الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لا تسمحوا بإراقة دماء مسلمي أفغانستان وباكستان من أجل تحقيق المصالح الأمريكية

 

(مترجم)

 

 

أثارت الاشتباكات بين القوات الأفغانية والباكستانية في منطقة تورخم الحدودية قلق المسلمين المخلصين في كلا الطرفين الأفغاني والباكستاني، فقد سقط عدد من كلا الطرفين في هذه الاشتباكات بين قتيل وجريح، وتكبّد الشعب القاطن في تلك المنطقة خسائر نفسية واقتصادية ومادية! وأما أجواء الإعلام في كلا البلدين فكان ملؤها الدعوات الوطنية السلبية والقومية المقيتة. والحكومات الظالمة المتربّعة على عرش السلطة في كل من البلدين وبعض الجماعات المرتبطة بمصالح الكفار، تربط تلك الأحداث المؤلمة بالمصالح الوطنية وتحاول إثارة العداوات والضغائن في صف أبناء المسلمين في كلا البلدين!

 

حزب التحرير يود أن يبين سياق تلك الحوادث في بضع نقاط لإيجاد الوعي ولبيان خطط الدولة الأمريكية ومشاركة عملائها من حكام أفغانستان وباكستان فيها:

 

1- إن الخطة الإقليمية المنشودة للحكومة الأمريكية هي إيجاد توازن قوى بين كل من الهند والصين في المنطقة، ولتحقيق ذلك لا بد من أن تصرف انتباه باكستان من مناطقها الحدودية المجاورة للهند إلى المناطق القبلية في باكستان، مما ينجم عنه ازدياد الخلافات والعداوات بين الشعبين الأفغاني والباكستاني، والتوترات الأخيرة بين البلدين الجارين في حدود تورخم ليست سوى مثال على تحقق تلك السياسة. فالحقيقة أن جيشي البلدين اقتتلا استجابة لأوامر حكامهم العملاء كأشرف غاني ونواز شريف/رحيل شريف لتحقيق مصالح استراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.

 

2- وقعت هذه الأحداث في وقت لم تستطع فيه الحكومة العميلة التي أقامها جون كيري بأي وجه من الوجوه أن توجد أمناً وتنمية اقتصادية واستقراراً سياسياً ما أدى إلى حصول إحباط عام حقيقي. إن فقدان الأمن وعدم الاستقرار امتدّا من جنوب البلاد إلى شمالها بحيث أصبح الناس يخافون من السفر على الطرق السريعة وبين المدن. وحوادث الاختطاف الجديدة على الطرق السريعة تبين مدى خطورة الوضع الأمني، الأمر الذي جعل الشعب ساخطاً على الحكومة. وفي ضوء هذا الواقع فإن حكومة أفغانستان تستغل حوادث تورخم لاستعادة شيء من شرعيتها.

 

فالحكومة تستغل المشاعر الوطنية عند الجنود الشباب وتدفعهم إلى قتال ضد مسلمين.

 

إن كل عاقل يدرك بأن الحرب بين المسلمين على طرفي الحدود التي رسمها الكفار هي تمثيلية يلعبها حكام عملاء في البلدين لتأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وواضح أن أبناء المسلمين يضحون بسبب استراتيجيات وحشية لحكام طغاة.

 

إن الشعبين الباكستاني والأفغاني هما جزء من الأمة الإسلامية الكبيرة، ولهما عقيدة واحدة، وأثبت شعبا هذين البلدين العريقين على مرّ التاريخ أنهم يعرفون عدوهم الحقيقي المتمثّل في الكفار، ووقفوا أمامهم بكل شجاعة وصمود، على غرار ما لاحظناه في الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي السابق، حيث إن الشعب الباكستاني وقف إلى جانب إخوانه أهل أفغانستان، وآووا اللاجئين في بيوتهم، وحتى هذه اللحظة فإن الشعب الباكستاني يرحب بوجود أفغان على أرضه وفي مستشفياته حيث يقطن ثلاثة ملايين من أهل أفغانستان في باكستان! بيد أن من ينزل الظلم لسنوات عدة بحق هذا الشعب الأفغاني الكريم هم حكام باكستان الجبابرة الطغاة، ولذلك لا بد من التفريق بين الشعب الباكستاني وبين حكامه الطغاة تماماً مثلما ينبغي التفريق بين المجاهدين في أفغانستان وبين حكام أفغانستان الطغاة.

 

إن حزب التحرير يرى أن الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان هي نوع من الاستنزاف لإضعاف قوة المسلمين.

 

إن الاشتباكات الحالية بين المسلمين في أفغانستان وباكستان هي قطعاً محرمة، ولذلك لا بد من التساؤل عن الهدف الذي يموت من أجله هؤلاء الجنود؟

 

لذلك يجب على جميع العناصر المخلصة في القوات العسكرية وجميع الرجال السياسيين الذين يخلصون الدين لله جل جلاله أن يأخذوا زمام المبادرة، بغية دفع العداوات والتوترات بين هذين البلدين العريقين وبغية إحباط مؤامرات الكفار والحكومات العميلة، كما يجب عليهم أن يوحدوا القوى البشرية والمادية تحت قيادة سياسية واحدة، فمن ناحية استراتيجية فإن توحيد القوى البشرية والمادية لكلا البلدين في ظل نظام الخلافة على منهاج النبوية سيوجد قوة قادرة على القضاء على السياسات الاستعمارية في المنطقة.

 

علينا أن نكون واعين على تحذير النبي ﷺ المسلمين من أن يقاتل بعضهم بعضاً، فقد قال الرسول ﷺ في الحديث الذي أخرجه البخاري: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

 

 

التاريخ الهجري :15 من رمــضان المبارك 1437هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 20 حزيران/يونيو 2016م

حزب التحرير
أفغانستان

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 29 حزيران/يونيو 2016م 11:11 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 29 حزيران/يونيو 2016م 00:41 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع