر الطيبة ومكنها في الأرض قريبا.. ليعم الإسلام سائر المعمورة بعز عزيز أو بذل ذليل..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع